رئيس موريتانيا يدعو لتوحيد الجهود لمواجهة التهديدات المحيطة بالعرب
الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يأمل في أن رئاسة الأردن للدورة الجديدة للقمة العربية ستعطي دفعا للعمل العربي المشترك
دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الثلاثاء، إلى العمل على توحيد موقف الدول العربية أكثر من أي وقت مضى، لضمان حماية مصالحنا الحيوية في وجه التحديات التي نتجت عن التحولات العالمية.
وجاء ذلك خلال كلمة عبدالعزيز رئيس القمة العربية السابقة في نواكشوط، خلال افتتاح أعمال القمة العربية الـ28 بالأردن، ليسلم رئاسة القمة إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وأوضح عبد العزيز أنه من بين تلك التحولات العالمية هو ما تشهده بعض البلدان الآسيوية من حضور لافت على الساحة العالمية السياسية والاقتصادية والعسكرية، ما ينذر بأن العالم القادم سيكون متعدد الأقطاب.
وأضاف أن ذلك يتطلب توحيد مواقفنا والتحدث بصوت واحد عن قضايانا والتصدي بحزم لمحاولات تدخل الدول الأجنبية والتصالح فيما بيننا، باستغلال مواردنا البشرية والطبيعية عبر توسيع فرص الاستثمار وتبادل اليد العاملة فيما بيننا.
وأعرب الرئيس الموريتاني عن تمنيه بأن تفضي القمة العربية عن دفعة قوية للعمل بين الدول العربية في المنطقة، مؤكدا أنه يعلق آمالا كبيرا على القمة الـ28.
وعن القضية الفلسطينية، قال عبد العزيز إن حل الدولتين الذي تبلور بعد مفاوضات شاقة وطويلة في الشرق الأوسط برعاية المجتمع الدولي، يظل الحل الوحيد لتحقيق السلم والأمن وحقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس.
وأضاف أنه على جانب آخر تواجه الأمة العربية أزمات في مجالات الأمن والسلم والتنمية المستدامة، وباتت تعرف صراعات ونزاعات مسلحة نتج عنها تدمير البنية التحتية وأوضاع إنسانية بالغة التعقيد، بجانب تنامي تيارات الإرهابية بتداعياتها على الاستقرار العربي والعالمي.
وتابع في هذا الصدد:"في سوريا لايزال الوضع معقد باستمرار الجماعات الإرهابية في التدمير بالبلاد، وعدم بذل الأطراف المتنازعة جهود حقيقية لتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة السلم والأمن للبلاد وللشعب السوري".
ودعا الرئيس الموريتاني "الإخوة السوريين لإنهاء القتال الداخلي بالمضي قدما في جهود تثبيت وقف إطلاق النار الذي مهدت له محادثات أستانة، وذلك للحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها طبقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
أما في ليبيا، قال عبد العزيز إنه على الرغم من الانتصارات الأخيرة على الإرهاب في عدة مناطق، إلا أن الأوضاع لا تزال تشكل خطرا كبيرا على وحدة وأمن الأراضي الليبية ومنطقة الساحل الصحراء وسواحل البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا على ضرورة التوصل لاتفاق يجمع كل الأطراف الليبية.
وفيما يتعلق بالقضية اليمنية، أشار عبد العزيز إلى أنه رغم الجهود العربية والدولية الكبيرة التي بذلت لإنهاء الصراع اليمني، إلا أن النزاع المسلح يتواصل مهددا السلم والأمن الإقليمي مخلفا خسائر كبيرة في الأرواح.
وأكد عبدالعزيز على ضرورة سعي الدول العربية استنادا على المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة الدائرة ومعاناة الشعب اليمني.
وعلى صعيد النجاحات العربية، أشاد الرئيس الموريتاني بتوقيع السودان وثيقة المصالحة الوطنية الشاملة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لضمان حقوق الشعب السوداني.
ونوه أيضا بالتقدم الذي حققه العراق في حربه ضد الإرهاب، مشيرا إلى تواصل تراجع الجماعات الإرهابية أمام القرارات الحازمة للحكومة العراقية لبسط سيطرة الدولة على جميع أراضيها.
ورحب عبدالعزيز بالانفراج السياسي في لبنان الذي مكن من اختيار رئيس جديد، لتعود العملية السياسية إلى العمل خدمة للشعب اللبناني، مهنئا ومتمنيا التوفيق للرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري.
وثمن الرئيس الموريتاني نجاح الانتخابات الصومالية الرئاسية، مهنئا الرئيس محمد عبدالله محمد فرماجه في النجاح بثقة شعبه.
وشدد عبدالعزيز على ضرورة تمكين الشباب العربي الذي يشكل أكثر من ثلثي الوطن العربي وتوجيهه لضمان توصله لبعضه البعض وتحصينه ضد كل أشكال الانحراف التي تهدده عن طريق ضمان الممارسات المسؤولة لحريات الفرد.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi41NCA= جزيرة ام اند امز