انتقادات لخليفة ميركل.. يسهل طريق تركيا لاختراق المدارس
يتعرض أرمين لاشيت، خليفة المستشارة أنجيلا ميركل، إلى انتقادات جمة، لتسهيل مهمة أنقرة في اختراق المدارس الألمانية.
وتأتي هذه الانتقادات على خلفية توقيع حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا التي يقودها لاشيت في الوقت الحالي، اتفاق تعاون مع ٦ منظمات إسلامية لإدخال التعليم الديني في مدارس الولاية.
وبين هذه المنظمات الـ٦، الاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب" الذي يعد أحد الأذرع النافذة للنظام التركي.
وقالت صحيفة "بيلد" الألمانية: "هذا يمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرصة لاختراق مدارسنا عبر الإشراف على التعليم الديني في الولاية الأكبر في ألمانيا".
فيما قال النائب البرلماني البارز، جيم أوزدمير، "بعد هذا القرار، ضمنت حكومة ولاية شمال الراين وستفاليا اختراق أردوغان المدارس الألمانية".
وتابع في تصريحات لصحيفة دي فيلت الألمانية "اتحاد ديتيب هو جزء من منظمة هرمية والمقر الرئيسي في كولونيا تابع للسلطة الدينية التركية "ديانت" في أنقرة ويخضع لإشراف مباشر من أردوغان".
وأضاف: "اتحاد ديتيب يتلقى تعليماته مباشرة من أردوغان".
واتهم النائب الألماني، أردوغان بـ"استخدام كليشيهات معادية للسامية عمدا لتحريض أتباعه في ألمانيا".
وتابع "بالنظر إلى المشاهد المعادية للسامية في المظاهرات المناهضة لإسرائيل في ألمانيا، فإن التعاون بين شمال الراين - ويستفاليا وديتيب، غير مفهوم".
وقالت السياسية البارزة، دوتزين تيكال في تصريحات لبيلد: "من غير المقبول ترك مهمة التعليم الديني لحكومات دول أجنبية، خاصة لو كانت غير ديمقراطية مثل تركيا".
ويعد اتحاد ديتيب أكبر منظمة مظلية للمساجد في ألمانيا، حيث يشرف الاتحاد على ٩٠٠ مسجد في عموم البلاد بينها المسجد الكبير في مدينة كولونيا، ويشغل عضويته 800 ألف شخص في الأراضي الألمانية.
ووفق مركز الدراسات التابع للبرلمان الألماني، فإن ارتباط ديتيب بالنظام التركي ليس محل شك. وذكر المركز في تقرير صدر في 2018 "ديتيب مرتبط بشكل مباشر بمديرية الشؤون الدينية التي تخضع لإشراف مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وتصنف السلطات الألمانية المنظمة التركية بأنها تمثل تهديدا للديمقراطية.
فيما ذكرت وثيقة للبرلمان الألماني تعود إلى فبراير 2019، وأطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها: "تقوم تنظيمات أتيب وديتيب والرؤية الوطنية الخاضعة بالكامل لمؤسسة الشؤون الدينية التركية في أنقرة "ديانيت"، بالتجسس على المعارضين الأتراك والأكراد المقيمين في ألمانيا".
ووفق تقرير لصحيفة "نويه زوريشر" السويسرية، فإن السلطات الألمانية وجهت منذ 2016، تهم التجسس إلى 19 إمام تابعين لاتحاد ديتيب، بعد أن قاموا بالتجسس وكتابة تقارير موجهة للحكومة التركية عن أعضاء في حركة الداعية فتح الله جولن.
يذكر أن أرمين لاشيت، حاكم ولاية شمال الراين ويستفاليا، هو مرشح "الاتحاد المسيحي" الحاكم، لخلافة أنجيلا ميركل في حكم ألمانيا بعد الانتخابات التشريعية المقررة سبتمبر/أيلول المقبل.