الصنادل الرخيصة وسيارات مازيراتي تفضح "طبقية" إيران
فجوة الرخاء على مرأى من الجميع في الشارع الرئيسي بطهران
السيارات الفارهة التي تمر إلى جانب المارة الذين يرتدون الأحذية الرخيصة في الشارع الرئيسي في طهران، تفضح الانقسام وفجوة الثراء قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
السيارات الفارهة التي تمر إلى جانب المارة الذين يرتدون الأحذية الرخيصة في الشارع الرئيسي في العاصمة الإيرانية طهران، تفضح الانقسام وفجوة الثراء قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية قالت إن شارع "ولي عصر"، وهو من أشهر معالم طهران الذي يمتد بطول 19.2 كم، وبناه الشاه رضا بهلوي في الثلاثينيات لربط قصوره الصيفية في شمال طهران بمحطة القطار الجديدة في الجنوب، يربط بين عالمين إيرانيين مستقطبين على نحو متزايد.
وأشارت إلى أنه في الجزء العلوي من الشارع حيث تقع المدينة على السفوح الجنوبية لسلسلة جبال ألبرز، يحاول الأثرياء الهروب من تلوث طهران الشديد، حيث تصل قيمة شققهم ذات الأرضيات الرخامية إلى 10 ملايين دولار، وتبيع المتاجر الفاخرة ساعات "رولكس"، وسيارات "مازيراتي"، ويتدلى بشكل عرضي حجاب النساء المتأنقات.
وبمجرد أن تصل إلى الضواحي التي يغطيها الضباب الدخاني قرب المحطة، يزداد انتشار "الشادور" حالك السواد، وهو الرداء الذي ترتديه النساء، وتندر السلع الفاخرة.
وداخل متجر صغير هناك، حيث تراكمت طبقات الغبار على أحذية لا تتجاوز ثمنها 22 دولار، يقول صاحب المتجر: "الناس يشترون الصنادل فقط في الوقت الراهن"، بينما يشير إلى صناديق "شباشب" ثمنها 1.5 دولار على الأرض.
ولفتت "بلومبرج" إلى أنه كما هو الحال في العواصم الغربية، حيث تسيطر فئة محدودة على الثروات، تظهر الانقسامات في طهران جلية وتؤرق الساسة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو/أيار المقبل.
واعتبرت أن الاستياء إزاء بطء التغيير أعطى المحافظين في البلاد سلاحا لمهاجمة حسن روحاني باعتباره الرجل الذي استسلم إلى الغرب.
ومنذ وصوله إلى السلطة في عام 2013، عكس روحاني معظم السياسات الاقتصادية والخارجية الشعبوية التي تركت البلاد معزولة، يعاني اقتصادها من الركود والتضخم الكبير، بحسب الوكالة التي لفتت إلى أنه في حين توجت تلك التغييرات بالاتفاق النووي الذي أنهى العقوبات الدولية في يناير/كانون الثاني، منعت القيود الأمريكية الباقية طوفان الاستثمار المنتظر.
وفي غضون ذلك، يصف المعارضون الحكومة بأنها نخبة يدفع لها بإسراف، غير مهتمة سواء بحماية الفقراء أو بناء "اقتصاد المقاومة" الذي كلفها بها المرشد الإيراني علي خامنئي لإحباط العقوبات. ويقول المنتقدون لروحاني إن السياسات الاقتصادية الليبرالية الجديدة هى لصالح أثرياء إيران.
ويعود تاريخ التوترات بين الأغنياء والفقراء إلى الثورة الإيرانية عام 1979 التي جلبت الخميني إلى السلطة، وفقا لجواد صالحي أصفهاني، وهو أستاذ اقتصاد إيراني الأصل في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMDcg جزيرة ام اند امز