مينا ابنة شقيقة كامالا هاريس.. هل تكون إيفانكا ترامب الديمقراطيين؟
خلال مشوارها السياسي الممتد، كانت مينا واحدة ممن قدموا المشورة لخالتها كامالا هاريس نائية الرئيس الأمريكي.
وبعد دقائق من تأييد الرئيس الأمريكي جو بايدن لنائبته هاريس لخوض سباق البيت الأبيض بدلا منه، دوت هتافات "كامالا" من الجمهور في مسرح ميوزيك بوكس في برودواي خلال عرض مسرحية موسيقية عن حق المرأة في التصويت، شاركت في إنتاجها مينا ابنة أخت هاريس.
وبالنسبة لمينا هاريس، التي عملت خلال السنوات السبع الماضية على بناء شركة ربحية تحمل علامة تجارية تهدف إلى تمكين "النساء والمجتمعات غير الممثلة"، فإن ترشح خالتها للرئاسة ما هو إلا تقاطع آخر بين عملها الخاص وبين الطموح السياسي لعائلتها وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وخلال المشوار السياسي لكامالا هاريس كانت مينا واحدة ممن قدموا المشورة السياسية لخالتها فيما كانت تتنقل بين الوظائف القانونية وبعض من أكثر شركات وادي السيليكون رواجًا، قبل أن تتفرع الفتاة الطموحة إلى مشروعاتها الخاصة.
مينا هاريس ليست أول ابنة لعائلة سياسية تروج لمشروعاتها ففي 2016، شجعت إيفانكا ابنة الرئيس السابق دونالد ترامب المتابعين على شراء ملابس تحمل علامتها التجارية الشخصية والتي ارتدتها في خطاب المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.
أما آشلي ابنة الرئيس جو بايدن فأطلقت خط إنتاجها الخاص من القمصان الرياضية في حين استغلت إيلا إيمهوف ابنة زوج هاريس حفل التنصيب في 2021 لعقد مع وكالة عرض أزياء.
لكن مينا هاريس استفادت من قربها من السلطة لإنشاء علامة تجارية شخصية مترامية الأطراف بدأتها من الصفر قبل أن تأخذها في اتجاهات جديدة مبتكرة.
ويوفر الصعود المفاجئ لخالتها واحتمال وصولها للرئاسة فرصة العمر بالنسبة للعلامة التجارية لمينا هاريس (39 عامًا) التي تثير تحركاتها للاستفادة من خالتها الانتقادات من واشنطن إلى دلهي الأمر الذي دفعها لتبني موقفا أكثر حذرا فرفضت الرد على أسئلة "بوليتيكو".
وقال إيرني أبريزا السكرتير الصحفي الحكومي لكامالا هاريس "إن أفراد أسرة نائبة الرئيس لديهم مسارات مهنية مستقلة ولا توجد مشاركة بينها وبين أي من المساعي المهنية لأفراد أسرتها، ولا يستخدم أي منهم اسمها فيما يتعلق بأي أنشطة تجارية".
ولدت مينا هاريس عام 1984 لأم مراهقة عزباء، هي مايا هاريس، وشكلت رابطة قوية بشكل خاص مع خالتها كامالا هاريس ويقول المقربون من العائلة أن النساء الثلاث لا ينفصلن.
في عام 1998، تزوج توني ويست المحامي النشط في السياسة الديمقراطية من مايا هاريس وأصبح زوج أم مينا هاريس.
وفي ذلك الوقت تقريبًا، بدأت كامالا هاريس في الصعود عبر صفوف الديمقراطيين في كاليفورنيا، بينما أصبحت مايا هاريس نشطة في الدوائر التقدمية الوطنية واستمر ويست في العمل كثالث أعلى مسؤول في وزارة العدل خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
أما مينا فانغمست في عوالم وادي السيليكون والعمل القانوني والسياسة التقدمية حيث عملت في فيسبوك بعد تخرجها في جامعة ستانفورد عام 2006.
ووفقًا لمساعد سابق لكامالا، فإن العائلة ساعدت مينا في ترتيب الوظيفة من خلال رجل الأعمال الكاليفورني كريس كيلي، الذي كان أول محامٍ داخلي في فيسبوك.
في عام 2009، التحقت مينا هاريس بكلية الحقوق بجامعة هارفارد ثم عملت ككاتبة في محكمة الاستئناف في مقاطعة كولومبيا وبعد ذلك، عملت في شركة المحاماة كوفينغتون آند بيرلينغ، وهي شركة خاصة يديرها إريك هولدر الذي كان رئيسا لزوج أمها في وزارة العدل آنذاك.
ومع اكتساب كامالا هاريس زخمًا في مسيرتها السياسية، انضمت مينا هاريس إلى والدتها مايا، في دعم خالتها وتولي أدوارا مختلفة في حملتها بما في ذلك توليها منصب نائبة مدير الحملة ومستشارة خاصة.
وصف الأشخاص الذين عملوا مع مينا بأنها امرأة طموحة ومتمكنة في مجال التواصل ساعدت خالتها على التواصل مع التكنولوجيا الجديدة والجيل الأصغر.
وقال جيم ستيرنز، المستشار السياسي الذي قاد كامالا هاريس خلال حملتها الرئاسية الأولى "انخرطت مينا للغاية في مساعدة كامالا في الحصول على حضور كبير على فيسبوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي وجعل حضورها على الإنترنت يتألق.. كانت تتمتع بموهبة طبيعية في ذلك".
لكن مينا تسببت في صدامات مع العاملين في حملة هاريس فقال مساعد سابق لها إنها أظهرت أسلوبًا متسلطًا لا علاقة له مع دورها الرسمي في الفريق، وأضاف "يجب أن تكون قادرًا على الفصل بين العمل وحب العائلة".
وفي عام 2013 أثناء وجودها في كوفينغتون، تولت مينا مهمة جانبية تتمثل في طباعة وبيع مجموعة من القمصان التي انتشرت بعد تأن ارتدها عارضة الأزياء تايرا بانكس وهي صديقة قديمة لكامالا.
وأدى نجاح القميص إلى ظهور سلسلة أخرى من القمصان، وهي "المرأة الاستثنائية"، المستوحاة من قصيدة لمايا أنجيلو ومن تدفق المشاعر النسوية عقب فوز ترامب في 2016.
وبعد إطلاقها في اليوم العالمي للمرأة في مارس/آذار 2017، سرعان ما تحول مفهوم "المرأة الاستثنائية" إلى سلسلة من الأحداث الشخصية بعضها كان بالاشتراك مع تطبيق الرحلات أوبر قبل أن تتولى منصبا تنفيذيا بها.
وإلى جانب عملها في أوبر، طورت مينا علامتها التجارية بسرعة إلى إمبراطورية تجارية متعددة الجوانب بدأت مع تسجيل شركتها في عام 2018 وارتفع ملفها الشخصي إلى جانب ملف خالتها التي أطلقت حملتها الرئاسية الأولى في 2019.
وفي يونيو/حزيران 2020، نشرت مينا هاريس كتابًا للأطفال عن خالتها ووالدتها، وبعدما اختار بايدن كامالا نائبة له بدأت شركتها في بيع سترات "الخالة نائبة الرئيس".
وفي وقت تنصيب كامالا هاريس أطلقت ابنة شقيقتها سماعات رأس مزينة بعبارة "الأولى ولكن ليست الأخيرة" كما نشرت كتابًا ثانيًا للأطفال بعنوان "الفتاة الطموحة" والذي قالت مينا إنه ردا على الانتقادات التي تواجهها خالتها باعتبارها طموحة جدا.
لكن مينا عادة ما تثير الجدل بسبب تعليقاتها على وسائل التواصل الاجتماعي ففي مارس/آذار 2021، نشرت تغريدة قالت فيها "إن الرجال البيض العنيفين هم أكبر تهديد إرهابي لبلدنا" وبعدما أدانت قمع المتظاهرين في الهند وهي موطن جدتها لأمها، حرق المتظاهرون المؤيدون للحكومة في نيودلهي صورة كبيرة لوجهها.
ورغم أن مينا لم تخفض من مكانتها تماما إلا أنها اتخذت مسارًا أكثر دهاءً خلال بقية إدارة بايدن حيث تعمل على تنمية علامتها التجارية فيما يتعلق بالعديد من موضوعات التمكين القائمة على الهوية والتي دعمت المسيرة السياسية لخالتها.
مينا التي تعيش مع زوجها المدير التنفيذي لشركة "فيسبوك" نيك أجاغو وابنتيها، أطلقت شركتها الإعلامية في أواخر 2021 والتي تقول إن غرضها دعم قصص النساء والمجتمعات غير الممثلة من خلال الترفيه والمحتوى الرقمي والشراكات التجارية ونوادي الكتب وغيرها.
في العام التالي، أطلقت مينا شركة جديدة جمعت صندوقًا بقيمة 6 ملايين دولار يركز على المنتجات الاستهلاكية وتشمل استثماراته تطبيق يسمح للأزواج بإدارة شؤونهم المالية بشكل تعاوني وفي 2022، أصبحت الرئيسة التنفيذية لشركة" Reductress" وهو موقع ويب يسخر من وسائل الإعلام النسوية.
وفي مقابلة لها، قالت مينا "النساء المسؤولات والنساء القويات اللاتي يصنعن الفارق .. هذا كل ما أعرفه عندما كنت طفلة".
والأكيد أنه حتى مع ابتعاد مينا هاريس عن استخدام اسم خالتها في علامتها التجارية، فقد تمكنت من ضمان بقائها في وضع جيد للاستفادة من صعود كامالا.