إنفوجراف.. مارتن شولتز مشاكس في مواجهة قوة ميركل الهادئة
مارتن شولتز صاحب المسيرة غير المألوفة يتحدى ميركل الهادئة لاقتناص لقب المستشارية
يعتمد السياسي الألماني مارتن شولتز على مسيرته غير المألوفة وصورته كرجل من عامة الشعب لإفشال توقعات الانتخابات البرلمانية في بلاده.
غير أن فرص زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين في التفوق على المستشارة المحافظة أنجيلا ميركل تبقى ضعيفة جدا على ضوء استطلاعات الرأي.
وكانت آمال شولتز كبيرة عند تسميته في نهاية يناير/كانون الثاني2017 مرشحا للحزب الاشتراكي الديمقراطي، فباشر حملته بحماسة في مواجهة ميركل المتربعة في السلطة منذ 3 ولايات والمرشحة لولاية رابعة.
غير أن حملته فقدت دفعها منذ ذلك الحين، وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه مؤخرا أن 25% فقط من الألمان يودون أن يكون مستشار البلاد، مقابل 51% يفضلون بقاء ميركل في السلطة.
وكتبت مجلة "در شبيجل" الألمانية "كل المؤشرات تدعو إلى الاعتقاد بأن اسم الفائز معروف، وكذلك اسم الخاسر"، مضيفة أنه على الرغم من "جهوده الحثيثة"، فإن شولتز يواجه "أكبر الصعوبات في طرح نفسه كبديل لميركل".
ورغم كل شيء، لا يزال شولتز مؤمنا بإمكانية فوزه، ويرى في مسيرته غير المنتظمة والمفاجئة بالنسبة إلى مسؤول سياسي بهذا المستوى وفي المحن التي تغلب عليها، أدلة على صفاته كمناضل و"رجل منبثق من الشعب"، في مواجهة ميركل العقلانية.
وشولتز الذي ولد في 20 ديسمبر/كانون الاول 1955 في إشفايلر القريبة من مدينة آخن (غرب)، ترك المدرسة دون الحصول على شهادة، وقال لمجلة "بونتي" الألمانية "في المدرسة كنت مشاكسا حقيقيا".
وكان شولتز مولع بكرة القدم ومن أشد مشجعي فريق كولن، ويحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم، قبل أن تحطم آماله إصابة في ركبته.
ومن شدة حزنه أدمن الكحول، وقال "في العشرين من عمري كنت الشاب الأكثر جنونا في كل ألمانيا، والأسوأ كان الشعور بالفشل الذي كان يلازمني يوميا في ذلك الحين".
لكن تلقيه تدريبا على إدارة مكتبة أعاده إلى الطريق الصحيح، فكرس نفسه طوال 11 عاما لإدارة مكتبته الخاصة في فورسالن بضاحية آخن، بموازاة انخراطه في العمل السياسي في جهاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي المحلي.
كان ملتزما بمبادئ الحزب الذي التحق به منذ سن الـ19، وفي 1987 عندما كان في الـ31 من عمره فقط، انتخب رئيسا لبلدية فورسالن المنصب الذي شغله طوال 11 عاما.
وفي عام 2000، أصبح شولتز زعيم كتلة النواب الأوروبيين للحزب الاشتراكي الديمقراطي، وفي 2004 انتخب رئيسا لمجموعة الحزب الاشتراكي في البرلمان الأوروبي، التكتل الذي يضم خصوصا النواب الألمان والفرنسيين والإيطاليين.
ويقول شولتز لمجلة "در شبيجل": "أعتقد أنني السياسي الوحيد من الصف الأول في ألمانيا الذي يتحدث علنا عن كوارثه الشخصية"، في انتقاد واضح موجه إلى المستشارة المعروفة بتمنعها عن الكشف عن كل ما يمت إلى حياتها الخاصة.
ويضيف "البعض لديه صعوبات في تقبل ذلك، لكن البعض الآخر يقول: إنه نجح في تخطي الأمر، فهو متميز وخارج عن المألوف خلافا للقادة السياسيين الآخرين".
وشولتز متزوج منذ 30 عاما من منسقة حدائق وأب لولدين، يتكلم 5 لغات تعلمها بنفسه.
وتوجه شولتز إلى أوروبا بسرعة في وقت لم يكن هذا النوع من المسيرات السياسية يهمّ ألمانيا، وفي عام 1994، ربح الرهان وأصبح عضوا في البرلمان الأوروبي لمدة 22 عاما.
وتولى الرجل المعروف ببلاغته وصراحته القصوى، حتى إن البعض ينعته بـ"الفظاظة"، رئاسة البرلمان الأوروبي لخمسة أعوام.
ويسخر منتقدوه من ادعاءاته بأنه رجل جديد قريب من الناس في ألمانيا، ويرون فيه بالأحرى تجسيدا للنخب الأوروبية.
ويؤكد شولتز من جهته أن مسيرته الأوروبية تجعله مؤهلا لمنصب المستشارية.
وترى وسائل إعلام أنه أخطأ عندما باشر حملته الانتخابية حول موضوع "العدالة الاجتماعية" في وقت تحسد فيه الدول الأوروبية ألمانيا على اقتصادها المزدهر.
وفسرت تصميمه على الترشح لولاية جديدة على رأس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حتى في حال هزيمة الحزب في الانتخابات التشريعية، اعترافا بأنه هو نفسه لا يؤمن بالفوز.