الإرهابي الليبي صلاح بادي يتوعد المشاركين في لقاء حفتر الرئاسي
توعد الإرهابي الليبي صلاح بادي المدرج على قوائم عقوبات دولية المشاركين في لقاء لمرشحين للرئاسة دعا إليه المرشح خليفة حفتر.
وعلى ما يبدو أزعج اللقاء مليشيات طرابلس التي استثمرت في الفوضى التي تعاني منها البلاد طوال العقد الماضي.
واللقاء الذي عقد اليوم الثلاثاء في بنغازي وجمع حفتر بمرشحين من الغرب أبرزهم أحمد معيتيق وفتحي باشاغا، يعد انفراجه غير مسبوقة في مستقبل الحوار بين فرقاء طالما كانوا على طرفي نقيض.
واتهم بادي خلال استعراض مسلح لمليشياته في مصراتة غرب ليبيا، القيادات المشاركة في حوار الشرق بالخيانة وتوعدهم بما قال إنه "دفع الثمن".
اجتماع غير مسبوق
وصباح الثلاثاء عقد اجتماع هام بين عدد من مرشحي الرئاسة من كل المناطق لأول مرة، في بنغازي شرقي ليبيا، لبحث خطة ما بعد التأجيل المحتمل للانتخابات.
وكان مقررا أن تجري الانتخابات الجمعة المقبلة لكن حتى الآن لم تعلن مفوضية الانتخابات القوائم النهائية للمرشحين فيما تضاءلت بشدة فرص الالتزام بموعد أول استحقاق من نوعه في ليبيا.
وضم اجتماع الشرق المرشحين، خليفة حفتر وأحمد معيتيق وفتحي باشاغا وعارف النايض وعبد المجيد سيف النصر والشريف الوافي، في حضور النائب الثاني لرئيس مجلس النواب احميد حومة.
وناقش الاجتماع آخر تطورات العملية الانتخابية وآليات سد الفراغ السياسي بعد 24 ديسمبر/ كانون أول الجاري، الموعد المفترض للانتخابات.
وأكد المرشحون للانتخابات الرئاسية الليبية في مؤتمر صحفي في مدينة بنغازي، على احترام إرادة الليبيين.
وقال المرشحون في بيانهم إن اجتماعهم جاء بدعوة من المترشح خليفة حفتر، توحيدا للجهود الوطنية للتعامل مع التحديات والمعطيات التي تمر بها ليبيا في هذا الأيام.
وتابعوا أنه احتراما لإرادة أكثر من 2 ونصف مليون ليبي ينتظرون موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية –المسجلين في قاعدة الانتخابات ويحق لهم التصويت-، اتفقوا على المصلحة الوطنية الليبية الجامعة فوق كل اعتبار.
كما شددوا على أهمية المصالحة الوطنية، باعتبارها، خيار وطني جامع لا تراجع عنه، واستمرار التنسيق والتواصل وتوسيع إطار هذه المبادرة الوطنية لجمع الكلمة ولم الشمل واحترام إرادة الليبيين.
حصار العاصمة
وفي وقت سابق الأربعاء، هدد بادي قائد ما يعرف بمليشيات الصمود، بعزمه محاصرة المقار الحكومية بالعاصمة طرابلس، وتعطيل إجراء الانتخابات الرئاسية، بالقوة كما فعل عام 2014 حين انقلب على نتيجة انتخابات مجلس النواب وطرده من العاصمة.
مليشيات طرابلس تهدد الرئاسي.. إعادة آمر العاصمة
وتزامن تهديد بادي مع بدء مليشيات العاصمة لحصار مقار حكومية بينها مقر المجلس الرئاسي الليبي، ورئاسة الحكومة ووزارة الدفاع، مع استنفار أمني وتجول بآليات مسلحة بأسلحة ثقيلة في شوارع العاصمة الليبية.
ولا يزال التصعيد العسكري في العاصمة طرابلس يتزايد يوما بعد يوم، حيث شهدت، الثلاثاء، تحشيدا عسكريا ضخما وتوترا أمنيا في عدة مناطق من المدينة، والتي لاقت إدانة وقلقا أمميا.
كما تم إغلاق عدة شوارع بسواتر ترابية، بالتزامن مع انتشار آليات عسكرية وإغلاق بعض المدارس، كما أعلنت جامعة طرابلس، في بيان لها توقف الدراسة، مع مطالبة جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بمغادرة الجامعة.
وتأتي هذه التحركات قبل أيام معدودة من موعد الاستحقاق الانتخابي، والذي بات تأجيله أمراً واقعاً في ظل تنصل المسؤولين من إعلان التأجيل والاستمرار في انتهاج سياسة الصمت.
من هو بادي؟
وبادي هو قائد ما تعرف بمليشيات الصمود، التي قادت الانقلاب على نتيجة انتخابات مجلس النواب وطردته من العاصمة بالقوة عام 2014.
وحينها استولى بادي على العاصمة الليبية بعد تدمير معظم منشآتها الحيوية، وعلى رأسها مطار طرابلس الدولي.
ولـ"بادي" تاريخ طويل في الانقلاب على مسارات الحل السياسي للأزمة الليبية، زاعما أنه بذلك يدافع عن "حقوق الثوار والمصابين وقتلى الحروب"
وسبق وهدد صلاح بادي بالانقلاب على الانتخابات حال ترشح سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر للانتخابات الرئاسية.
كما سبق وأعلن رفضه اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف بين الفرقاء الليبيين أكتوبر/تشرين الأول 2020، وهدد بحمل السلاح ورفض الحوار السياسي.
وبادي يحمل رقم 71 ضمن قائمة الإرهاب التي أعلنها مجلس النواب الليبي منذ عام 2017، والتي تشملت أكثر من 75 إرهابياً متورطين في جرائم حرب داخل ليبيا.
كما أن بادي مدرج منذ عام 2018 على قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية، إضافة إلى عقوبات من قبل بريطانيا وفرنسا منها تجميد أرصدته ومنعه من السفر.