
مع ارتفاع الطائرة إلى 30 ألف قدم، لا يتغيّر فقط المنظر من النافذة، بل تبدأ التغيرات في أحشاء المسافر أيضًا.
هذا ما يحذر منه الدكتور دونالد غرانت، المستشار الطبي البارز في "ذا إندبندنت فارمسي"، والذي أطلق إنذارًا بشأن ما يُعرف بـ"بطن الطائرة" أو Jet Belly، وهو اضطراب شائع يصيب المسافرين خلال الرحلات الجوية الطويلة.
يشير غرانت إلى أن الانخفاض الحاد في ضغط المقصورة يؤدي إلى تمدد الغازات داخل المعدة والأمعاء، تمامًا كما تنتفخ أكياس البطاطس في الجو. هذا التمدد يسبب شعورًا مزعجًا بالانتفاخ وضيق الهضم، يزداد سوءًا بسبب الجلوس الثابت لساعات طويلة، مما يبطئ حركة الجهاز الهضمي ويزيد تراكم الغازات.
ويضيف: "الوضع الثابت يعطل الهضم، والغازات تتراكم بشكل أسرع، فتتحول الرحلة إلى تجربة غير مريحة تمامًا". لكن كيف يمكن تفادي هذه الأزمة الهوائية داخل الأحشاء؟
الماء.. لا الغازيات
الجفاف يفاقم الانتفاخ، لأنه يبطئ حركة الأمعاء. ويوصي الدكتور غرانت بشرب ما لا يقل عن 2 إلى 2.5 لتر من السوائل يوميًا، مع التأكيد على أهمية الماء العادي، لا المياه الغازية، التي تزيد من تراكم الغازات.
طعام خفيف وسهل الهضم
تجنب الأطعمة الدسمة أو الغنية بالملح أو التي تثير الغازات مثل الفول، الملفوف، مشتقات الحليب والأطعمة الدهنية. وبدلًا من ذلك، يُفضل تناول وجبات خفيفة تعتمد على الأرز، أو مصادر البروتين سهلة الهضم كالدجاج أو السمك.
التحرك كل ساعة
حتى في الأجواء الضيقة للطائرة، يمكن للحركة البسيطة أن تُحدث فرقًا. ينصح غرانت بالتحرك مرة كل ساعة إلى ساعتين، ولو بمجرد المشي إلى دورة المياه، لتنشيط الجهاز الهضمي ومساعدة الجسم على التعامل مع الغازات بشكل طبيعي.
مكملات البروبيوتيك
ولمن يعانون من مشاكل مزمنة في الجهاز الهضمي، قد تكون مكملات البروبيوتيك خيارًا مساعدًا لتقليل الانتفاخ وتحسين الهضم أثناء الرحلات الطويلة.
ومع بداية موسم الإجازات الصيفية في تموز/يوليو، يدعو الدكتور غرانت كل المسافرين إلى الاستعداد لمواجهة "بطن الطائرة"، من خلال الترطيب الجيد، وتناول الطعام المناسب، والتحرك داخل الطائرة، وربما حزم بعض الأدوية البسيطة تحسّبًا لأي طارئ.