إم بي سي تعزز عملياتها الرقمية.. وشاهد بلس في مواجهة نتفلكس
مجموعة إم بي سي تسعى لتطوير منصة "شاهد" عبر توفير محتوى أصلي عالي الجودة والدخول في صفقات كبرى في سوق خدمة الترفيه عبر الإنترنت
انطلقت مجموعة "أم بي سي" في 18 سبتمبر عام 1991، كأول شبكة قنوات فضائية ترفيهية مفتوحة تقدم مجموعة برامج منوعة تخاطب شرائح متعددة للناطقين بالعربية داخل الوطن العربي وخارجه، لتصل اليوم إلى 140 مليون مشاهد في جميع أنحاء الشرق الأوسط فقط، وعلى مدار نحو 3 عقود قادت المجموعة السعودية التحول في المشهد الإعلامي الفضائي العربي، ابتداء من تمهيد الطريق لانتشار القنوات الفضائية العربية، وصولاً إلى تشكيل المحتوى فيها وتوجهاته.
ولا نبالغ بالقول إن المجموعة كانت ولم تزل عرّاب كل ما هو جديد، شكلاً ومضموناً، في صناعة الترفيه العربي والمعرّب، وإنشاء تجارب مبتكرة مخصصة للمشاهدين العرب، وهو ما تنجز اليوم فصلاً جديداً له بتعيين المدير التنفيذي السابق لمنصة "هولو" الأمريكية "جوهانس لاراتشر" لإدارة عملياتها الرقمية في إطار استراتيجية عمل للسنوات الخمسة المقبلة، تستهدف تعزيز حضورها في مجال تقديم خدمة الترفيه عبر الإنترنت وتنفيذ خطة نمو للمنصات الرقمية "شاهد" و"شاهد بلس".
وتسعى مجموعة أم بي سي في إطار خطة عملها الرقمية الجديدة لتطوير منصة "شاهد" عبر توفير محتوى أصلي عالي الجودة والدخول في صفقات كبرى في سوق خدمة الترفيه عبر الإنترنت، تساعد في ضخامة المحتوى وتنوعه وقوته الإنتاجية، وزيادة قاعدة المشتركين وتوسيع قنوات التوزيع بما فيها الأجهزة المحمولة وأجهزة التلفزيون الذكية وأجهزة الألعاب، حسب جوهانس لاراتشر، ستقوم (شاهد) باستثماراتها الأولى في المحتوى الأصلي والحصري والمتطور في عام 2019، والذي سيبث جنباً إلى جنب مع مجموعة قوية من الأفلام والعروض التلفزيونية المرخصة إقليمياً وعالمياً، والمحتوى العائلي.. لتكون (شاهد) بذلك أكثر منصات خدمة الفيديو الرقمية انتشاراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويضيف لاراتشر، في تصريج لمجلة فارايتي، قائلاً "نحن ملتزمون أيضاً بجعل (شاهد) متاحاً وأكثر جذباً لعدد أكبر من المشاهدين من خلال الشراكة مع التوزيع والمحتوى وغيره من شركاء النظام الإيكولوجي الإعلامي في المنطقة وعبر العالم".
وتأمل "أم بي سي" في استراتيجية عملها الجديدة بالاستفادة من خبرات مدير عملياتها الرقمية الجديد الطويلة في مجال قيادة شركات الإعلام والتكنولوجيا الرقمية، إذ كان مسؤولاً عن جميع أنشطة منصة "هولو" خارج الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 2009 إلى 2013، أطلق وأدار خلالها خدمة "هولو" في اليابان، التي حظيت بنحو أكثر من 1.5 مليون مشترك، إضافة إلى تطوير الأعمال التجارية لـ"هولو" في العديد من الأسواق بما في ذلك كندا والمملكة المتحدة وأستراليا وتركيا والهند.
