أسبوع موريتانيا.. انتهاء استعدادات الانتخابات وحسم متوقع لـ"الغزواني"
يخوض السباق الرئاسي 6 مرشحين أبرزهم وزير الدفاع السابق، محمد ولد الغزواني، ورئيس الحكومة الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر
شهد الأسبوع الماضي في موريتانيا فعاليات سياسية بارزة واختتام كافة الاستعدادات الحكومية للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها غدًا السبت وسط ترقب دولي لها.
- رئيس موريتانيا يدعو للتصويت للغزواني: مؤتمن على البلاد
- استطلاع إخواني يقر بتقدم مرشح الأغلبية في موريتانيا
ويخوض السباق الرئاسي 6 مرشحين: وزير الدفاع السابق، محمد ولد الغزواني، ورئيس الحكومة الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر، والناشط الحقوقي بيرام الداه اعبيد، ورئيس حزب "اتحاد قوى التقدم" محمد ولد مولود، ورئيس حزب "الحركة من أجل إعادة التأسيس" كان حاميدو بابا، والخبير المالي محمد الأمين الوافي.
ويتنافس المرشحون الستة على أصوات مليون و500 ناخب، يحق لهم التصويت من بين 4 ملايين نسمة عدد سكان موريتانيا.
وخلال الأيام السبعة الماضية، واصل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز دعمه ودعوته إلى الناخبين من أجل التصويت لمرشح الأغلبية "المؤتمن على البلاد" محمد ولد الغزواني، وسط توقعات بعبور الأخير إلى كرسي الرئاسة من الدور الأول.
يأتي ذلك في وقت تلقى فيه المرشح المدعوم من الإخوان ضربة قوية جراء انشقاق مدير حملته في ولاية الترارزة، التي تشكل ثاني أكثر كتلة تصويتية في موريتانيا بعد العاصمة نواكشوط.
حشد انتخابي وتحذيرات فرنسية
وشهدت الساعات الأخيرة من مساء الخميس تنظيم المرشحين الستة للرئاسة في موريتانيا فعاليات متزامنة في مناطق مختلفة من العاصمة نواكشوط، قبل بدء الصمت الانتخابي الذي يمتد على مدى اليوم الجمعة حتى غدٍ السبت.
وكان أكثر هذه الفعاليات زخما وحشدا المرشح الأوفر حظا محمد ولد الغزواني، التي احتضنتها ساحة المطار القديمة، وسط نواكشوط، بحضور الرئيس الموريتاني وكبار الشخصيات السياسية الداعمة للمرشح.
واختار المرشح سيدي محمد بوبكر بوسالف، المدعوم من الإخوان، ملعب "الشيخ بيديه" وسط العاصمة، لتنظيم المهرجان الختامي لحملته.
كما اختتم المرشح بيرام الداه اعبيد حملته من ساحة المعرض في ضاحية نواكشوط الجنوبية.
وفي مقاطعة "السبخة" بنواكشوط اختتم المرشح كان حميدو بابا، فيما أنهاها المرشح محمد الأمين المرتجي الوافي من مقاطعة "توجنين" في الجزء الشرقي من العاصمة، وأخيراً المرشح محمد سيدي مولود من نواذيبو العاصمة الاقتصادية.
مرشح الإخوان.. ومؤشرات الفشل
وفي أكثر من كلمة، جدد الرئيس الموريتاني دعوته للناخبين من أجل التصويت للغزواني، معتبراً أنه "المؤتمن على البلاد"، في إشارة إلى المخاطر المتعلقة بانتخاب مرشح الإخوان سيدي محمد ولد بوبكر.
وأكد على أن أن التصويت لمرشح الأغلبية يمثل استمرارا لنجاح البلاد في حربها على الإرهاب.
ولفت إلى أن "موقع موريتانيا في منطقة تواجه تحديات أمنية يحتم على الناخبين اختيار المرشح القادر على مواصلة الحملة على الإرهاب".
في المقابل، تلقى ولد بوبكر ضربة قوية قبل اختتام الحملة بانشقاق الشيخ ولد المولود مدير حملته في "الترارزة" كبرى ولايات البلاد من حيث عدد الناخبين بعد العاصمة نواكشوط، وسط مؤشرات أخرى وتوقعات بفشله في الصعود إلى الدور الثاني.
المحلل السياسي الموريتاني أحمد محمد قال لـ"العين الإخبارية" إن انشقاق الشيخ ولد المولود خسارة كبيرة لمرشح الإخوان خصوصا أنه انسحاب غير متوقع لرجل ذي شعبية كبيرة في "الترارزة"، التي تمثل 12% من أصوات الناخبين على مستوى موريتانيا.
بينما كشف المحلل السياسي أحمدو الشاش، في منشور عبر "فيسبوك"، أن الانشقاق الأخير مؤشر على حجم الخلافات التي تعصف بحملة المرشح ولد بوبكر.
وأوضح الشاش أنه لم يفاجأ بحدوث خلافات في حملة المرشح المدعوم من الإخوان كونها تأسست على جملة من التناقضات الشخصية والموضوعية.
