للحد من حرائق الغابات.. تركيا تعتمد سياسة القطع المتعمد للكهرباء

ولاية مرسين جنوب تركيا تقطع الكهرباء مؤقتًا في مناطق محددة خلال ذروة الحر لتفادي اندلاع حرائق الغابات.
أعلنت السلطات المحلية في ولاية مرسين التركية، الواقعة في أقصى جنوب البلاد، أنها بدأت تنفيذ سياسة قطع متعمد للتيار الكهربائي في عدد من المناطق، وذلك كإجراء وقائي لتقليل خطر اندلاع حرائق الغابات التي تتفاقم في فصل الصيف، حيث تصل درجات الحرارة إلى نحو 40 درجة مئوية.
قطع الكهرباء كإجراء وقائي في مرسين التركية
في بيان رسمي، أوضحت ولاية مرسين أن قرارها يستند إلى تحليل علمي شامل يشمل عناصر مناخية مختلفة مثل سرعة الرياح، ودرجات الحرارة المرتفعة، ونسب الرطوبة، وظروف طبيعية أخرى قد تؤدي إلى اشتعال الحرائق. وأشارت إلى أن التيار الكهربائي يُعاد توصيله إلى المناطق المستهدفة فور انخفاض مستوى الخطورة.
يتولى الإشراف على تنفيذ هذا البرنامج لجنة حكومية تضم خبراء وممثلين عن مؤسسات متعددة، ويؤكد القائمون على الخطة أن لها أولوية كبيرة في سياق الإجراءات الوقائية، وأنها تعتمد على أسس علمية مدروسة بهدف تفادي حرائق الغابات.
مطالبات بحلول بديلة
ورغم التوضيح الرسمي، أثار الإجراء امتعاض عدد من سكان مرسين، الذين أعربوا عن معاناتهم نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، في ظل انقطاع الكهرباء الضروري لتشغيل وسائل التبريد والمكيفات.
وطالب بعضهم بإيجاد بدائل تقنية، مثل استخدام كابلات كهربائية معزولة ذات مواصفات مقاومة للحرائق، وتثبيتها بطريقة تمنع التلامس أثناء الرياح الشديدة، إلى جانب تنفيذ عمليات تقليم للأشجار المجاورة لخطوط الكهرباء.
كانت نتائج تحقيقات رسمية سابقة قد أظهرت أن الكهرباء كانت سببًا مباشرًا في عدد من الحرائق التي اندلعت في الغابات خلال المواسم الحارة، وأدت إلى خسائر مادية وزراعية واسعة، فضلًا عن تسجيل وفيات بين أفراد فرق الإطفاء.
ورغم تنفيذ سياسة القطع في مرسين، شهدت الولاية هذا العام حرائق غابات في مناطق عدة، لكن فرق الإطفاء المدعومة بالطائرات والمروحيات والعربات الأرضية نجحت في السيطرة عليها.
وصدر البيان الرسمي بالتزامن مع اندلاع حرائق في مناطق مختلفة من تركيا، كان أبرزها حريقان منفصلان في ولاية "تشاناك كاله" المطلة على مضيق الدردنيل، الذي يربط بحر مرمرة والبحر الأسود ببحر إيجه، وهو من الممرات البحرية الحيوية في المنطقة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز