الفلسطيني فؤاد الشوبكي.. رفيق عرفات وشيخ الأسرى
حكاية معاناة عاشها ولا يزال الأسير الشوبكي الذي كان يحمل رتبة لواء في السلطة الفلسطينية عندما اعتقلته قوات الاحتلال عام 2006
لم تشفع 80 عاما هي سنوات عمر الأسير الفلسطيني فؤاد الشوبكي له أمام الاحتلال الإسرائيلي ليطلق سراحه رغم قضائه ثلثي محكوميته خلف قضبان الأسر.
- سامي أبو دياك.. أسير فلسطيني ينتظر الموت ويتمنى لقاء أمه
- الإهمال الطبي يودي بحياة أسير فلسطيني في سجون الاحتلال
حكاية معاناة عاشها ولا يزال الأسير الشوبكي، وهو رفيق مقرب من الرئيس الراحل ياسر عرفات، وكان يحمل رتبة لواء في السلطة الفلسطينية عندما اعتقلته قوات الاحتلال عام 2006 وزجت به في الأسر حتى بات أكبر الأسرى الفلسطينيين تقدما في السن.
أمل متبدد
آمال الأسير الشوبكي وعائلته تبددت، الأربعاء، مجددا بعدما رفضت محكمة الاحتلال المركزية في بئر السبع طلب إعادة النظر في الإفراج المبكّر عنه، بموجب قانون الثلثين الذي يتيح الإفراج عمن أمضوا ثلثي مدة اعتقالهم.
وتذرعت المحكمة الإسرائيلية بـ"خطورة قضية الأسير الشوبكي وعدم إبدائه النّدم"، متجاهلة سنّ الأسير وحالته الصحيّة ومرور عامين على انعقاد لجنة الثلث ورفضها الإفراج عنه بعد قضائه ثلثي محكوميته.
فصول المعاناة
ويروي حازم الشوبكي (42 عاما) النجل البكر للأسير الشوبكي لـ"العين الإخبارية" فصولا من معاناة والده المستمرة، مشيرًا إلى أنه يعاني من أمراض كثيرة أخطرها سرطان البروستاتا.
وأضاف أن هناك شكوكا أيضا في كتلة سرطانية فوق الكلى وقد شق بطنه لمتابعتها ولم يشف الجرح حتى اليوم.. وكذلك جفاف في عينيه وقد أجرى عملية في عينيه مؤخرا فضلا عن مرض الضغط.
والشوبكي كان المسؤول المالي السابق في جهاز الأمن العام الفلسطيني، والمستشار المالي السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات، ويحمل رتبة لواء في السلطة الفلسطينية وهو من مواليد يناير/كانون الثاني 1940، ومتزوج ولديه 6 أبناء أكبرهم حازم.
الاعتقال
واعتقلت قوات الاحتلال اللواء الشوبكي في 14 مارس/آذار لعام 2006، بعد أن اقتحمت سجن أريحا الفلسطيني.
وخضع الشوبكي فور اعتقاله للتحقيق بشأن ما عرف بسفينة الأسلحة (كارين إيه) التي اعترضتها إسرائيل في يناير/كانون الثاني عام 2002 في البحر الأحمر، حيث اتهم بتمويلها.
ويقول نجل الأسير إن والده هو أكبر الأسرى سنا، وتقدمه في العمر يزيد من معاناته خاصة مع الأمراض التي يعانيها.
الحزن والفرح
الكثير من ساعات الحزن والفرح مرت على العائلة دون أن يكون الأسير الشوبكي حاضرا فيها، ليكون سند العائلة كما كان دوما.
فزوجته أم حازم توفيت عام 2011، ولم يتمكن من أخذ عزائها، وهي التي لم تتمكن من زيارته سوى 4 مرات خلال مدة اعتقاله.
وأشار نجل الأسير إلى أن والده حضر قبل اعتقاله مراسم زفاف إحدى بناته، ولكن هناك ابنة أخرى تزوجت في غيابه خلال الأسر، والعائلة تستعد لزفاف الثانية وهو في الأسر، وتمضي السنوات دون أن يرى أحفاده التسعة.
وذكر أنه يتمكن من زيارة والده كل 6 أشهر مرة واحدة بقرار إسرائيلي، في حين تزوره شقيقاته مرة في الشهر.
معنويات عالية
ورغم تقدمه في العمر ومعاناته مع الأمراض، يتمتع الأسير الشوبكي -وفق نجله- بمعنويات عالية، ويحاول التخفيف من وطأة الغياب على أسرته، ويوجههم ويساعدنا على مواجهة قسوة الحياة.
أما داخل السجن فيروي نجله أنه محل إجماع وتقدير من جميع الأسرى، من كل الفصائل، وهذا ما يزيده قوة وصلابة، وفق تأكيدات نجله.
يقول حازم: "له صوت ودور وحدوي في السجن من خلال موقعه في الثورة والسلطة وخبرته التي صقلها في الميادين، وينعكس دوره الوحدوي على قرارات مهمة للفصائل الفلسطينية خارج السجن".
وأشار إلى أن تدخلاته تنعكس على قرارات الفصائل خارج السجن وظهر ذلك في تقريبه للوجهات بين الفصائل فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية والرئاسية.
وأضاف: "هو محل فخر لعائلته ولشعبه ولوطنه الذي يضحي من اجل تحريره منذ نعومة أظافره.. هو شيخ المقاومين لم ينل السجن من عزيمته وايمانه بعدالة قضية شعبه".
يقضي الأسير الشوبكي وفق ما أبلغ عائلته يومه بين تلاوة القرآن الكريم والصلاة والمشي من 4 إلى 5 ساعات في ساحة السجن محدودة المساحة والمحاطة بالجدران والأسلاك الشائكة.
شيخ الأسرى
الباحث المختص في شؤون الأسرى ناصر فروانة، أشار إلى أن "إسرائيل لا تحترم كبار السن، وتعامل كبار السن كما الآخرين، وتحتجز كبار السن مع الآخرين في النقب.. مثله مثل شبل عمره 16 عاما أو شاب 30 عاما".
وأضاف فروانة لـ"العين الإخبارية" أن "الاحتلال لا يراعي الفئة العمرية ونوعية الغذاء المقدم لها والدواء ومكان النوم المخصص والزيارات واللقاءات".
ولفت فروانة وهو مسؤول في هيئة شؤون الأسرى (حكومية) إلى أن "الشوبكي يعتقل في ظروف صحية قاسية جدا حيث الظروف الجوية للنقب قاسية لا يقدر عليها جسد رجل في الـ80 من عمره وهي أجواء حارة صيفا باردة شتاء بالكاد يتحملها شاب في السجن فكيف بشيخ كبير".
ما يميز الشوبكي -حسب فروانة- أنه لا ينكسر للاحتلال ولا يهتز أمام سجانيه ويظهر كبرياءه وعزته، ولربما يساعده في ذلك التقدير الكبير الذي يجده من الأسرى حوله.
السجن حفر في وجه الرجل وترك أثره على جسده، لكنه لم يفت في روحه وعزيمته.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuMTI5IA==
جزيرة ام اند امز