"إعانة كورونا والمكافآت".. كوابيس تهدد حلم بربوك بحكم ألمانيا
مبلغ أقل بقليل من 40 ألف يورو في نحو 4 سنوات، يضع أحلام زعيمة حزب الخضر "يسار" في حكم ألمانيا، على المحك.
هذا المبلغ مقسم كالتالي 37 ألف يورو مكافآت مباشرة من حزب الخضر لرئيسته بربوك منذ 2018، ونقطة الإشكال فيها أن البرلمانية الشابة لم تسجل هذا المبلغ كدخل إضافي في إدارة البرلمان إلا في مارس آذار الماضي، ما يجلب لها انتقادات بـ"التأخير غير المبرر في تطبيق القانون".
أما الجزء الثاني، فيبلغ 1500 يورو فقط، تلقتها بربوك من حزبها كإعانة في وقت جائحة "كورونا" المستجد، "دون سند قانوني"، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
وتعود قصة إعانة "كورونا" إلى قرار الحكومة الألمانية قبل أشهر، منح مقدمي الرعاية والممرضات وصرافي السوبر الماركت وكل العاملين في الصفوف الأولى وقت الأزمة، إعانة معفاة من الضرائب، تقدر بـ1500 يورو.لكن بربوك حصلت على هذه الإعانة من حزب الخضر على خلفية عملها كرئيسة له، وتحمل صندوق الحزب هذا المبلغ كاملا في عام 2020.
صحيفة بيلد الألمانية علقت على ذلك قائلة "منصب رئيس الحزب هو منصب فخري وتطوعي، ما يثير تساؤلات حول دفع إعانة كورونا معفاة الضرائب لبربوك".
ونقلت الصحيفة عن وزارة المالية قولها "هناك شرط واضح لحصول الفرد على إعانة كورونا معفاة الضرائب يتمثل في وجود علاقة عمل تعاقدية".
ووفق متحدثة باسم حزب الخضر، فإن بربوك لا ترتبط بالحزب بصيغة عمل تعاقدية، وعملها تطوعي.
وقالت بيلد "لذلك لا يجوز دفع أي مدفوعات خاصة معفاة من الضرائب لمتطوع، وفق قانون ضريبة الدخل".
وهذه ليست الأزمة الوحيدة لبربوك، فقبل أيام، تفجرت قضية عدم تسجيل دخول إضافية حصلت عليها بين عامي 2018 و2020، في إدارة البرلمان الألماني.
وقانونا، يتقاضى عضو البرلمان الألماني 10 آلاف يورو شهريا كبدل نفقات، وتفرض اللائحة القانونية على أي عضو يتلقى مداخيل إضافية تسجيلها في إدارة البرلمان.
لكن صحيفة "بيلد" الألمانية "خاصة" فجرت مفاجأة أن بربوك حصلت على مداخيل إضافية في الفترة بين 2018 و2020، وصلت إلى 37 ألف يورو، ولم تسجلها في إدارة البرلمان أولا بأول.
وتفصيلا، حصلت بربوك على دعم مالي من حزب الخضر لكونها رئيسة الحزب، يقدر بـ7 آلاف يورو في 2018.
كما حصلت على 15 ألف يورو كدعم إضافي من حزب الخضر في عامي 2019 و2020.
وفي العالم الجاري، حصلت بربوك على 15 ألف يورو نظير "نشاط صحفي" مع دار نشر ألمانية، وفق صحيفة بيلد.
وتعليقا على ذلك، قالت الصحيفة الألمانية، إنه:" حتى وقت قريب، لم تكن هذه المدفوعات مسجلة كمداخيل إضافية لبربوك في إدارة البرلمان"، ما أثار انتقادات للسياسية البالغة من العمر 40 عاما وتقف على حافة تحقيق حلم حكم ألمانيا.
وردا على هذه الانتقادات، قال حزب الخضر في بيان الأربعاء الماضي: "أبلغنا إدارة البرلمان بهذه المدفوعات الإضافية لإدارة البرلمان في مارس "آذار" 2021".
وتابع: "حدث هذه التسجيل بعد أن لاحظ الحزب وقيادته أنه لم يحدث في وقت سابق بدون قصد، كما أن إدارة البرلمان لم تطالبنا بالتسجيل قبل أن نقوم به طواعية في مارس/آذار.
وتعليقا على أزمات بربوك، قال السياسي البارز بالاتحاد المسيحي "فكرت قليلا في هذه الأزمات المالية، لكن أي شخص يفقد مسار حسابه الجاري، هو ببساطة غير مناسب للتعامل مع أموال الضرائب لملايين الألمان، بثقة"، في تشكيك واضح في قدرة مرشحة الخضر على حكم البلاد.
وتعد أنالينا بربوك، هي الأقرب لخلافة أنجيلا ميركل في حكم ألمانيا، حتى اليوم، إذ يحل حزبها الخضر في المرتبة الأولى في نوايا التصويت بـ25%، يليه الاتحاد المسيحي "يمين وسط" بـ24٪، قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في 26 سبتمبر/ أيلول المقبل.