"مصدر".. 15 عاما من الابتكار والطاقة النظيفة
تؤدي شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" دورا فاعلا لتعزيز الابتكار بقطاعي الاستدامة والطاقة النظيفة ودعم جهود دولة الإمارات بمجال تغير المناخ.
وتعمل "مصدر" من خلال مشاريعها المنتشرة في 40 دولة على تطوير التقنيات المستدامة ونشرها على نطاق واسع للمساهمة في دفع عجلة التنمية المستدامة.
وخطت "مصدر" خطوات متسارعة في مجال تعزيز الابتكار خلال مسيرتها الممتدة على مدار أكثر من 15 عاما، ورسخت مكانتها كشركة عالمية رائدة في قطاع الطاقة النظيفة وذلك عبر الاتفاقية الاستراتيجية بين "أدنوك" و"طاقة" و"مبادلة" لامتلاك كل منهم حصة في "مصدر" بهدف تطوير محفظة عالمية للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، بسعة إنتاج حالية وحصرية تبلغ أكثر من 23 جيجاواط من الطاقة المتجددة، لتصبح "مصدر" بذلك واحدة من أكبر الشركات من نوعها على مستوى العالم.
وتتطلع الشركة إلى مضاعفة قدرتها الإنتاجية بحلول عام 2030 لتساهم في تعزيز جهود دولة الإمارات لمواكبة التحول في قطاع الطاقة من خلال تعزيز القدرات في مجال الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات الكربونية محليا وعالميا، وتسريع تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
- شراكة استراتيجية بين مدينة مصدر وصندوق محمد بن راشد.. إليك التفاصيل
- لتوفير حلول الطاقة المتجددة .. "مصدر" تطلق مشروعا جديدا بإندونيسيا
ويعد الهيدروجين العنصر الأكثر وفرة في الكون، ويمكن استخدامه كبديل عن مصادر الوقود التقليدية في العديد من المجالات، ومن المرجح أن يساهم الوقود الأخضر المنتج من مصادر طاقة متجددة بدور مهم ضمن استراتيجيات الحد من الانبعاثات الكربونية لعدد من القطاعات، من ضمنها قطاعات النقل لمسافات طويلة والشحن والطيران.
ومن المتوقع أن يمثل الهيدروجين ما يصل إلى 18 – 25% من الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2050، حيث أصدرت أكثر من 30 دولة خططها الخاصة بالهيدروجين، إضافة إلى التخطيط لتنفيذ أكثر من 228 مشروع واسع النطاق عبر سلسلة قيمة الهيدروجين.
وقد أكد تقرير دولي تحت عنوان "دور دولة الإمارات في الاقتصاد العالمي للهيدروجين" أن لديها الأسس والمزايا التنافسية التي تمكنها من أن تصبح واحدة من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للهيدروجين منخفض الكربون والأقل تكلفة على مستوى العالم لاسيما وأنها تتمتع بإمكانات وبنية تحتية مناسبة لاستغلال هذا الوقود الحديث ودفع نمو سوق الهيدروجين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم.
وتعتمد جهود دولة الإمارات في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر على التوفر الهائل للطاقة الشمسية والمساحات المناسبة فيها والتكلفة المنخفضة للكهرباء التي يتم إنتاجها بالطاقة الشمسية.
ولطالما وضعت دولة الإمارات التغير المناخي وسبل الحد منه في مقدمة أولويتها وتعمل بشكل مستمر على دعم الحلول القائمة على التكنولوجيا للمساهمة في الحد من تداعيات تغير المناخ، بالإضافة إلى الالتزام بخلق فرص اقتصادية جديدة ترتكز على تقنيات الحد من انبعاثات الكربون على المستويين المحلي والدولي حيث تتماشى هذه الابتكارات مع "مبادئ الخمسين" التي أعلنت عنها الدولة لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.
وتعمل "مصدر" منذ أكثر من عقد من الزمان على استكشاف فرص إنتاج وتوليد الهيدروجين، والفرصة مواتية حاليا لتسريع جهود الاستثمار في هذه التقنية.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" يمكن للهيدروجين الأخضر أن يكون منافسا لمصادر الوقود الأحفوري بحلول عام 2030 إذا ما تم دعم تطوير هذا القطاع بالشكل المناسب.
