"أطلقوا سراح المساجين".. ثورة غضب تونسية ضد اعتقالات المشيشي
أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس هاشتاقا بعنوان "أطلقوا سراح المساجين" بمشاركة نخبوية وشعبية، للمطالبة بإطلاق سراح متظاهرين.
ومنذ 18 يناير/كانون الثاني الماضي، تعيش تونس على وقع احتجاجات اجتماعية إثر تأزم الوضع الاجتماعي وتفاقم ظاهرة البطالة وانسداد الأفق وتدهور القدرة الشرائية جراء ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وعلى خلفية المظاهرات، اعتقلت السلطات عددا من المتظاهرين، ووجهت إليهم تهما تراوحت بين الاعتداء على موظف عمومي أثناء أداء واجبه، وانتهاك حظر التجول والتحريض على العصيان.
ويمكن أن تقود هذه التهم المتظاهرين المعتقلين إلى السجن لمدد تتراوح بين 6 أشهر و6 سنوات.
وتقدر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان "غير حكومية" عدد المعتقلين منذ 18 يناير/كانون الثاني، بنحو 2000 شخص، بينهم مئات القُصَّر. فيما أطلقت السلطات بالفعل سراح 54 موقوفا في الأسابيع الماضية.
وفي محاولة لدفع السلطات لإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، شارك مئات التونسيين في وسم "أطلقوا سراح المساجين" على منصات التواصل الاجتماعي.
وسبق أن أصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" "دولية غير حكومية"، تقريرا ذكرت فيه أن قوات الأمن التونسية استهدفت المتظاهرين بشكل متكرر في المظاهرات، موضحة أن الاستهداف شمل اعتقالات تعسفية، واعتداءات جسدية، وتهديدا بالاغتصاب والقتل، ومنع الاتصال بمحام.
بدورها، قالت سعيدة قراش، التي كانت مستشارة في حكومة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، في رسالة للحكومة على صفحتها الرسمية في موقع "فيسبوك" إن "هيبة الدولة لا ترسى بالقمع والتجاوزات وخرق القانون وتلفيق التهم خاصة تهمة اعتداء على موظف أثناء أدائه مهامه".
وتابعت أن "حملة الاعتقالات ضد الشباب الناشط والسلمي هي حملة لن تزيد إلا في فقدان الثقة بالدولة والرغبة في التمرد على سلطتها".
وأوضحت في رسالة إلى رئيس الحكومة هشام المشيشي "أنت صغير السن ولا تعرف ولم تواكب تاريخ المعارضة والمواجهة مع النظام، ستدفع الثمن لوحدك وسيدفعون ثمن تخريبهم هذا البلد أيضا"، في إشارة إلى حركة النهضة الإخوانية.
بدورها، كتبت أستاذة علم الاجتماع فتحية السعيدي في منشور على "فيسبوك" أن "حكومة المشيشي التي عجزت عن الاستجابة لمطالب الشباب وعجزت عن بلورة سياسات عمومية تستجيب لطموحات الشباب، بصدد هرسلة الشباب والتنكيل بهم على خلفية مشاركاتهم في الاحتجاجات الاجتماعية على كافة الأوضاع التي خنقت البلاد وأنهكتها".
وتابعت: "حوالي 2000 شاب وشابة تمّ إيقافهم والايقافات متواصلة"، مضيفة: "فشل منظومتكم وسياساتكم وراء الانفجارات التي حصلت والتي ستحصل، هزوا أيديكم على الشباب "ارفعوا أيديكم عن الشباب"، الهرسلة والعنف ليسا الحل".
وتعتبر السعيدي أن "الاعتقالات وتلفيق التهم ستؤجج الأوضاع أكثر وفي كل الحالات ما سيبقى هو أن حكومة المشيشي اتجهت إلى حملة إيقافات واسعة دون حلول تُذكر".
كما انتقد المدون التونسي عزيز عمامي سياسة الاعتقالات في تونس قائلا "الحرية للمساجين"، مضيفا أن "الإنسان ليس رقما مجرّدا ولا بد من التوقف عن هذه الاعتقالات العشوائية وإطلاق سراح جميع الموقوفين".
وبخلاف هؤلاء،. جذب وسم "أطلقوا سراح المساجين" المئات من التونسيين الذين احتجوا على استمرار احتجاز شباب غاضب من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد في ظل تحكم حركة النهضة في الحكومة.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTc0IA== جزيرة ام اند امز