ماي وأزمة حزب المحافظين.. انقلابات داخلية وسخرية حزبية
رئيسة وزراء بريطانيا تواجه انقلابا داخل حزب المحافظين، إضافة إلى سخرية واسعة النطاق من عدوها اللدود حزب العمال
أزمة حزب المحافظين البريطاني مع زعيمته تريزا ماي تحولت إلى صراع يشبه الانقلابات العسكرية التي كانت تحدث في أمريكا الجنوبية خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، حيث أقدم أكثر من 30 عضوا في حزب المحافظين لجمع الأصوات "لطرد" رئيسة الوزراء الحالية، ليس فقط من زعامة الحزب بل من الحزب نفسه، حسب افتتاحيات الصحف البريطانية اليوم الاثنين.
وقام الأعضاء الثلاثون بمحاولة "تحدي قيادة ماي للحزب"، خصوصا بعد خطابها الذي وصف من قبل العديد من الأعضاء بأنه "ضعيف" ولا يحمل أي محاولات ملموسة لإخراج الحزب من الوضع الشائك الذي وضعت ماي الحزب فيه، بين انخفاض شعبية الحزب بين الجموع البريطانية، وعدم قدرته على تنفيذ وعوده الانتخابية، إضافة إلى حالة الاستقطاب التي اجتاحت المحافظين بين مؤيد ومعارض لماي.
وصرح رئيس حزب المحافظين السابق جرانت شابس في حوار مع شبكة بي بي سي البريطانية أنه لا بد من إقامة انتخابات لقيادة الحزب من جديد، إلا أن بعض النواب صرحوا لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية أن شابس هو من قاد التحرك ضد ماي أمس الأحد.
إلا أن شابس أصر على أن الحزب يجب أن يبحث عن قائد جديد "لأخذ الحزب إلى الأمام".
وأضاف شابس أنه -والمجموعة التي تسانده- ستقوم بالدفع تجاه عزلها إلى أن يتم حشد عدد كبير لمطالبتها بالاستقالة والخروج من الحزب.
وتشكل مجموعة شابس 10% فقط من قوة مجموعة مجلس العموم التابعة لحزب المحافظين، حيث إذا ما استطاعوا حشد 50% من أعضاء الحزب فإنهم حينها يمكنهم المطالبة بانتخابات لزعامة الحزب، لكن إذا ما تخطت النسبة النصف حينها فقط يمكنهم مطالبة ماي رسميا بالاستقالة.
وفي خطوة جريئة، قام عدد من نواب حزب العمال بدعم خطوة تلك المجموعة من حزب المحافظين، بعبارات ساخرة أبرزها عن أحد الأعضاء البارزين في حزب المحافظين، الذي وصف ضرورة إزاحة ماي مثل "السن المسوس الذي يجب حشوه".
وأضاف النائب، الذي لم يكشف عن اسمه، أن التخلص من ماي هو تماما مثل "الذهاب إلى طبيب الأسنان، حيث يمكن للشخص تأجيل الذهاب إلى هناك، لكن في النهاية لا بد من الذهاب للتخلص من الألم".
جدير بالذكر أن ماي تشهد أزمة في استطلاعات الرأي البريطانية من حيث الشعبية بسبب عدم الوفاء بتعهداتها الانتخابية، وأزمة تعثر المفاوضات مع أوروبا بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكزيت"، إضافة إلى تأزم الوضع الاقتصادي والاجتماعي البريطاني بسبب سياسات وصفت "بالمتهورة" في عدد من الصحف البريطانية.
aXA6IDMuMTkuNTYuNDUg جزيرة ام اند امز