ويمتلك الهيدروجين إمكانات تؤهله لكي يصبح الوقود الأساسي لاقتصاد نظيف يراعي البيئة في المستقبل، كما أنه سيشكل عاملا أساسيا في تغيير استراتيجيات إزالة الكربون في الوقت الذي يتطلع فيه العالم لتحقيق الأهداف المرتبطة بالمناخ وبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.
ومن ضمن المبادرات النوعية المبتكرة التي تعمل شركة "مصدر" على تطويرها لدعم الابتكار في مجال الهيدروجين الأخضر، تأسيس مشروع محطة تجريبية في مدينة مصدر، المدينة المستدامة الرائدة في أبوظبي، لاستكشاف فرص تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام وإنتاج الكيروسين من الكهرباء لأغراض النقل والطيران بالتعاون مع شركاء محليين وعالميين.
وستركز المرحلة الأولى من المشروع على إنتاج هيدروجين أخضر يتم فيها تحويله إلى وقود مستدام للطائرات وسيتم استخدام جزء من الهيدروجين لتطبيقات وتجارب أخرى لتزويد المركبات والحافلات بالوقود ضمن مدينة مصدر، وسيتم بالتوازي مع ذلك بناء محطة لإنتاج كيروسين صناعي.
ومن خلال هذا المشروع، تساهم الشركات المشاركة في الحد من البصمة الكربونية لدولة الإمارات، وتعزيز الطلب المحلي على مصادر الوقود المستدامة، فضلا عن توفير المعارف والخبرة الفنية الأساسية لإنتاج هذا النوع من الوقود محليا.
وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي تم الإعلان عن توقيع كل من شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة "بي بي" وشركة "مصدر" اتفاقيات للتعاون الاستراتيجي لتوسعة مجالات الشراكة الثنائية بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة في مجال الاستدامة، بما في ذلك تطوير مركزين للهيدروجين النظيف في كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة بطاقة إنتاجية تبلغ 2 جيجاواط.
واستكمالا لهذه الجهود، أعلنت "مصدر" خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022، عن تعاونها مع شركة "انجي"، الرائدة عالميا في توفير خدمات الطاقة منخفضة الكربون، وتوقيع الشركتين اتفاقية مع شركة "فرتيجلوب"، أكبر مصدر بحري لليوريا والأمونيا التجارية، وذلك بهدف تطوير محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة تنافسية عالمية في دولة الإمارات بقدرة إنتاجية تصل إلى 200 ميجاواط، وذلك لدعم عمليات إنتاج الأمونيا الخضراء.
كما وقعت "مصدر" اتفاقية مع "كوزمو انرجي هولدينجز كو"، إحدى كبرى شركات الطاقة في اليابان، وذلك لاستكشاف فرص تطوير مشاريع طاقة متجددة تشمل مشاريع في مجال طاقة الرياح البحرية باليابان، فضلا عن التعاون في مجالات الهيدروجين، والمشاريع المتعلقة بالأمونيا، والتقاط واستخدام وتخزين الكربون، ونظم بطاريات تخزين الطاقة، وأنشطة التجارة بالطاقة.
وتحرص "مصدر" منذ تأسيسها على ترسيخ ثقافة الابتكار وتمكين الأجيال الشابة لقيادة جهود الاستدامة مستقبلا، وقد استضافت الشركة من خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة سلسلة من الفعاليات العالمية التي جمعت رؤساء دول وصانعي سياسات وقادة أعمال دوليين وروادا في قطاع التكنولوجيا، حيث وفر الأسبوع منصة لتبادل المعرفة وعرض الابتكارات ووضع الاستراتيجيات وتعزيز العمل المشترك من أجل تحقيق الحياد المناخي في المستقبل.
وتهدف الاستثمارات الاستراتيجية لشركة "مصدر" في قطاع الطاقة المتجددة إلى المساهمة في تعزيز الجهود الوطنية في مجال الابتكار حيث تقوم الشركة بدور رائد في نشر تقنيات فعالة ومتطورة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية بالإضافة إلى تعزيز الجدوى التجارية، وتلبية أهداف الاستدامة العالمية والسعي لتحقيق مبادرة دولة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي بحلول 2050.