توقعات صعود ولد الغزواني
الكاتب والإعلامي الموريتاني، الداه يعقوب، تحدث عن الخريطة الانتخابية في البلاد، لافتا إلى أن ولايات كبيرة مثل "الترارزة" في الجنوب الغربي و"لعصابة" في الجنوب الشرقي، وولاتي "الحوضين" في الشرق ستُحسم جميعها لصالح الغزواني.
أما ولايات "نواكشوط" العاصمة و"نواذيبو" العاصمة الاقتصادية و"ازويرات" مدينة عمال المناجم في الشمال فستكون غير محسومة لأي من المرشحين، بحسب الداه يعقوب، في منشور عبر "فيسبوك"،.
بدوره، قال المحلل السياسي، سعدنا الطالب، إنه بناء على الأرقام ومعطيات الخارطة الانتخابية، فإن المرشح ولد الغزواني سيعبر من الشوط الأول بنسبة تتراوح ما بين 58 و61%.
ونبه، في منشور عبر "فيسبوك"، إلى أن "السماء لا تمطر ذهبا ولا ناخبين"، في إشارة إلى رهانات المعارضة "الفاشلة" في توقع شوط ثانٍ.؟
وأكد على أن هذه التوقعات لا تناسب قراءة خارطة سياسية تقول بلسان فصيح إن المرشح الغزواني سيعبر حاجز الـ60% من أصوات الناخبين في الشوط الأول.
وقدم الوزير السابق محمد ولد أمين بعض الأرقام والإحصائيات الداعمة لمؤشرات فوز المرشح ولد الغزواني، حيث سيصوت قرابة 600 ألف شخص في الانتخابات، فيما يحتاج مرشح الأغلبية لنصفها أي 300 ألف صوت لحسم المعركة.
وشدد، في منشور عبر "فيسبوك"، على أن "لعصابة" في الجنوب الشرقي التي ينحدر منها المرشح الغزواني ستعطيه 70 ألف صوت، و100 ألف من ولايتي "الحوضين" المجاورتين، فيما تمنحه الولايات الأخرى ما تبقى.
تحذيرات فرنسية وآمال بريطانية
اختتام الحملات الممهدة للاقتراع الرئاسي في البلاد، جاء في وقت حثّت فيه فرنسا رعاياها على "التزام الحيطة والحذر في موريتانيا، خلال فترة الانتخابات".
وأوصت باريس في بيان نشرته وزارة الخارجية عبر موقعها الإلكتروني، "بالابتعاد عن مراكز الاقتراع والمواكب وأي تظاهرة بشكل عام".
ولا تزال الخارجية الفرنسية تصنف أجزاءً واسعة من موريتانيا ضمن المنطقة الحمراء، خصوصا المناطق الواقعة على الحدود مع مالي والجزائر، ورغم أنها أخرجت "آدرار" السياحية شمال البلاد من هذا التصنيف مؤخراً، فإنها لا تزال ضمن المنطقة البرتقالية التي يوصى بالتزام الحذر فيها.
أما بريطانيا فقد عبرت عن أملها في أن تقود الانتخابات بموريتانيا إلى استمرار الأمن والاستقرار الذي استتب في السنوات الأخيرة، وفق ما جاء على لسان سفيرها الجديد البريطاني في نواكشوط سيمون بيدن.
كما عبر بيدن -في تصريح عقب تقديم أوراق اعتماده، الإثنين الماضي، للرئيس الموريتاني- عن أمله في أن تستفيد نواكشوط ولندن مما وصفها بالفرص المتاحة لتعزيز التعاون الثنائي.
100 مراقب
وأعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا، الخميس، أن 100 مراقب دولي وصلوا البلاد لمراقبة الانتخابات الرئاسية.
ونقلت وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية عن محمد يحي أحمد ناه، مستشار رئيس اللجنة المكلف بالاتصال، قوله إن من بين الذين وصلوا البلاد حتى الآن، مراقبون من مركز "كارتر" الدولي، وبعثة من الاتحاد الإفريقي، وأخرى من السفارات الغربية، بينها الأمريكية والإسبانية والفرنسية وهيئة الأمم المتحدة.
ولفت إلى وجود عدد هام من المراقبين الوطنيين (لم يحدد الرقم) يمثلون عددا من منظمات المجتمع المدني.
وأشار إلى أن اللجنة باتت "جاهزة" لإجراء عملية التصويت المقررة السبت، موضحا أنه "تم تجهيز وترحيل كل المستلزمات التي يتطلبها يوم الاقتراع، من لوائح انتخابية وبطاقة ناخب وستار وحبر لاصق وأقفال وصناديق ومحاضر التصويت، وغيرها من المستلزمات".
دعوة الجيش للتصويت
وأصدرت الرئاسة الموريتانية، خلال الأسبوع المنصرم، مرسوما يدعو أفراد الجيش والأمن لأداء واجبهم الانتخابي في يوم الاقتراع الرئاسي المقرر في 22 يونيو/حزيران الجاري، بعد تعديل قانون انتخاب القوات المسلحة الذي كان ينص على تصويت العسكريين يوما واحدا قبل يوم تصويت المدنيين.
كما أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات جاهزيتها للاقتراع وإكمال جميع الإجراءات اللوجستية والبشرية التي يتطلبها التصويت في موعده المحدد سلفا.