"ملائكة المحيط".. سفينة تعالج فقراء الساحل الكولومبي
السفينة تحمل 25 طبيباً وممرضاً من اختصاصات مختلفة، بعضهم مدفوع الأجر وآخرون متطوّعون، كما يشمل طاقمها 7 مختصين في تشغيلها.
تأتي سفينة مستشفى "سان رافاييلي" إلى المحيط الهادئ 12 مرة كلّ شهرين، وبمجرّد أن تظهر على مياه نهر "سان خوان" في كولومبيا، تنطلق نحوها زوارق مُحمَّلة بالمرضى، في منطقة خالية من المستشفيات، مع نُدرة الأطباء والدواء.
وفي تلك المنطقة الممتدة على الساحل الكولومبي، تنتشر الغابات الكثيفة وتعيش مجتمعات فقيرة من السكان الأصليين، وهم يرون في تلك السفينة "خشبة الخلاص".
وقالت إحدى الساكنات في المنطقة، ييني كارديناس، وهي تنظر إلى كوخها على ضفة النهر: "إن الأدوية اللازمة والضرورية لا تصلنا، فهي باهظة الثمن".
وتنتظر كارديناس، البالغة من العمر 44 عاماً، الصعود على متن زورق صغير حتى ينقلها إلى السفينة برفقة طفلها، الذي تغطي التقرّحات بشرته منذ أشهر.
وعلى الضفّة الأخرى من النهر، رصيف ميناء مدينة دوكوردو، المشهورة بسكانها من الأصول الأفريقية، وتقع في مقاطعة شوكو حيث يعيش نحو 50% من القاطنين فقراً مدقعاً، مقارنةً بالمعدّل الوطني البالغ 17%.
وتجمَّع عشرات المرضى حول الرصيف منذ الفجر، إذ يوجد في المنطقة مستوصف واحد فقط، يُقدِّم العلاج لـ16 ألف شخص.
2000 ينتظرون التشخيص
يصطفّ الناس من جميع الفئات العمرية منتظرين دورهم حتى يفحصهم الأطباء والممرضات ويتلقّوا العلاج المجاني.
ويُطلِق السكان الأصليون على الطاقم الطبي في هذه السفينة لقب "ملائكة المحيط الهادئ".
في هذا السياق أفادت آنا لوسيا لوبيز، (51 عاماً)، مديرة مؤسسة "مونتي تابور" التي تشرف على إدارة المستشفى: "بعض الأشخاص من الموجودين هنا لم يستطع زيارة الطبيب لسنوات".
وفي مهمة تدوم 12 يوماً، لدى لوبيز قائمة تضمّ 2000 فردٍ يريدون معاينةً وتشخيصاً من الأطباء، فضلاً عن 150 مريضاً يحتاجون إلى الخضوع لعمليات جراحية، استعدّ لها الطاقم.
وتحمِل السفينة 25 طبيباً وممرضاً من اختصاصات مختلفة، بعضهم مدفوع الأجر وآخرون متطوّعون، كما يشمل طاقمها 7 مختصين في تشغيلها.
وتبحِر سفينة مستشفى "سان رافاييلي" من ميناء "بوينافنتورا"، لِتجوب ساحل المحيط الهادئ في كولومبيا على مدار العام منذ 2009.
وتأتي إلى المحيط الهادئ 12 مرة كل شهرين، لكنها أصبحت تستطيع أن تجوبه شهرياً، بعد حصولها على منحةٍ بـ350 ألف يورو من الاتحاد الأوروبي.