"اجتماع وزيارة".. سبل واشنطن لاحتواء غضب باريس
خطوات أمريكية متسارعة على مدار أيام لمحاولة إرضاء فرنسا الحليف الأوروبي الأقوى لواشنطن.
بدأت تلك الخطوات الفعلية باجتماع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الجمعة، بالسفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة، فيليب إتيان، في العاصمة واشنطن، في ظل التوترات التي شهدتها العلاقات بين البلدين الحليفتين، مؤخرا.
ووفقا لبيان نشرته الخارجية الأمريكية، فقد تطرق الطرفان خلال الاجتماع إلى المكالمة الهاتفية المثمرة التي جمعت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم 22 سبتمبر/أيلول الماضي.
كما تباحث الطرفان العلاقات الثنائية بين واشنطن وباريس، والرحلة القادمة لبلينكن إلى باريس لحضور اجتماع المجلس الوزاري في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وناقش بلينكن وإتيان سبل تعزيز التعاون ما بين بلديهما على المستوى الدولي؛ وتسعى إدارة الرئيس جو بايدن، لإصلاح العلاقات مع فرنسا منذ إعلان 15 سبتمبر عن اتفاقية أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، المعروفة باسم "أوكوس"، والتي ألغت صفقة غواصات بين أستراليا وفرنسا بمليارات الدولارات.
ومن المقرر أن يجتمع بايدن وماكرون في أوروبا في وقت لاحق من هذا الشهر.
زيارة
ذكرت واشنطن أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، سيزور باريس الأسبوع المقبل على خلفية "أزمة الغواصات".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في بيان أصدره أمس الجمعة، إن بلينكن سيزور باريس من الإثنين إلى الأربعاء وسيرأس اجتماعا وزاريا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كما سيجري محادثات مع المسؤولين الفرنسيين.
وقال برايس إن المبعوث الأمريكي للمناخ، جون كيري، والممثلة التجارية الأمريكية، كاترين تاي، ومسؤولين أمريكيين في باريس سينضمون إلى بلينكن.
وفي 15 سبتمبر/أيلول أصدر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون ورئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، بيانا مشتركا أعلنوا فيه عن إقامة شراكة جديدة في مجالي الدفاع والأمن أطلق عليها اسم "AUKUS"، وسيتمثل المشروع الأول في إطارها ببناء غواصات نووية للأسطول الحربي البحري لأستراليا.
التوتر
دخلت العلاقات بين فرنسا من جهة والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى إلى فترة أزمة مفتوحة حيث ألغت الحكومة الأسترالية بإقامة هذه الشراكة الجديدة صفقة بقيمة 40 مليار دولار لشراء غواصات فرنسية وقررت استبدالها بأخرى أمريكية تعمل بالوقود النووي، ما دفع باريس إلى وصف الأمر بأنه "خيانة وطعنة في الظهر" و"قرار على طريقة" الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
ولاحقا أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أن باريس قررت استدعاء سفيريها من واشنطن وكانبيرا على خلفية هذه التطورات، كما اتهم لاحقا بريطانيا بـ"الانتهازية المستمرة".
وأجرى الرئيسان الأمريكي جو بايدن، والفرنسي إيمانويل ماكرون، اتصالا هاتفيا لاحقا تعهدا خلاله ببدء "مشاورات مكثفة" حول علاقات البلدين واتفقا على إعادة باريس سفيرها إلى واشنطن.
aXA6IDM0LjIzMS4xODAuMjEwIA== جزيرة ام اند امز