"الاجتماع" يسلم القضية لـ"لجنتين".. والفلسطينيون في الانتظار
للفلسطينيين تجربة سيئة مع الاجتماعات المماثلة واللجان المنبثقة عنها، إذ سرعان ما تنتهي إلى خلافات على التفاصيل
خلص اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية إلى تشكيل لجنتين للمصالحة والمقاومة الشعبية، لكن مراقبين يعتقدون أن "العبرة في التنفيذ".
وطالما حمل إجراء تشكيل اللجان دلالات سلبية، وللفلسطينيين تجربة سيئة مع الاجتماعات المماثلة واللجان المنبثقة عنها، إذ سرعان ما تنتهي الأمور إلى خلافات على التفاصيل تفشل محاولات إنهاء الانقسام المستمر منذ عام 2007.
وترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس من رام الله قبل يومين اجتماعا عقد عن بعد، وشارك فيه 14 فصيلا وانتهى بالتوافق على تشكيل لجنتين، الأولى من شخصيات وطنية وازنة، تقدم رؤية استراتيجية لتحقيق إنهاء الانقسام والمصالحة والشراكة، والثانية لجنة وطنية موحدة لقيادة المقاومة الشعبية الشاملة.
ننتظر خطوات ملموسة
ويبدو هاني المصري، مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات)، مدركا لهذه الحالة، فـ"التجربة الماضية حاضرة ولا ترفع سقف توقعاتنا، وفق حديثه لـ"العين الإخبارية".
وقال "لا نتفاءل بنجاح اللجان التي خلص اجتماع الأمناء العامين إلى تشكيلها إلا عندما نرى خطوات ملموسة على الأرض".
وشدد على أن إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة موحدة يحتاج إلى إجراءات وقرارات من اجتماع الأمناء وليس إلى لجان خبرنا نتائجها على مدار سنوات".
ولم يعلن عن تشكيل اللجان بعد مرور يومين على انتهاء اجتماع الأمناء العامين، فيما تعلن قيادات من فتح وحماس عن جهود مستمرة لتشكيلها.
ووفق المصري، خبير فلسطيني مقيم في رام الله، فإن قادة الفصائل ضيعوا فرصة اللقاء بخطابات مملة ومكررة بدلا من الذهاب لخطوات نوعية"، وقال: "هذا ليس الأسلوب المتوقع والمناسب لتحقيق الهدف".
وأضاف "هم تعاملوا مع الوحدة كرسائل تكتيكية أكثر من تعامل كاستراتيجية وطنية تشكل فورا حكومة وحدة وطنية ويتفقون على استراتيجية وطنية.. لذلك سيكون الحكم على الاعمال وليس الأقوال".
وأشار إلى أن فتح وحماس هما المسيطرتان على الضفة وغزة، متسائلا: هل لدى أي من الحركتين التنازل عن مناطق نفوذهما للآخر، حيث تكونان وكل الفصائل شركاء في القرار.. الأمر ليس سهلا لكنه ليس مستحيلا.
ورأى أنه لتحقيق الوحدة تحتاج الحركتان (فتح وحماس) إلى تنازل كل طرف للآخر، إن لم تتنازلا طواعية فإنهما تحتاجان إلى ضغط من الآخرين.
وأقر أنه حتى الآن الضغط من الآخرين ليس كافيا، وكذلك أي من الطرفين غير مستعد للتنازل.
ورغم التصريحات الإيجابية بين قادة حماس وفتح حول الوحدة والمصالحة إلاّ أنها لم تترجم حتى الأرض، إذ استمرت وسائل إعلام الجانبين على تبادل الاتهامات حول ممارسة الاعتقال السياسي وقمع التجمعات، في حين لا تزال حماس تعطل استلام الحكومة الفلسطينية مهامها بغزة.
نجاح مع "وقف التنفيذ"!
ويذهب خالد منصور، الناشط السياسي، إلى أن اللجان المراد تشكيلها يمكن أن تنجح وتحقق الهدف إذا كان هناك ضغط شعبي حقيقي يجبر فتح وحماس على إنهاء الانقسام.
ورأى منصور في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن القرارات التي صدرت عن اجتماع الأمناء العامين بخصوص تشكيل اللجان جيدة، لكن تحتاج إلى نوايا صادقة وإرادة وطنية من الأطراف كافة.
وقال: "مطلوب ممارسة ضغط من الشارع تقول للفصائل نحتاج إلى الإسراع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه".
وأشار إلى أن هناك مستفيدين من الانقسام في الطرفين، لذلك على كل الفصائل عمل مراجعات نقدية حقيقية لإبعاد أصحاب المصالح الخاصة والأجندات الخارجية عن مواقعهم حتى ينطلق قطار الوحدة.
اختبار اللقاءات
الكاتبة الفلسطينية عبير البرغوثي، وصفت اللقاء بأنه "تاريخي في مرحلة تاريخية"، مشددة هي الأخرى على أن الفيصل في اختبار هذا اللقاء هو الترجمة العملية والتنفيذية لما تضمنه اتفاق المشاركين على أرض الواقع، من خلال انطلاق لجان العمل المشترك لوضع خارطة طريق متكاملة للمرحلة القادمة.
وأكدت أهمية انطلاق العمل الشعبي لرص الصفوف وتوثيق علاقة الفصائل مع الفلسطينيين في الوطن والشتات، لتعزيز وحدة البيت السياسي والمشروع القيادي للنظام السياسي الفلسطيني، على أساس الاستقلالية والتمسك بالثوابت الوطنية وقرارات الإجماع والتوافق الوطني.
وقالت "نحن مقدمون على مرحلة حقيقية من حيث اختبار الخطوات والنوايا والاستعدادات لإعادة تعزيز دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
ورأت أن النجاح في الانشغال في أنشطة العمل الوطني الموحدة كفيلة بتعزيز اللحمة الفلسطينية وكفيلة بإعادة البريق لقضية العرب الأولى.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ni4yMjgg
جزيرة ام اند امز