بين مطرقة الحزب وسندان المظاهرات.. تيريزا ماي تواجه أسوأ أيامها
رئيسة وزراء بريطانيا تواجه وقتا عصيبا بسبب سن سكاكين حزب المحافظين تجاهها عقب النكسة الانتخابية الأخيرة وتصاعد المظاهرات الغاضبة ضدها
افتتح حزب المحافظين البريطاني، الأحد، مؤتمره السنوي في أجواء تهيمن عليها الانقسامات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقيادة تيريزا ماي للحزب الذي ناله الضعف بعد الضربات التي تلقاها في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وكانت انتخابات 8 يونيو/حزيران الماضي كلفت رئيسة الحزب ورئيس وزراء البلاد "ماي" أغلبية حزب المحافظين في مجلس العموم، وكذلك جزءا من سلطتها؛ ما جعلها تواجه صعوبات في المفاوضات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب صحيفة "ذا جارديان" البريطانية فإن ماي في "معركة للبقاء" داخل الحزب الذي ترفض غالبيته العظمى دعم ماي لفترة رئاسة جديدة، ويتوقع أن يشهد يوم الأربعاء المقبل، والذي ستقوم ماي بإلقاء خطاب فيه حول أوضاع الحزب، تلاسنا بينها وبين كبار الأعضاء.
وقال البروفسور سايمن اشروود، المتخصص في الشؤون الحزبية من جامعة سيري البريطانية، إن ماي تشكل عقبة في طريق حزبها، وما بقائها في منصبها حتى الآن سوى خشية أن يؤثر رحيلها على احتفاظ المحافظين بالسلطة على الأرجح.
وأضاف اشروود، في حوار مع صحيفة "ذا تايم" البريطانية أن السباق لخلافتها على رأس الحزب موضوع تتحدث عنه باستمرار دوائر داخل حزبي المحافظين والعمال، والتي سلطت الضوء على المرشحين المحتملين لخلافتها في رئاسة الحزب، وهم وزير الخارجية بوريس جونسون ووزير البريكست (مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي) والمفاوض الرئيسي له السير ديفيد ديفيس.
ومن ناحيتها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية- التي تسعى لإخفاء الصعوبات التي تواجهها وراء ابتسامة شبه دائمة- إن إدارات الحكومة تعكف على إعداد خطة بخصوص ما ينبغي فعله إذا ما إنهارت محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وكشفت في حوار مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" أن لديها انطباعا بأن خطابها في فلورنسا بإيطاليا أعطى قوة دافعة لمحادثات الخروج، وأنها تأمل في التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد بحلول مارس/ آذار 2019.
وفي محاولة للحصول على بعض التأييد قبل مؤتمر حزبها، أعلنت ماي مجددا تحملها مسؤولية النكسة الانتخابية التي تكبدها المحافظون في يونيو/حزيران الماضي، معترفة بأنها لم تنجح في تجسيد "فكر المحافظين الاجتماعي" الذي تحدثت عنه عند توليها مهامها في يوليو/تموز 2016.
وفي مقابلة أخرى نشرتها مجلة "ذي هاوس" السياسية، قالت ماي إن الرسالة الخاصة ببرنامجها الانتخابي "لم تصل" إلى هدفها، وأنها ستحاول جهدها لتحسين الوضع خلال ما تبقى من فترتها كرئيسة للوزراء وزعيمة لحزب المحافظين.
ويتوقع أن يشارك آلاف الأشخاص المعارضين للخروج من الاتحاد الأوروبي في تظاهرة تتزامن مع مسيرة أخرى ضد التقشف أصبحت تقليدية خلال مؤتمر المحافظين.
ومن المتوقع أن تضم المسيرة أكثر من 50 ألف شخص تحت عنوان "استعيدوا مانشستر" للتعبير عن غضبهم من سياسات حزب المحافظين، وبالأخص زعيمته تريزا ماي.
ومن المحتمل أن تستمر التظاهرات في مدينة مانشستر طوال فترة انعقاد مؤتمر حزب المحافظين لهذا العام.