يحدد جوهانس لاراتشر التحدي الأساسي في عمله الجديد بــ"زيادة حجم محتوى الفيديو المتميز من كل من استوديوهات MBC وسواها، لترقية تقنياتنا وتوسيع نطاق توزيعنا" ويأمل الرجل في النجاح بذلك، واستقطاب عدد كبير من المشتركين للالتحاق بخدمة" شاهد"، استناداً إلى مكانة مجموعة ام بي سي بوصفها الأهم في سوق الفضائيات العربية.
إلا أن الاتكاء على سمعة "أم بي سي" وحضورها وسط قائمة الأهم، لا يكفي وحده لتحقيق تفوق في سوق تقديم خدمة الترفيه عبر الإنترنت في المنطقة، فريادتها في سوق بث الترفيه الخطي، يقابله حضور متواضع في سوق بث الترفيه اللاخطي، حيث يتسيد المشهد في المنطقة منصة "نيتفلكس"، وبالإضافة إلى الحضور الشعبي الواسع لهذه الأخيرة، فهي تنتج محتوى أصلياً لمشتركيها في هذه المنطقة، وبالتالي لا يمكن الحديث عن حضور قوي لمنصات أم بي سي الرقمية في سوق خدمة بث الترفيه عبر الإنترنت دون الالتفات إلى ما تستطيع فعله في مواجهة "نيتفلكس".. وربما تتسع المواجهة في حال غزت منصة ديزني الجديدة "ديزني بلس" المنطقة.. وانطلاقاً من هذا الواقع، لنتساءل ما هي نقاط القوة التي تمتلكها "شاهد" دون سواها؟
تتوفر خدمة "شاهد" 23 دولة في المنطقة، وعلى الرغم من أن عدد مشتركيها غير معروف حالياً، وإن كانت مصادر تتحدث عن 300 ألف مشترك في المنطقة، إلا أنها تظل المنصة التي تضم أكبر مكتبة للمحتوى العربي المتميز، بما فيها برامج أم بي سي التي تحوز في غالبيتها على أرقام مشاهدة عالية، وهو محتوى رغم أهميته إلا أنه يشكل قيمة إضافية لـ"شاهد" لا نقطة قوة لها في مواجهة "نيتفلكس"، فميدان المواجهة مع هذه الأخيرة يكمن في إنتاج المحتوى الأصلي.
نظرياً، وقياساً بملاءتها الإنتاجية، أو ما يرصد لها إنتاجياً، من الممكن أن تعقد أم بي سي شراكات مع استديوهات هوليوود الكبرى لدعم محتوى "شاهد " الأصلي، لكن المحتوى العربي الأصلي يبقى هو نقطة ارتكازها في المنافسة، وهو الأمر الذي لا يتوافر حتى الساعة لـ"نيتفلكس" على نطاق واسع، في حين يمكن أن تلقى منصة "شاهد" دعماً لزيادة حجم محتواها المتميز من استوديوهات "أم بي سي" المتطورة في دبي، وذراعها الإنتاجية المتمثل بشركة O3 التي باتت معروفة بإنتاجاتها الدرامية الضخمة، وشراكاتها الإنتاجية مع شركات كبرى، وهو الأمر الذي من شأنه أن يساعد في تقديم محتوى عربي أصلي يدفع الناس للاشتراك في المنصة، أما صفات هذا المحتوى فيفترض أن تحدد ملامحه استناداً إلى دراسات لتطور سلوك المشاهدة وعادات المستهلكين في المنطقة.
بلا شك ستكون خبرة "جوهانس لاراتشر" في إدارة العمليات الرقمية لـ"شاهد" عاملاً أساسياً في امتلاك التكنولوجيا المناسبة، للتعامل مع هيمنة الحلول الرقمية والبث المباشر في صناعة وسائط الترفيه، ولكن العامل الحاسم في رفع عدد المشتركين هو مواءمة هذه الخبرة ومخرجاتها في "شاهد" مع عوامل قوة "أم بي سي" في قنواتها الفضائية العربية، وإعادة استثمارها حصرياً في "شاهد" مع رفع كفاءتها من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعلم الآلي وتوليد الصور بالحاسوب (CGI) وتجارب الواقع الافتراضي (VR) في محاكاة بيئات خيالية وواقعية وسواها.