عقار جديد لعلاج الملاريا بجرعة واحدة
السلطات الأمريكية تصدق على عقار جديد لمكافحة الملاريا يمكنه طرد الطفيل من مكان اختبائه في الكبد والحد من الإصابة بالمرض مرة أخرى.
صدقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على عقار جديد يساعد على علاج نوع من الملاريا بجرعة واحدة، حيث يستهدف نوعا يظهر بسبب طفيليات "المتصوّرة النشيطة"، ويؤدي إلى مرض 8.5 مليون شخص في العالم كل عام.
ويصعب التخلص من الملاريا لأنه يبقى كامناً في الكبد لسنوات عديدة قبل أن يعاود نشاطه في جسم المريض لتتكرر أعراض المرض بين الحين والآخر.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، ستدرس الجهات الرقابية حول العالم العقار الجديد "تافنوكين" الذي وصفه العلماء بأنه "إنجاز هائل" في محاولة للموافقة على استخدامه في بلادهم.
وتعتبر الملاريا متكررة الظهور النوع الأكثر شيوعاً في خارج منطقة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية، ويكون الأطفال أكثر فئة معرضة لخطر الإصابة بهذا النوع من الملاريا؛ حيث يصابون بالمرض عدة مرات جراء لدغة واحدة ويتغيبون عن مدراسهم لفترات طويلة كما أنهم يصبحون أكثر وهناً كلما أصيبوا بالمرض، ويبقى الطفيل في الجسم طوال حياة المريض بالرغم من العلاج، لذا فإن المرضى يصبحون بمثابة مخزن للمرض لأنه عندما يستعيد الطفيل نشاطه فإن البعوض كفيل بنقله من جديد لشخص آخر.
ويعمل عقار "تافنوكين" الجديد على طرد الطفيل من مكان اختبائه في الكبد والحد من الإصابة بالملاريا مرة أخرى، ويمكن إعطاؤه بجانب دواء آخر لمعالجة الالتهاب الفوري.
وهناك عقار يمكن استخدامه للتخلص من الملاريا الكامنة في الكبد يسمى "بريماكين"، إلا أنه يحتاج في الغالب لإعطائه لمدة 14 يوماً عكس عقار "تافنوكين" الذي يعطى منه حبة واحدة فقط.
ويرى الخبراء أن العديد من المرضى يتوقفون عن أخذ الحبوب المعالجة للمرض بعد مرور بضعة أيام على بدء أخذ الدواء لأنهم يشعرون بأن حالتهم الصحية تحسنت، الأمر الذي يسمح للطفيل الكامن في الكبد من استعادة نشاطه بين الحين والآخر.
وتقول إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إن العقار فعّال ومصدق عليه للاستخدام في الولايات المتحدة، إلا أنها أشارت إلى وجود آثار جانبية مهمة يجب التنبه إليها، منها أنه لا يناسب الأشخاص الذين يعانون من مشكلة في الأنزيمات لأنه يسبب فقر الدم الحاد، كما أن هناك بعض القلق إذا أعطي بنسبة كبيرة للأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية.