مات داليو.. قرار أبوي يغير مصائر آلاف الأطفال

قرار واحد من والديه كان كفيلا بتغيير مستقبله كليًا، فما إن بلغ عُمره 11 عامًا حتى انتقل للعيش في الصين، ومن هناك بدأ كفاحه.

بهذا الشكل، تشكلت مسيرة مات داليو مؤسس "Endless Studios"، الذي جمعته بالمجتمع الصيني علاقة خاصة دامت لسنوات عدة، في تجربة روى تفاصيلها عبر مدونته الخاصة.

• ضيف شرف القمة العالمية للحكومات.. مصر تستعد لأكبر مشاركة بقيادة السيسي

يقول "داليو" عن هذه الفترة: "أرسلني والداي إلى بكين لأعيش حياة طفل صيني مع عائلة محلية لمدة عام واحد، ويبدو أن الأمر كان مجنونا".

ويضيف داليو، الذي يشارك في القمة العالمية للحكومات في دبي، الإثنين، ضمن جلسة "المستقبل القادم للتعليم.. نحو منهجية تعليمية مرنة": "الأمر كان أشبه بالدومينو الذي شكّل مسار حياتي، فما إن بلغت سن 16 عامًا حتى قررت العودة إلى بكين وقضاء أشهر الصيف في دار للأيتام، حتى تعرفت على مأساة حقيقية".

في هذه الفترة، نبتت في ذهن "داليو" فكرة تدشين مؤسسة الرعاية الصينية "China Care"، وجمعت في ذلك الحين أكثر من 14 مليون دولار لتوفير نفقات الجراحة لأكثر من 1200 طفل من ذوي الهمم، كما قدمت ما يقرب من 300 منحة مالية، و600 مقر لتبني الأطفال المحتاجين.

كما تدعم "China Care" أكثر من 60 ناديا للمدارس الثانوية والكليات، فهي تسمح لآلاف الطلاب بإدارة برامج خدمة المجتمع وجمع التبرعات والتطوع.

تخرج "داليو" في جامعة هارفارد عام 2006، وفي نفس السنة أطلق مشروع "The Issue" الإعلامي عبر شبكة الإنترنت.

في وقت لاحق، جرى دمج مشروع "The Issue" في برنامج "PBS" (محطة الشبكة التلفزيونية الأمريكية)، ومنه انضم "داليو" إلى أحد أكبر مشاريع التجديد الحضري "Harbour Point".

عبر مدونته، ركز "داليو" على نشاط شركته "Endless Studios"، فيقول: "كانت طفولتي عبارة عن إدراك أنني أستطيع مساعدة الصغار حتى لو كنت واحدا منهم، واليوم أنا أصنع منتجات يمكنها تغيير حياتهم".

أردف: "أعتقد أن كل مراهق يجب أن يكون مبدعًا، مع العلم أن التكنولوجيا تشكل حياة أطفالنا، مع ضرورة مراعاة أن يكونوا هم من يشكلون التكنولوجيا الخاصة بهم، ولهذا أسست Endless لأجعل الجميع يتعلمون كيف يصنعون المستقبل".

شرح "داليو" آلية العمل داخل "Endless Studios": "أنا في مهمة لتدريس مهارات القرن الـ21، مثل الترميز، والتصميم، والفن الرقمي، والإدارة، ويتضمن ما سبق 3 ركائز: أولًا (Endless Studios)، وهو استوديو لصنع ألعاب الشباب، فالمراهقون يحبون الألعاب ونحن نميل إلى ذلك".

استطرد "الركيزتان الأخيرتان تتعلقان بضمان أنه (يمكن للجميع الحصول على ما سبق، لمنع تحمل تكاليف الأجهزة والوصول لمليارات الأشخاص)".

أوضح "داليو" أن "Endless Studios" تستغل قوة التمويل والتخزين الذكي لحل المشكلات.

بشكل عام، يمتلك "داليو" رؤية خاصة ينظر بها إلى مستقبل الأطفال والمراهقين، وهي تتمثل فيما يلي: "الحلم الذي لا نهاية له هو الحلم الذي يتم فيه تمكين العالم بأسره، على أن يكون كل طفل هو المبدع".