مجزرة "عائلة السواركة".. هدية الاحتلال في اليوم العالمي للطفل
أطفال فلسطين يواجهون مشاكل الفقر المتفشي بسبب تردي الوضع الاقتصادي والحصار المستمر، ما يضطر الكثير منهم إلى ترك مدارسهم
بين شهيد وجريح ومشرد.. تنوعت حالة أطفال عائلة السواركة بعد استهدافها بـ4 صواريخ إسرائيلية الأسبوع الماضي، ليكونوا شاهدا على واحدة من أبشع الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.
وفي ذكرى اليوم العالمي للطفل، الذي يصادف الـ20 من نوفمبر كل عام، تبدو هذه الجريمة نموذجا لما يواجهه أطفال فلسطين من انتهاكات وجرائم إسرائيلية لا تتوقف.
ففي منزلين صغيرين مكونين بالكامل من الصفيح كان أطفال عائلة السواركة يعيشون حياة بسيطة مليئة بالفقر، ولكنها مليئة بالحب والأمل في المستقبل، قبل أن تباغتهم، فجر الخميس الماضي، صواريخ الاحتلال لتقتل 8 من العائلة، منهم امرأتان و5 أطفال، وتصيب 13 آخرين غالبتيهم من الأطفال، هم بالأساس أعضاء الأسرتين.
الجريمة التي أقرت إسرائيل أنها وقعت بالخطأ دون أن تعتذر عنها، جاءت قبل أسبوع واحد من اليوم العالمي للطفل، وهو مناسبة جديدة تنكأ جراح أطفال فلسطين التي لا تتوقف ولا تندمل.
فأطفال عائلة السواركة هم جزء من آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا وأصيبوا في اعتداءات إسرائيل المستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقفة احتجاجية
وفي يومهم العالمي شاركت مجموعة من الأطفال الفلسطينيين بغزة في وقفة احتجاجية ضد استهداف الاحتلال الإسرائيلي للأطفال.
وألقت الطفلة ليان أبوالعطا، ابنة الناشط بهاء أبوالعطا الذي اغتالته إسرائيل، الأسبوع الماضي، كلمة مؤثرة طالبت فيها بحماية أطفال فلسطين ووقف الجرائم الإسرائيلية بحقهم.
حصاد الشهداء الأطفال
واستشهد منذ بداية انتفاضة الأقصى (عام 2000) وحتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2019 أكثر من 3000 طفل، وجُرح عشرات الآلاف من الأطفال، كما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 16 ألف طفل، وفق دائرة إعلام الطفل في وزارة الإعلام الفلسطينية.
وقالت الوزارة، في تقرير لها تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، إن "قتل أطفال فلسطين بات ركيزة ثابتة لإسرائيل التي أزهقت أرواح 546 طفلا خلال عام 2014 وحده".
وأطلقت نداء للدول الموقعة على اتفاقية حقوق الطفل إلى فعل شيء لوقف استهداف أطفال فلسطين، والتنكيل بهم، وقتلهم، وهدم منازل عائلاتهم، ومصادرة حريتهم، ومنعهم من الوصول الآمن لمدارسهم، وحرمانهم من أدنى الحقوق.
وأضافت الوزارة أن قوات الاحتلال اعتقلت 745 طفلا منذ مطلع 2019 وحتى نهاية نهاية أكتوبر/تشرين الأول، كما جرحت خلال 6 أشهر من 2018 نحو 4070 طفلا.
استهداف منظم
وأكد عايد أبوقطيش مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين، لــ"العين الإخبارية"، أن الاحتلال قتل 2100 طفل فلسطيني منذ سبتمبر/أيلول 2000 وحتى اليوم.
ووفق قطيش، فمنذ بداية 2019 قتل الاحتلال 27 طفلا بينهم 22 من غزة و5 من الضفة، في حين طالا الاعتقال الإسرائيلي أكثر من 700 طفل تحاكمهم وتعذبهم لتنزع منهم اعترافات تحت الإكراه.
وأشار إلى أنه منذ 2015 حتى اليوم تعرض 30 طفلا للاعتقال الإداري دون وجود مسوغ قانوني، منبها بأن هذه الأرقام الكبيرة تؤكد أنه لا يوجد في إسرائيل أدنى احترام للمبادئ والمعايير الدولية لاحترام حقوق الطفل.
وأضاف "لا يوجد مساءلة للجنود الذين يقتلون الأطفال، بل هناك دعم من المسؤولين الإسرائيليين للجنود"، مشيرا إلى أنه خلال الـ10 سنوات السابقة تم مساءلة جنديين إسرائيليين فقط من بين مئات قتلوا أطفالا فلسطينيين، وأحد الجنديين قتل طفلا في غزة، وحكم قبل أشهر لمدة شهر فقط وتنزيل رتبة منه.
وأكد أن العقوبة التي تلقوها لا تناسب حجم الجرائم، في الوقت الذي يسجن الطفل الفلسطيني الذي يلقي حجارة على جنود الاحتلال 6 أشهر.
وتلامس الانتهاكات الإسرائيلية كل حقوق الطفل، خصوصا في غزة، حيث يحرم الأطفال من كل حقوقهم الأساسية مثل التعليم والصحة والرفاه ومستوى المعيشة والأمن والتنقل، وفق قطيش، الذي أشار إلى أن جملة هذه الانتهاكات تترك آثارا نفسية خطيرة على الأطفال وتؤثر على سلوكهم.
ووفق نادي الأسير الفلسطيني فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت طفلاً فلسطينياً تقل أعمارهم عن 18 عاماً، منذ بداية 2019 وحتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول.
وأكد النادي أن الاحتلال يواصل اعتقال 200 طفل في معتقلات "مجدو، وعوفر، والدامون"، إضافة إلى جزء آخر من أطفال القدس تحتجزهم في مراكز خاصة.
فقر وبطالة
ويواجه أطفال فلسطين أيضاً مشاكل الفقر المتفشي، بسبب تردي الوضع الاقتصادي والحصار المستمر، خاصة في قطاع غزة، ما يضطر الكثير منهم إلى ترك مدارسهم والتوجه إلى سوق العمل.
وحسب تقرير للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام فقد بلغت نسبة عدد الأطفال الفلسطينيين الملتحقين بسوق العمل من الفئة العمرية (10- 17 عاما) نحو 4.1%.