ميركل ترضخ "للشعبوية" وتدعو إلى حظر النقاب في ألمانيا
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تدعو لحظر النقاب في خطوة من شأنها أن تضع ألمانيا في مصاف دول أوروبية تفرض قيودا على الزي الإسلامي
متأثرة بصعود اليمين المتشدد والخطاب الشعبوي في أوروبا، اتخذت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطوة إلى اليمين، ودعت إلى حظر النقاب في خطوة من شأنها أن تضع ألمانيا في مصاف دول أوروبية تفرض قيودا على الزي الإسلامي.
وتفتح دعوة ميركل الباب مجددا أمام جدال تشهده أوروبا حول التسامح الديني والتهديدات التي تحيط بالهوية الأوروبية في ظل الهجمات المحتملة من المتشددين الإسلاميين.
ويعكس موقف المستشارة الألمانية، التي رحبت العام الفائت بتدفق نحو مليون مهاجر معظمهم من المسلمين، ما عدته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تغيرا براجماتيا باتجاه اليمين في ظل مساعيها للحصول على فترة ولاية رابعة في منصبها.
وبعد التصويت البريطاني على مغادرة الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة كان ينظر إلى ميركل المتسامحة باعتبارها آخر المدافعين عن الديمقراطية الليبرالية في الغرب.
- بالصور.. صواريخ البرد وقذائف الثلج.. عدو اللاجئين القاتل
- أوروبا تتحدى أردوغان: اتفاق الهجرة "سيتم تطبيقه"
ولكن موقفها من أزمة المهاجرين – والذي أثر على شعبيتها وتسبب في نزاع داخل حزبها- أصبح يعتبر نقطة ضعف خطيرة فيما قبل الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل.
وتأتي تعليقات ميركل أيضا على خلفية الصخب الذي شهدته وسائل التواصل الاجتماعي الألمانية في أعقاب اعتقال اثنين من طالبي اللجوء خلال 5 أيام في إطار ثلاث حوادث جنسية بما فيها الاغتصاب الوحشي لفتاة فتاة تبلغ من العمر 19 عاما وقتلها في مدينة فرايبورغ الجنوبية.
ويلقي السياسيون اليمينيون باللوم على ميركل نظرا لما اعتبروه موجات من الجريمة التي تسبب فيها المهاجرون، ما دعا ميركل على الأرجح للرهان على موقف محافظ كورقة انتخابية تتماشى مع الخطاب الرائج في أوروبا.
وفي حديثها أمام مؤتمر عقد في حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، ألقت ميركل بأقوى أوراقها بإعلان تأييد فرض حظر على أنواع معينة من الزي الإسلامي وهو الاقتراح الذي تقدم به المحافظون في حزبها.
واقترح البعض إصدار قانون يجرم تغطية المرأة لوجهها في قاعات المحاكم والمباني الإدارية والمدارس أو أثناء القيادة أو خلال المظاهرات.
وقالت ميركل: "إن الحجاب الكامل (النقاب) ليس ملائما هنا، يجب أن يتم حظره في كل الأماكن التي يمكن فيها حظره".
وتأتي تلك الدعوة رغم محدودية أعداد النساء اللاتي يرتدين النقاب ضمن الجالية الإسلامية في ألمانيا البالغ عددها 4.7 مليون نسمة، بحسب المراقبين، الذين اعتبروا ذلك دليلا إضافيا على المغزى السياسي للخطوة.
وكانت ميركل قد وصفت النقاب في وقت سابق بأنه عائق أمام استيعاب المهاجرين، لكن كلمتها أمام مؤتمر الحزب كانت تبدو موجهة للحصول على رضا منتقديها الذين يتهمونها باستمرار بفتح الباب أمام تدفق مئات الآلاف من الفارين من الحرب.
كما كررت ميركل الحديث عن مخاوفها بشأن ما يزعم بأنه انتشار لتطبيق الشريعة الإسلامية داخل بعض جاليات المهاجرين.
وقالت: "نحن لا نريد أي مجتمعات موازية.. ويجب أن يكون للقانون السيادة على القوانين القبلية والأعراف والشريعة".
وأعربت الجالية الإسلامية عن دهشتها من تصريحات ميركل، وقال برهان كيسكي، رئيس المجلس الإسلامي بألمانيا: "أعتقد أن تلك التصريحات تأتي في ظل الحملة الانتخابية، إنها تصريحات شعبوية، لقد فوجئنا، خاصة أنها لم تقل مثل تلك الأشياء بذلك الوضوح من قبل".
وأعرب كيسكي عن مخاوفه من تزايد عدد الهجمات ضد النساء المحجبات في ظل مثل تلك التصريحات.
وربما يفرض القانون المزمع إصداره أيضا عقوبات على النساء اللاتي يرفضن خلع النقاب للسماح لقوات الأمن بالتحقق من صورهم.