آخر أيام ميركل في السلطة.. "العين الإخبارية" تكشف التفاصيل

تنتظر ألمانيا غدا الأربعاء لحظات تاريخية، إذ تنتهي ولاية المستشارة أنجيلا ميركل، ويتسلم خليفتها أولاف شولتز في مراسم حافلة.

وفي هذا التقرير، تكشف "العين الإخبارية" تفاصيل ومواعيد الإجراءات القانونية في آخر أيام ميركل في السلطة، والتي تستمر ٦ ساعات كاملة، وتشمل عدة رحلات مكوكية في قلب العاصمة برلين.

وتدور المراسم بين ثلاث مباني رئيسية، هما البوندستاغ "البرلمان" وقصر بلفيو الرئاسي، وأخيرا مقر المستشارية، عبر سلسلة تنقلات متعددة، ما يعني أن الطرق بين هذه المباني ستكون مزدحمة للغاية الأربعاء.

وفي التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي "١١ صباحا بتوقيت أبوظبي"، تبدأ جلسة البرلمان الألماني في مقره الرسمي في برلين، من أجل انتخاب أولاف شولتز مستشارا للبلاد. 

وتستهل رئيسة البرلمان، باربل باس، الجلسة بقراءة مقترح الرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير، لانتخاب شولتز "٦٣ عاما" مستشارا للبلاد. 

ثم يبدأ التصويت، إذ يحتاج شولتز لتأمين ٣٦٩ صوتا من أصل ٧٣٦ عضوا في البرلمان، لانتخابه مستشارا، علما بأن أحزاب الائتلاف الجديد الثلاثة تملك ٤١٦ مقعدا.

وتستغرق عملية الاقتراع السري المباشر في البرلمان نحو ٩٠ دقيقة، وهي مدة أكثر من المعتادة بسبب الإجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من فيروس كورونا.

وبعد إعلان فوز شولتز بالاقتراع، ينتقل المستشار المنتخب في موكب رسمي من مقر البرلمان إلى قصر بلفيو على بعد ٢ كيلومتر في برلين، حيث ينتظره شتاينماير.

أول لقاء رئاسي

وفي تمام الـ١٠.٣٠ صباحا، يستقبل شتاينماير، المستشار المنتخب في قصر الرئاسة، ويعينه في منصبه الجديد رسميا، ليعود موكب شولتز مرة أخرى إلى مقر البرلمان.

وفي تمام الـ١٢ ظهرا، يستأنف البرلمان جلسته المعلقة منذ إعلان فوز شولتز، بحضور الأخير الذي يؤدي اليمين الدستورية أمام النواب. 

ويؤدي شولتز اليمين على النسخة الأصلية من الدستور الألماني المتواجدة في خزينة البرلمان منذ تأسيسه، وتنص صيغة القسم على: "أقسم أن أكرس قوتي لرفاهية الشعب الألماني، وزيادة نفعه، ومنع الضرر عنه، ودعم القانون الأساسي وقوانين الاتحاد والدفاع عنها، والوفاء بواجباتي بضمير وتطبيق العدالة على الجميع.. فساعدني الله".

وبعد أداء القسم، يبدأ شولتز رحلة جديدة إلى قصر الرئاسة، لكن بصحبة جميع أعضاء حكومته، لمقابلة الرئيس الاتحادي شتاينماير في تمام الـ١٢.٣٠ ظهرا.

وخلال اللقاء في قصر الرئاسة، يقدم شتاينماير ١٦ شهادات تعيين إلى ١٦ وزيرا في حكومة شولتز نصفهم من النساء، لأن المادة ٦٤ من الدستور تنص على أن الرئيس الاتحادي يعين الوزراء ويعزلم أيضا.

كما يلقي شتاينماير كلمة للشعب الألماني بحضور جميع أعضاء الحكومة الجديدة في قصر الرئاسة، بعدها يعود موكب شولتز مرة أخرى إلى مبنى البرلمان.

ظهور ميركل الأخير

وفي الـ١.٣٠ ظهرا، تستأنف رئيسة البرلمان باس، الجلسة المغلقة مرة ثانية، وتعلن للنواب أن الرئيس الاتحادي شتاينماير أبلغها رسميا بتعيين الوزراء، وتقرأ قائمة المعينيين، وتقرأ اليمين الدستورية على كل وزير على حدا ويرد الوزير بدوره "أقسم بذلك.. ساعدني يا الله".

ومن ثم تتولى الحكومة عملها رسميا، بعد ٤ رحلات مكوكية بين البرلمان وقصر الرئاسة بإجمالي ٨ كيلومترا.

وفي الـ٣ عصرا، يتسلم شولتز السلطة رسميا في مقر المستشارية في برلين من ميركل في مراسم رسمية، ويفعل كل وزير ذلك في وزارته مع سلفه. 

وتكون هذه المراسم آخر ظهور لميركل في مقر المستشارية وسدة الحكم بعد ١٦ عاما تربعت فيها على رأس الحكومة الألمانية قبل أن تقرر التقاعد طواعية وعدم خوض الانتخابات التشريعية التي جرت في سبتمبر أيلول الماضي.

وكانت أحزاب الاشتراكي الديمقراطي "قائد الائتلاف" والخضر والديمقراطي الحر وقعت اليوم الثلاثاء، اتفاق الائتلاف الحاكم، ما يمنح الضوء الأخضر لعمل الحكومة الجديدة المكونة من ١٦ حقيبة.