لو بات كيليان مبابي بطلاً للعالم وسجل هدفاً أو اثنين إضافيين، فأعتقد أنه سيكون في سبتمبر المقبل أول فائز بالكرة الذهبية.
قبل تحليل مباريات نصف نهائي كأس العالم، أريد أولاً أن أترك انطباعي عن ربع النهائي، أكثر فريق أعجبني كان بلجيكا، مباراتهم مع البرازيل كانت من أفضل مباريات المونديال، رأيت فيها كل ما يحتاجه عاشق كرة القدم من إثارة، وتكتيك وحسم.
لو بات كيليان مبابي بطلاً للعالم وسجل هدفاً أو اثنين إضافيين، فأعتقد أنه سيكون في سبتمبر المقبل أول فائز بالكرة الذهبية منذ عشر سنوات بعيداً عن كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي
إن فوز بلجيكا لم يكن بالمفاجأة الكبيرة، لقد حدث مع البرازيل ما حدث لألمانيا والأرجنتين وإسبانيا قبلها، لو قلت قبل المونديال إن أحدا من هؤلاء لن يصل لقبل النهائي، كان الجميع سيرفض رأيي، ولكني أعتقد أن رباعي نصف النهائي فرنسا وبلجيكا وإنجلترا وكرواتيا استحقوا التأهل بجدارة لهذا الدور.
إذا ما تحدثت عن نقاط قوة كل فريق، فإن فرنسا تتميز باللعب الجماعي وإنجلترا بالسرعة وكرواتيا بالذكاء في التعامل مع المباريات، أما بلجيكا فلديها تطور تكتيكي رائع جعل البرازيل تتفاجأ بتواجد روميلو لوكاكو على الأطراف ودخول كيفن دي بروين من العمق، لم تستطع البرازيل فهم الأمر في خدعة تكتيكية رائعة من المدرب روبرتو مارتينيز.
لا يوجد شيء في البرازيل يستوجب النقد، لم يكونوا الطرف الأسوأ ولكنهم فقط خسروا أمام فريق قوي للغاية.
بالنسبة لإنجلترا، فهي تدرك أن لديها إمكانيات رائعة ولاعبين صغار رائعين مثل جون ستونز وهاري كين.
إن مباراتي نصف النهائي في غاية التوازن ولا يوجد فريق مفضل على الآخر، سواء بين فرنسا وبلجيكا أو، كرواتيا وإنجلترا، على جانب آخر، لن يكون من الصعب تخيل أن كرواتيا أو إنجلترا سيصبحون أبطالاً للعالم، لقد ذكرتني كرواتيا بالأرجنتين في 1990 حين فازت في مواجهتين بركلات الترجيح.
أحببت فرنسا بسبب الانضباط والترابط بين لاعبيها، وهو أمر مفاجئ في تشكيلة صغيرة السن مثلهم، رغم امتلاكهم لمجموعة من اللاعبين الرائعين، وهم يلعبون بشكل أكثر اكتمالاً من بلجيكا التي أذهلتني هجومياً، فلاعب مثل لوكاكو أبهرني ليس بالأربعة أهداف التي سجلها فحسب بل لدوره في الفريق والثقة التي يمنحها لرفاقه، يمكنني القول إن الثلاثي الهجومي لبلجيكا أفضل من الثلاثي الفرنسي، أنطونيو جريزمان وكيليان مبابي وأوليفييه جيرو، ولكنها فوارق طفيفة والمباراة ستكون في غاية التوازن.
إذا ما تحدثت عن الإمكانيات الفردية، فإن فريقي للبطولة لن يضم ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو أو نيمار، لقد خرجوا جميعاً بشكل مبكر ولم يظهروا أي شيء إلا للكاميرات، يمكن القول إن ميسي كان مخيباً للآمال، أما دور كريستيانو فانحصر في لقاء إسبانيا، في حين أبهرني نيمار في عدة أمور ولكنها ليست دوماً متعلقة بكرة القدم.
إن كأس العالم، سيطرت عليها أسماء وفرق جديدة مما قد يؤثر على خيارات أفضل لاعب في العالم، لو بات الموهوب كيليان مبابي بطلاً للعالم وسجل هدفاً أو اثنين إضافيين، فأعتقد أنه سيكون في سبتمبر المقبل أول فائز بالكرة الذهبية منذ عشر سنوات بعيداً عن كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي اللذين احتكرا الجائزة في العقد الأخير، قد يكون أيضاً لاعباً بلجيكياً أو هاري كين لو فازت بلجيكا أو إنجلترا بالكأس.
بالنسبة لكريستيانو رونالدو فهو قد فاز بدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي مع ريال مدريد، ولكنه في كأس العالم لم يقدم نفس المستوى، ما لا يمكنني تخيله أن يصبح نيمار أفضل لاعب في العالم، بعد الخروج من ربع النهائي وأدائه غير المقنع.
* نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة