تجرع الكأس نفسها قبل 20 عاما.. زعيم المحافظين على خطى ميركل
يتجه زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي الجديد في ألمانيا، لتكرار ما فعلته المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، معه شخصيا، قبل 20 عاما.
وأمس، أعلن المؤتمر العام للحزب المحافظ فوز فريدريش ميرتس بالرئاسة بنسبة 94.6 % من الأصوات، ليتولى المنصب خلفا للرئيس المستقيل أرمين لاشيت.
وعلى الفور، بدأ ميرتس المعروف بخطه السياسي المتشدد، تكرار ما فعلته ميركل قبل ٢٠ عاما، وتولي رئاسة الكتلة البرلمانية للحزب.
ووفق ما نقلته صحيفة بيلد الألمانية عن مصادر مطلعة، فإن ميرتس يريد أن يصبح زعيم المعارضة تحت قبة البرلمان، ليسهل عملية مواجهته ومهاجمته لحكومة المستشار الاشتراكي الديمقراطي، أولاف شولتز.
ويريد ميرتس طرد رالف برينكهاوس الذي يتولى منصب رئيس الكتلة البرلمانية ويرفض التنازل عنه، ومن المقرر إجراء انتخابات على المنصب في نهاية أبريل/نيسان المقبل.
لكن الأمر يمكن أن لا يصل إلى محطة الانتخابات، إذ إن هناك رأيا عاما كبيرا داخل الحزب يضغط على برينكهاوس لإخلاء المنصب طواعية وعلى الفور، بسبب الدعم الكبير الذي حظى به ميرتس من قواعد الحزب في انتخابات الرئاسة.
ويكرر ميرتس بذلك ما فعلته ميركل نفسها في 2002، عندما سعت إبان توليها زعامة الحزب المحافظ في ذلك الوقت، لتولي زعامة الكتلة البرلمانية أيضا، لمواجهة الحكومة التي كان يقودها الاشتراكي الديمقراطي جيرهارد شرودر.
ونجحت خطة ميركل التي قادت المعارضة من البرلمان لمدة ٣ سنوات، قبل أن تطيح بشرودر من السلطة في الانتخابات العامة عام 2005، وتبدأ سيطرة على الحكم استمرت 16عاما.
لكن الطريف في الأمر، أن ميركل انتزعت زعامة الكتلة البرلمانية في عام 2002، من فريدريش ميرتس نفسه الذي كان يشغل المنصب في ذلك الوقت، ما يفسر العلاقة الصعبة بينهما طوال الأعوام الماضية.
العلاقة الصعبة بين الطرفين لا تزال تلقي بظلالها حتى اليوم، وكانت آخر محطاتها موقف المستشارة السابقة من زعيم حزبها الديمقراطي المسيحي الجديد.
وأرسلت ميركل إشارة سلبية تجاه ميرتس، عبر عدم حضورها مؤتمر الحزب لتنصيب الرئيس الجديد، السبت الماضي، بعد يوم من رفضها تولي الرئاسة الفخرية للحزب.
كما لم تحضر ميركل وزعيمة الحزب السابقة أنيغريت كرامب-كارينباور عشاء عمل مع ميرتس، مساء السبت، وفق صحيفة بيلد الألمانية الخاصة.
وكان ميرتس دعا جميع قادة الحزب السابقين لحضور مأدبة عشاء في برلين، مساء السبت، بعد مراسم تنصيبه، وفق ما أوردته مجلة "دير شبيجل".
وبحسب "دير شبيجل"، تعلل مكتب المستشارة السابقة بـ"أسباب خاصة" في تبريره عدم حضور ميركل العشاء.