القنب الطبي.. دواء فعال لـ9 أمراض خطيرة
في أحدث دراسة لمزايا توظيف القنب (الماريجوانا والحشيش) في المجال الطبي، خلص الباحثون إلى أنه يقلل بشكل كبير من الإكراهات والوساوس.
وإلى جانب قائمة متنوعة من الأمراض الجسدية والعقلية التي استخدم القنب الطبي لعلاج أعراضها، مثل السرطان وفيروس نقص المناعة البشرية والقلق، انضم اضطراب الوسواس القهري إلى المجموعة وفقا لبحث جديد.
ونشرت الدراسة بالتزامن مع أسبوع التوعية بالقنب الطبي في المملكة المتحدة 2020، الذي يقام من 1 حتى 8 نوفمبر/ تشرين الثاني، وأيضا يتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لإعادة جدولة القنب في عام 2018، إذ أصبح الأطباء لديهم القدرة تقنيا على وصف المنتجات لأول مرة منذ عام 1971.
فوائد القنب الطبي
القنب الطبي (MMJ) هو الماريجوانا والحشيش التي يصفها الأطباء للمرضى، ويحتوي على أكثر من 400 مادة كيميائية مختلفة منها نحو 70 مادة مخدرة.
ونتيجة القيود الحكومية ومحدودية البحوث السريرية فإن فعالية استخدامه لعلاج الأمراض لم تختبر بشكل موسع، لكن الأدلة الأولية تشير إلى فوائده الطبية منها:
- يقلل من الغثيان والقيء أثناء العلاج الكيميائي.
- يحسن الشهية لدى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
- يقلل من الألم المزمن ويعالج التهاب المفاصل.
- يحسن من مستويات النوم.
- يعالج أشكال الصرع الشديدة.
- يحسن التشنجات اللاإرادية في متلازمة توريت.
- يوصى باستخدامه لعلاج الزرق (المياه الزرقاء) والصداع النصفي.
- مؤخرا توصلت دراسة إلى قدرته على التخفيف من اضطراب الوسواس القهري.
تختلف استخدامات القنب الطبي باختلاف البلدان، ففي الولايات المتحدة وافقت إدارة الغذاء والدواء على نوعين من أدويته لعلاج الغثيان المرتبط بالعلاج الكيميائي. وفي المملكة المتحدة يستخدم دواء Epidyolex القائم على القنب لعلاج شكلين حادين من الصرع (متلازمة لينوكس جاستو ومتلازمة دريفت) وساتيفكس للتصلب المتعدد (MS).
خفض أعراض الوسواس القهري
في نهاية أكتوبر/تشرين الأول خلصت دراسة نشرت في مجلة "الاضطرابات العاطفية" الأمريكية إلى تأثير استخدام القنب على أعراض الوسواس القهري.
ووفقا للبحث، فإن "في غضون 4 ساعات من تدخين القنب، أبلغ المستخدمون عن انخفاض بنسبة 50% في الأعراض مثل الإكراه والأفكار غير المرغوب فيها، وارتبط النوع الذي يحتوي على تركيزات أعلى من الكانابيديول (CBD) بانخفاض أكبر في أعراض الوسواس القهري".
والوسواس القهري هو اضطراب عقلي مزمن يتميز بعرضين رئيسيين هما الهواجس والإكراه، ويؤثر على واحد من كل 100 شخص أو ما مجموعه مليونان إلى 3 ملايين بالغ في الولايات المتحدة.
ويقول الدكتور كاري كاتلر، المؤلف الرئيسي وأستاذ مساعد في قسم علم النفس في جامعة ولاية واشنطن في بولمان: "وجدنا انخفاضا متوسطا في عمليات التطفل المبلغ عنها ذاتيا قبل استخدام القنب مقارنة بما بعده بنسبة 49%".
وأضاف: "انخفضت شدة حالات القهر المبلغ عنها ذاتيًا بنسبة 60% بعد استخدام القنب مقارنة بالفترة قبل تعاطيه، وأيضا انخفضت معدلات القلق بنسبة 52%".
ورغم أن القنب ليس أسلوبا علاجيا تقليديا فإن كاتلر شدد على أن له إمكانات حقيقية قائلا: "لقد وجدنا سابقًا أن التسمم الحاد بالقنب يمكن أن يقلل من أعراض القلق، وشهدنا انخفاضًا في الأفكار المتطفلة المميزة لاضطراب ما بعد الصدمة المرتبط باستخدام القنب. والآن تربط أبحاثها ذلك مباشرة بأعراض الوسواس القهري".
علاج لكورونا
بعد تفشي جائحة كورونا، زعم علماء أن زيت الكانابيديول (CBD) قد يزيد من مستويات مادة كيميائية واقية في الرئتين (السيتوكين)، ما توفر الحماية من فيروس "كوفيد-19".
والسيتوكين نوع من البروتين تفرزه الخلايا المناعية استجابة للالتهاب والعدوى. ومع ذلك، فإن استجابة السيتوكينات المفرطة أثناء حالة سيئة بشكل خاص لـ"كوفيد-19" يمكن أن تلحق الضرر بالرئتين وتقتل المرضى.
وفي بحث أجراه علماء من كليتي طب الأسنان والطب في جورجيا، ثبت أن زيت CBD يزيد من مستويات الأبلين، إضافة إلى تحسين مستويات الأكسجين وتقليل الالتهاب، وبالتالي تلف الرئة الذي يحدث في متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS).
وانخفضت مستويات الأبلين في الدم إلى ما يقرب من الصفر في نموذج ARDS، لكنها زادت 20 ضعفا عندما تم إعطاء CBD.
ويعمل الأبلين كمنظم رئيسي يساعد في الحفاظ على مستوى ضغط الدم والالتهابات، وينتج في القلب والرئتين والدماغ والدم، كما يعمل إلى جانب مستقبل الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2) للتحكم في ضغط الدم.
ويقطع فيروس كورونا علاقة العمل بين ACE2 والأبلين، ويمنعهما من السماح للأوعية الدموية بالاسترخاء واختطاف الخلايا لإنتاج المزيد من الفيروسات.
استخدام مشروع
نبتة القنب لها تاريخ في الاستخدام الطبي يعود إلى آلاف السنين، فكانت تستخدم في تايوان منذ 10 آلاف عام، وهو واحد من 50 نوعا من الأعشاب الأساسية في الطب الصيني التقليدي.
وفي مصر القديمة اسستخدام الحشيش الطبي في التحاميل لتخفيف آلام البواسير وفقا لبردية إيبرس (1550 قبل الميلاد). بينما استخدمه الإغريق القدماء لتضميد جروح البشر وقروح الخيول، واستعملوا أوراقه المجففة لعلاج نزيف الأنف.
في العصر الحديث تعد المملكة المتحدة أكبر منتج ومصدر للقنب الطبي في العالم وفقًا للأمم المتحدة، وقدرت أبحاث الهيئة الدولية لمكافحة المخدرات عام 2018 أن الإنتاج السنوي لبريطانييا من الحشيش الطبي يزيد عن 100 ألف كجم سنويا.
أما في أمريكا، فهناك 33 ولاية ومقاطعة أضفت الشرعية على الحشيش للأغراض الطبية، وتشمل البلدان التي تسمح بالاستخدام الطبي للقنب أستراليا وكندا وتشيلي وكولومبيا وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وبيرو وبولندا والبرتغال وأوروجواي.