حرائق أوروبا 2025: موجة نيران تضرب تركيا واليونان والبرتغال وفرنسا

تواجه دول أوروبية عدة حرائق غابات خارجة عن السيطرة، وسط موجات حرّ مرتفعة، ما أدى إلى وفيات وعمليات إخلاء واسعة.
تشهد عدة دول أوروبية حرائق غابات غير مسبوقة، تتقدّم بسرعة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية، ما تسبب في سقوط ضحايا وتهجير الآلاف، إلى جانب خسائر بيئية واقتصادية فادحة.
موجة حر تاريخية وحرائق تجتاح القرى في تركيا
تخوض تركيا منذ أيام معركة ضارية مع أربعة حرائق كبرى، من أبرزها في مدينة بورصة الصناعية شمال غرب البلاد، التي اجتاحت فيها النيران مناطق سكنية وغابات كثيفة، بحسب صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية.
وأفاد وزير الزراعة والغابات أن 19 قرية تم إخلاؤها في منطقة سافرانبولو، كما تم إجلاء أكثر من 3,500 شخص من محيط مدينة بورصة.
الحصيلة مأساوية حتى الآن: وفاة رجل إطفاء إثر نوبة قلبية أثناء المكافحة، ومصرع ثلاثة أشخاص في حادث انقلاب شاحنة مخصصة لنقل المياه، ومصرع عشرة عناصر من فرق الإنقاذ في مدينة إسكي شهير، بعد أن حاصرتهم النيران داخل غابة.
سجّلت تركيا مؤخرًا درجات حرارة قياسية بلغت 50.5 مئوية في الجنوب الشرقي، ويُتوقع استمرار حالة الطوارئ المناخية حتى شهر أكتوبر، حسب تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان.
"معركة جبّارة" ضد اللهب وسط طلب دعم أوروبي في اليونان
في اليونان، وعلى الرغم من تراجع موجة الحرّ التي تجاوزت 45 درجة الأسبوع الماضي، لا تزال الحرائق تهدد مناطق مأهولة.
اندلع حريق جديد الاثنين قرب الحرم الجامعي في زوغرافو شرق أثينا، ما استدعى تدخلًا عاجلًا بـ 65 رجل إطفاء، و7 مروحيات و6 طائرات مائية، و20 مركبة إنقاذ.
وشهدت البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع حرائق عنيفة في مناطق مثل كريونيري ودروسوبيجي قرب أثينا، بالإضافة إلى البيلوبونيز وجزيرتي كريت وكيثيرا. وقد أُحرقت منازل وأشجار زيتون وتعرّض النحل لأضرار جسيمة، فيما تم تنفيذ عمليات إجلاء بحرية لبعض المصطافين العالقين على شواطئ محاصرة بالنيران.
وطلبت اليونان مساعدة أوروبية عبر آلية RescEU، حيث تم إرسال 6 طائرات دعم، في وقت حذّر فيه رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس من أن "شدة الحرائق تُعزى إلى تفاقم الأزمة البيئية".
"حرائق معقّدة" تهدد السكان في شمال البرتغال
في شمال البرتغال، يكافح أكثر من 250 رجل إطفاء و80 مركبة، مدعومين بأربع طائرات إسبانية، حريقًا كبيرًا اندلع في منطقة جبلية وعرة في منطقة بونتي دا باركا.
وصف قائد الحماية المدنية الحريق بأنه "معقّد للغاية" بفعل الرياح العاتية وارتفاع درجات الحرارة. وقد أُصيب أحد عناصر الإطفاء بجروح طفيفة، بينما تعمل الفرق على منع النيران من الوصول إلى التجمعات السكنية.
أعلنت السلطات حالة تأهّب قصوى في معظم أنحاء البلاد، لا سيما في الشمال والجنوب، بسبب مستوى الخطر "المرتفع إلى الأقصى" وفقًا لتقديرات المعهد البرتغالي للطقس والبحار (IPMA).
النيران تندلع في إقليم الأود الفرنسي
كما شهد جنوب فرنسا، وتحديدًا إقليم الأود، حرائق غابات خلال الأيام الماضية، تغذّيها الرياح الساخنة وموجة الحرّ التي تجتاح المنطقة.
فرق الإطفاء تعمل على السيطرة على الجبهات المشتعلة ومنع امتدادها نحو المناطق المأهولة.
ومن حرائق الغابات في تركيا، إلى التهديدات المتكررة في اليونان والبرتغال، وصولًا إلى الجنوب الفرنسي، تشهد القارة العجوز أحد أسوأ مواسم الحرائق خلال العقد الأخير.
موجات الحرّ، الرياح الجافة، والجفاف، عوامل مجتمعة تجعل مواجهة هذه الكوارث تحديًا متواصلًا يتطلب تنسيقًا أوروبيًا عاجلًا واستراتيجية بيئية طويلة الأمد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUg جزيرة ام اند امز