يوم على الرحيل.. توقيع اتفاق الائتلاف الألماني يكتب نهاية عهد ميركل
يوم واحد وتحزم المستشارة المنتهية ولايتها، أنجيلا ميركل، أمتعتها للرحيل، وطي صفحة طويلة من تاريخ المرأة الأسطورة في قيادة ألمانيا.
يأتي ذلك بعدما وقع الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط" وحزبا الخضر "يسار وسط" والديمقراطي الحر "ليبرالي" اليوم الثلاثاء، اتفاق تشكيل ائتلاف حاكم جديد في البلاد، ينهي ١٦ عاما من حكم الاتحاد المسيحي "يمين وسط" وميركل.
وجرى توقيع الاتفاق المكون من ١٧٧ صفحة ويحمل عنوان "مزيد من التقدم لألمانيا" في برلين، صباح اليوم، ما يمنح الحياة لأول ائتلاف حكومي من ٣ أحزاب في تاريخ ألمانيا.
وجاءت خطوة التوقيع بعد أن أقرت الأحزاب الثلاثة بشكل منفصل، الاتفاق، حيث حاز موافقة 98.8% من أصوات مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي، و٩٢.٢% من أصوات مؤتمر الحزب الديمقراطي الحر، فيما وافق 86% من قواعد حزب الخضر على الاتفاق أيضا.
وتوجت مراسم توقيع الاتفاق، مفاوضات ماراثونية خاضتها الأحزاب الثلاثة لمدة شهر لإبرامه، مرت بلحظات صعبة، لكن استطاعت الأحزاب الثلاثة في النهاية التوافق على أساس مكتوب لسياسة الحكومة الجديدة.
ويتبقى خطوة أخيرة قبل طي صفحة عصر ميركل وبدء الحكومة الجديدة عملها، حيث يجتمع البرلمان الألماني غدا الأربعاء لانتخاب الاشتراكي الديمقراطي، أولاف شولتز، مستشارا جديدا للبلاد.
وتتكون الحكومة الجديدة من 16 حقيبة وزارية، ونصف أعضائها من النساء تحقيقا لرغبة شولتز.
ونشرت "العين الإخبارية" تشكيلة الحكومة كاملة أمس.
وفيما تستعد الحكومة الجديدة لتولي قيادة ألمانيا لمدة ٤ سنوات، تلملم المستشارة ميركل أوراقها لترحل عن سدة الحكم إلى التقاعد الطوعي بعد ١٦ عاما في المستشارية.
إشادات وداع بميركل
وأمس الإثنين، أشاد مجموعة من الساسة الألمان البارزين بميركل؛ حيث وصف فولفجانج شويبله، الرئيس السابق للبرلمان الألماني "بوندستاج"، وهورست زيهوفر، وزير الداخلية الاتحادي المنتهية ولايته، المستشارة بأنها سياسية بارزة وبمثابة ضربة حظ بالنسبة لألمانيا.
وكتب شويبله عن ميركل في مقال بصحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر يوم الأحد: "كانت حظا بالنسبة لبلدنا".
ووصفها زيهوفر الذي لا يزال وزيرا في حكومة تسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة اتحادية جديدة بألمانيا، بأنها "لاعبة قوى سياسية استثنائية".
كما كتب للصحيفة الألمانية ذاتها: "قامت بوظيفتها بدقة ومثابرة لا تصدق. لم ألتق تقريبا بشخص من طرازها خلال الخمسين عاما الماضية في الوسط السياسي".
ومن جانبه قال زيجمار جابرييل الذي تولى سابقا منصب نائب ميركل ووزير خارجية في حكومتها، ورأس أيضا الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لشبكة التحرير الصحفي بألمانيا إن البلاد ظلت مستقرة تحت رئاسة ميركل للمستشارية طوال 16 عاما في ظل فترة شهدت الكثير من الأزمات.
وأضاف جابرييل: "هذا يعد إنجازا عظيما لهذه المستشارة التي سطرت بذلك فصلا إيجابيا من تاريخ ألمانيا".
والخميس الماضي، نظم الجيش الألماني فعالية وداع للمستشارة ميركل، استمعت فيها لعزف فرقة عسكرية لأحد أغانيها المفضلة والدموع في عينيها.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA== جزيرة ام اند امز