ماتيس يهدئ مخاوف أوروبا: "الناتو" حجر الأساس بيننا
أوروبا أصابها الخوف من تلميح ترامب بالابتعاد عن الحلف الذي يحميها من تهديدات روسيا
هدأ وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، الأربعاء، مخاوف الحلفاء الأوروبيين بقوله إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" محوري في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا ومهم لواشنطن.
وقال ماتيس للصحفيين قبل اجتماع لوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل: "يظل الحلف هو حجر الأساس بالنسبة للولايات المتحدة ولكل الأطراف على جانبي الأطلسي."
وأضاف خلال زيارته الأولى منذ تولي مهام منصبه إلى مقر الحلف: "كما أوضح الرئيس ترامب فإنه يدعم الحلف بقوة"، غير أنه حث مجددًا الحلفاء في أوروبا على زيادة الإنفاق الدفاعي.
وأضاف وإلى جانبه أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ: "انا هنا لأستمع إلى نظرائي الوزراء ولإجراء حوار مفتوح بين الأصدقاء والحلفاء حول طريقنا المستقبلي والمستوى المشترك من التزامنا".
وعن مطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحلفاء بزيادة الإنفاق قال: "من المناسب تماما، وكما قال وزير دفاع أوروبي الأسبوع الماضي، فإنه طلب مشروع بأن يتحمل جميع المستفيدين من أفضل دفاع في العالم، حصتهم المناسبة من التكلفة الضرورية للدفاع عن الحرية".
ومن المتوقع أن تهدئ تصريحات ماتيس مخاوف أوروبا من أن ينفذ ترامب تهديداته بالتخلي عن الحلف إذا لم يزد الشركاء الأوروبيون حصتهم المالية في نفقاته.
واستبق مسئولون في الحلف زيارة ماتيس بإعلانهم الموافقة على طلب ترامب بزيادة حصصهم في تمويل مهام الحلف.
وشعرت أوروبا بالقلق عندما اتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أثناء حملته الانتخابية بقية أعضاء "الناتو" بالتقاعس عن دفع الأموال، ووصف الحلف في وقت سابق بأنه "عفا عليه الزمن"، في إشارة فهم منها البعض أنها تهديد مبطن لأوروبا التي تعاني قلقاً من النشاط الروسي في شرق أوروبا وبعض دول الشرق الأوسط.
وسارعت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليين، خلال زيارتها لواشنطن إلى إرضاء إدارة ترامب قائلة: "أعتقد أنه مطلب عادل (زيادة أوروبا حصتها في دفع النفقات)... إذا كنا نريد التغلب على الأزمات سويّا في العالم، أعني مكافحة الإرهاب، وأن نضع أيضاً التحالف على أرض صلبة فعلى الجميع دفع حصتهم".
من جانبه، قال الأمين العام للحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أمس الثلاثاء، إن زيارة ماتيس ستشكل "مناسبة للبحث بشكل مفصّل أكثر" في الطلبات الأمريكية، مؤكدا ثقته في "الالتزام القوي" من جانب الولايات المتحدة حيال الحلف.
كما أعلن "زيادة نفقات الدفاع للحلفاء الأوروبيين وكندا بنسبة 3,8%" خلال العام 2016، بفارق "أكبر بكثير" من التوقعات.
وخلال حملته الانتخابية سُئل ترامب ماذا يفعل لو اعتدت روسيا على دولة عضو بـ"الناتو"، فأجاب في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه لن يقدم المساعدة العسكرية لها إلا إذا "سددت التزاماتها نحونا".
ومن المتوقع أن تحدد دول الحلف الـ28 الخميس في بروكسل مستوى مشاركتها في القوات متعددة الجنسيات الأربع التي يجري نشرها حاليا عند أبواب روسيا، في وقت تعتمد موسكو موقفا ينظر إليه على أنه ينطوي على تهديد منذ اندلاع الازمة الأوكرانية عام 2014.
وحلف "الناتو" هو تحالف سياسي وعسكري تأسس عام 1949 في ذروة الصراع والتنافس بين أوروبا والولايات المتحدة من ناحية، والاتحاد السوفيتي السابق من ناحية أخرى.
وكان يهدف إلى حماية المصالح الغربية من النفوذ والتمدد السوفيتي، إضافة إلى دعم مصالح الأعضاء المشتركة في أنحاء العالم.
وبموجب معاهدة الدفاع المشترك فإن المهمة الأساسية للحلف كانت حماية دول أوروبا الشرقية من السوفيت، ولكن حين انهار الاتحاد السوفيتي، تراوحت مهام الناتو بين مجابهة تنظيم القاعدة، إلى مكافحة الاتجار بالبشر واعتراض اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى مواجهة النشاط الروسي في شرق أوروبا وبعض المناطق الأخرى في العالم إذا ما أضرت بمصالح الدول الأعضاء.
وتنص المادة رقم 5 على أن أي هجوم على أي عضو هو هجوم على دول الحلف كافة، وفق تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية يناير/كانون الثاني الماضي.
والحلف لا يملك جيشاً خاصاً به، ولكن يعتمد على مساهمات قوات الدول الأعضاء.
aXA6IDMuMTMzLjEyOS44IA==
جزيرة ام اند امز