ميجان ماركل.. الأميرة السمراء في العائلة الملكية البريطانية
خطيبة الأمير هاري ليست الأولى.. قصة الملكة "الإفريقية" شارلوت
خطبة الأمير هاري والممثلة الأمريكية ميجان ماركل أثار موجة من الجدل بشأن حقيقة أن أحدث أميرات العائلة المالكة ستكون ثنائية العرق
أثار إعلان الأمير هاري والممثلة الأمريكية ميجان ماركل خطبتهما، أمس الاثنين، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت على "تويتر" الأخبار بأن أحدث أميرات العائلة المالكة البريطانية ستكون ثنائية العرق.
وقالت منتجة الأخبار والكاتبة الكوميدية البريطانية السمراء، جيرل تيلر، على حسابها بموقع "تويتر" ساخرة: "اسمعوا جميعا لقد أصبح لدينا أميرة سوداء، حيوا الأمير هاري وميجان ماركل. سيكون حفل زفافهما هو يومي المثالي".
لكن ماركل، التي تنحدر من أم سمراء ووالد أبيض البشرة، ربما لا تكون أول فرد ملكي مختلط العرق، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" على موقعها الإلكتروني، قالت إن بعض المؤرخين يشكون أن الملكة شارلوت، زوجة الملك جورج الثالث التي أنجبت منه 15 طفلا، كانت من أصل إفريقي.
ويعتقد المؤرخ والباحث في علم الأنساب، ماريو دي فالديس واي كوكوم، أن الملكة شارلوت كانت تنحدر مباشرة من فرع أسود من العائلة المالكة البرتغالية: الملك ألفونسو الثالث ومحظيته، أوروانا، وهي موريونية سمراء، والمورو أو الموريون مصطلح يطلق على كل سكان شمال إفريقيا أي المنطقة المغاربية، ويمكن أن يشير بالتحديد إلى مغربي.
وقال فالديس إنه في القرن الثالث عشر: "غزا ملك البرتغال ألفونسو الثالث بلدة صغيرة اسمها فارو وانتزعها من المورو، وطلب (ابنة الحاكم) لتكون خليلته، وأنجب منها 3 أطفال".
ووفقا لفالديس، فقد تزوج أحد أبنائهما، وهو مارتن ألفونسو، من عائلة دي سوزا المالكة، التي كان لها أيضا أسلاف سود. وكانت الملكة شارلوت لديها دماء إفريقية من كلا العائلتين.
وبدأ فالديس، الذي نشأ في بليز (هندوراس البريطانية سابقا، وهي دولة ذات نظام ملكي دستوري شمال أمريكا الوسطى)، إجراء الأبحاث حول الملكة الإفريقية شارلوت في عام 1967، بعد أن انتقل إلى بوسطن، حيث يقول متذكرا: "لقد سمعت هذه القصص من مربيتي الجامايكية إيثيرالدا".
واكتشف أن الطبيب الملكي، البارون كريستيان فريدريش ستوكمار، وصف الملكة شارلوت بأنها "صغيرة وحدباء ذات وجه خلاسي (بين الأسمر والأبيض) حقيقي".
وكتب السير والتر سكوت، وهو روائي وكاتب مسرحي وشاعر اسكتلندي أنها كانت "ملطخة"، ووصف عائلتها بأنهم "مجموعة من (قردة) الأورانج أوتان الملطخين".
وذات مرة كتب رئيس وزراء عن الملكة شارلوت: "أنفها واسع جدا وشفتيها سميكتان للغاية"، وفي العديد من المستعمرات البريطانية، غالبا ما كان يجري تكريم الملكة شارلوت من قبل السود الذين كانوا مقتنعين من صورها ورسومها على القطع النقدية أنها من أصل إفريقي.
وشارلوت، التي ولدت في 19 مايو/أيار 1744، كانت أصغر بنات كارل لودفيج فريدريش دوق مكلنبورج ستريليتس (شمال ألمانيا) والأميرة إليزابيث ألبرتين دوقة ساكس هيلدبورجهاوزن (جنوب ولاية تورنجن الألمانية) كانت أميرة ألمانية تبلغ من العمر 17 عاما عندما سافرت إلى إنجلترا للزواج من الملك جورج الثالث، الذي خاض في وقت لاحق الحرب ضد مستعمراته الأمريكية وخسر بشكل سيئ، ووالدته على الأرجح اختارت شارلوت لتكون عروسه.
بدوره قال جانيس هادلو في كتاب "التجربة الملكية: الحياة الخاصة للملك جورج الثالث": بعد عودته إلى لندن، تزايدت حماسة الملك يوميا، وقد حصل على لوحة زيتية لشارلوت، وقيل إنه كان مغرما بها بشدة، ولكنه لن يدع أي فنان يلق نظرة عليها".
ثم أمر الملك جورج بأن يتم إعداد الثياب وانتظر عروسه الجديدة عندما وصلت إلى لندن، حيث التقى شارلوت للمرة الأولى في يوم زفافهما، 8 سبتمبر/أيلول 1761.
وأضاف هادلو "وعند تقديمها إلى الملك، رمت شارلوت نفسها على قدميه، فأوقفها واحتضنها وقادها عبر الحديقة حتى أعتاب القصر، بعض المذكرات أكدت أنه في لحظة لقائهما صدم الملك من مظهر شارلوت".
وفي صورة زيتية رسمها السير ألان رامزي، يظهر شعر الملكة شارلوت عاليا في جدائل مجعدة. ورقبتها طويلة وجلدها يبدو بلون القهوة بالحليب.
وفي عام 1999، نشرت صحيفة "صنداي تايمز" مقالا بعنوان "كشف: أسلاف الملكة السود"، وقالت "انتشرت شائعات حول الصلات لكنها لم تثبت أبدا، الأسرة المالكة لديها أوراق تفويض سرية تجعل أعضاءها قادة مناسبين للمجتمع البريطاني متعدد الثقافات، ولها أسلاف ملكيون سود ومختلطو العرق لم يعترف بهم علنا".
وأشارت إلى أن أمريكي متخصص في علم الأنساب أثبت أن الملكة شارلوت، زوجة جورج الثالث، تنحدر مباشرة من ابن غير شرعي لعشيقة إفريقية في البيت الملكي البرتغالي".
بعد قصة "تايمز"، أشادت "بوسطن جلوب" ببحوث فالديس الرائدة. وشارلوت، التي توفيت في عام 1818، مررت تراثها العرقي المختلط إلى حفيدتها الملكة فيكتوريا، والملكة البريطانية الحالية إليزابيث، بينما رفض بعض العلماء في إنجلترا الأدلة باعتبارها ضعيفة وليست بالأمر المهم.
ولم ينكر متحدث باسم قصر باكنجهام أصل الملكة شارلوت الإفريقي، وقال المتحدث ديفيد باك لصحيفة "بوسطن جلوب": "لقد ترددت هذه الشائعات لسنوات وسنوات إنها مسألة تاريخية، وبصراحة، لدينا أشياء أكثر أهمية بكثير للحديث عنها".