تضرعا من أجل المطر.. قداس روماني في حقل قمح
سافرت يوليا كوليسا، 81 عاما، لمسافة 15 كم في ظل أجواء شديدة الحرارة إلى دير في جنوب رومانيا للانضمام إلى قداس من أجل هطول المطر.
وتعتمد كوليسا في حصولها على طعامها على قطعة أرض صغيرة تمتلكها. وتجاوزت درجات الحرارة خلال الأيام الماضية 40 درجة مئوية في رومانيا، وأدى الجفاف إلى إمداد مئات القرى في رومانيا بحصص محددة من المياه وإلى دمار المحاصيل.
وطلبت الكنيسة الأرثوذكسية في البلاد من رجال الدين أداء صلاة المطر التقليدية. وفي دير بانتوكراتور بمقاطعة جورجو بجنوب رومانيا، انضمت كوليسا إلى ما يقرب من 100 شخص في الصلاة. وقالت إن الطقس لم يكن بهذا السوء من قبل.
وقالت "لم أر مثل هذا الجفاف في حياتي.. لدينا أطفال، لدينا ماشية. نبذل جهودا لزراعة الطماطم في الحديقة وتجف وليس لدينا ما نأكله. يا الله، أنزل علينا المطر، لا تتركنا".
ويعيش أكثر من 40 بالمائة من سكان رومانيا البالغ عددهم 20 مليون نسمة في الريف، ويعتمد الكثيرون على زراعة قطع صغيرة من الأرض لسد احتياجاتهم. ولدى البلاد احتياجات استثمارية ضخمة في البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والمياه الجارية والري.
وقال الأب جستنيان، وهو أحد قساوسة الدير، "فترة الجفاف قاسية إلى حد ما، ليس فقط لهذا المكان، ولكن للبلد بأسره". وأدى رجال الدين الصلوات في حقل للقمح مواجه للدير، بينما ذبلت حقول الذرة ودوار الشمس في مكان قريب.
وشهدت معظم أنحاء أوروبا ظروفاً أكثر جفافاً من المعدل الطبيعي هذا العام، ولكن نهر "بو" في شمال إيطاليا هو الأكثر تضرراً، وفقاً لمرصد الجفاف العالمي "جيه آر سي". وقد بدأت السلطات المحلية فى أنحاء كثيرة من إيطاليا بتقنين المياه، بسبب موجة الجفاف المستمرة، وبدأت بعض البلديات حظر أنشطة تستهلك كميات كبيرة من المياه.
كما تشهد مناطق في إسبانيا والبرتغال "بلاد الأندلس سابقا" جفافا غير مسبوق منذ ألف عام، بفعل تغير المناخ.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA=
جزيرة ام اند امز