كورونا و"11 سبتمبر".. صدمات اجتماعية تمهد لاضطرابات نفسية
خبيرة نفسية تؤكد أن اضطرابات ما بعد الصدمة سيكون لها آثار كبيرة مع الخروج من جائحة كورونا كما كان الحال مع المتضررين من هجمات سبتمبر
تحل ذكرى أحداث هجمات 11 سبتمبر/ أيلول لعام 2001 هذا العام في أجواء لا يختلف وقع صدماتها عما شهده العالم آنذاك، إذ يعيش الناس في خضم جائحة تصيب وتحصد أرواح الآلاف حول العالم يوميًا، هي جائحة "كوفيد-19".
قد تكون جائحة فيروس كورونا المستجد الحدث الصادم الأبرز لهذا العقد، مما يجعله يشبه تلك الصدمة التي أعقبت هجمات سبتمبر/ أيلول، التي يمكنها أن تعلمنا الكثير حول وقع وتأثير الأحداث الصادمة على الناس، بحسب شونا سبرينجر الخبيرة النفسية الرائدة في مجال الصدمات واضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD)
وطرحت سبرينجر مجموعة أسئلة عبر شبكة "سي إن إن" الأمريكية حول ما إن كانت الصدمات باختلافها تؤثر على الناس بنفس الطريقة، أو ما إن كان هناك تطابق بين رحلات العلاج لكل حدث مخيف، والفرق بين الصدمات التي تخلق رابطا بين البشر والأخرى التي تدمره.
عزلة "كوفيد-19"
تحدثت سبرينجر عن قصة كيت كولبيرت التي شخصت حالتها للإصابة بفيروس كورونا الجديد نهاية مارس/آذار، ومنذ هذا الوقت وهي تكافح الأعراض البدنية والصدمة النفسية.
- كورونا والإنفلونزا.. أضرار قاتلة لـ"العدوى المتزامنة"
- مفاجأة.. أطباء العناية المركزة أقل عرضة للإصابة بكورونا
محنة كولبيرت بدأت عندما اتصلت بقسم الأشعة استجابة لما طلبه منها الطبيب بالخضوع لتصوير طارئ للأوعية الدموية، وأخبرها الاستقبال بأنهم لا يمكنهم حجز موعد حتى تأتي نتائج فحوصاتها سلبية للمرض.
وتقول كولبيرت، وهي استشاري تسويق في ويسكونسن: "انهمرت بالبكاء وتوسلت لهم أنني لا أستحق الموت بالمنزل فقط لأن ليس لديهم بروتوكول. لم أشعر بأنني منبوذة كهذا من قبل".
لم يزر الناس منزلها، ورغم مرور 170 يومًا على التقاطها عدوى كوفيد "لازال الناس يعاملونني كما لو كنت مصابة بالطاعون"، هكذا تعبر كولبيرت، التي تتعافى من فيروس كورونا لكنها مازالت تعاني من بعض آثاره طويلة، عما تشعر به، مضيفة: "منذ مارس/آذار، دخل منزلي والدتي وصديقتي سارة وعامل إصلاحات فقط".
دروس سبتمبر
يمكن لأحداث الصدمات أن تخلف حالة مزمنة من "الاستجابة المزمنة للتهديد"، وهي حالة مستمرة من البقاء على وضعية فرط التيقظ، وتقول سبرينجر إن نحو 20% من المدرجين بسجلات برنامج الصحة لمركز التجارة العالمي أبلغوا عن أعراض جديدة تتعلق بمتلازمة اضطراب ما بعد الصدمة بعد ما يتراوح من 5 لـ6 أعوام من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.
ويمكن لآثار الصدمة أن تظل موجودة لعدة سنوات حتى عقود، ويقول جوناثان موريس (62 عامًا)، الذي كان رقيبًا بالجيش الأمريكي آنذاك وضابط الصف المسؤول عن إدارة الطوارئ بمركز والتر ريد الطبي العسكري خلال أحداث 11 سبتمبر/ أيلول إنه رغم مرور حوالي 20 عامًا مازال يفكر يوميا في أصدقائه وزملائه الذين فقدهم حينها.
في أحداث 11 سبتمبر/ أيلول وتفجيرات لندن، كان التواصل شكلاً من أشكال التحدي الصحي؛ فخلال تفجيرات لندن، كانت الروح المعنوية في أعلى مستوياتها في بعض أكثر المناطق تضررًا بالعاصمة.
لكن على النقيض، يقسم كوفيد ويقهر بصمت وبلا هوادة، ويزرع شعورًا بالعجز وانعدام الثقة المتبادل، والخوف المقوض، وقد تكون العزلة الاجتماعية الطويلة في نفس خطورة الفيروس.
وترى شونا سبرينجر أن اضطرابات ما بعد الصدمة على الأرجح سيكون لها آثار واسعة النطاق وممتدة مع الخروج من الجائحة كما كان الحال بالضبط مع المتضررين من هجمات سبتمبر.
وكانت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أعلنت، الخميس، أن عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد زاد 1115 ليصل إلى 190262، في حين بلغ إجمالي الإصابات 6 ملايين و343562، بزيادة 32899 حالة عن الإحصاء السابق.
aXA6IDMuMTQ1Ljg5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز