معركة "مزار شريف".. هل تصبح نموذجا ضد طالبان؟
لن تجد حركة طالبان دولة أفغانستان لقمة سائغة تستطيع الاستيلاء عليها بمجرد اكتمال انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.
ووفقا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية هبت مجموعات قبلية وعرقية مختلفة للدفاع عن أراضيها ومكتسباتها بدعم من القوات الحكومية ضد حركة طالبان الإرهابية.
ففي سيغيرد شمال مدينة مزار شريف، عاصمة ولاية بلخ الأفغانية، حمل رجال قبليون السلاح للدفاع عن المدينة ضد الحركة المسلحة.
ونجحت القوات التابعة لعباس إبراهيم زادة، عضو البرلمان ورئيس حزب الوحدة الأفغاني، وأحد قادة عرقية الهزارة، والذي أكسبته ثروته الهائلة. لقب "عباس دولار"، في كبح جماح طالبان، عندما أمر المئات من أنصاره بإقامة نقاط تفتيش عند مداخل مدينة مزار شريف.
ومن بين أفراد قوات عباس، كان رؤوف عليار، 28 عامًا، الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة، والذي كان يعمل في منظمة غير حكومية محلية حتى الأسبوع الماضي، لكنه تخلى عنها للقتال ضد طالبان، قائلا إنه "يشعر بأنها تضحية ضرورية".
وأضاف عليار، قائلا:"إذا لم نأت إلى هنا، فستهاجم طالبان مدينتنا وتقتلنا واحدًا تلو الآخر. نحن نحمي أسرنا ومنازلنا، أنا موجود هنا على أساس طوعي وغير مدفوع الأجر. سوف نخمي مزار شريف حتى النهاية."
ما فعله إبراهيم زادة وغيره من قادة القوات الأخرى المناهضة لطالبان، نجح -حتى الآن- في استعادة الهدوء بمدينة مزار شريف التي يبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة.
وتقول صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إنه :" رغم استسلام القوات الأفغانية النظامية بأعداد كبيرة لطالبان شمال أفغانستان في الأسابيع الأخيرة، إلا أن عودة الفصائل المقاتلة كتلك التي يتزعمها إبراهيم زاده، يُضعف هجمات طالبان".
لكن المشاركة في الدفاع عن المدينة محفوف بالمخاطر بالنسبة لعليار، الذي تلقى الآن تهديدات من حركة طالبان نتيجة مشاركته في القتال ضد الحركة الإرهابية
ويقول :"لقد أرسلت زوجتي وابنتي البالغة من العمر ثمانية أشهر إلى كابول من أجل سلامتهم.. أنام مؤخرًا على سطح منزلي لأتأكد من أنني أستطيع رؤية كل ما يدور حول محيط المنزل".
ويضيف أن "حمل السلاح هو آخر شيء يريد القيام به، ولكن مع تدهور الوضع الأمني وتراجع القوات الحكومية، شعر بأنه ملزم بالانضمام إلى القتال".
وقامت عناصر طالبان بتدمير البنية التحتية الأساسية في المناطق التي استولوا عليها، وفقًا لمسؤولين وسكان.
ويقول حاكم بلخ، محمد فرهاد عظيمي، إن هذا التدمير يظهر أن الجماعة لا تنوي إقامة حكم شرعي.
ويرى أن دعم السكان المحليين مهم للغاية ويشير إلى الدعم القوي للحكومة.
لكنه يؤكد أن مقاتلي الفصائل، الذين يبلغ تعدادهم حوالي 1000 في مزار الشريف يلعبون فقط دورًا داعمًا لقوات الأمن ويعترف بأن انتفاضتهم المحلية تثير بعض القلق.
ويقول عظيمي: "في الماضي كانت لدينا تجارب سيئة للغاية مع الفصائل المسلحة ولا ننوي استبدال قوات الأمن الوطني الأفغانية بهذه الجماعات".
ويعترف الحاكم بوجود نقص خطير في عدد أفراد قوات الأمن الوطنية الأفغانية، قائلا: "علينا بناء القوات المسلحة القانونية لدعم قوات الأمن الوطني، وتشجيع الأفراد على تسجيل أسمائهم".
وأضاف:"من واجبنا تشجيع الأفراد على الانضمام إلى الشرطة والجيش وإدارة الأمن الوطني"، مشيراً إلى أن "أولئك الذين تم تسجيلهم تدفع رواتبهم ويتم تزويدهم بالسلاح من قبل الحكومة الأفغانية".