بين اللاعب والفرعون.. هل يحتاج برشلونة للتفكير في مرحلة ما بعد ميسي؟
يسيطر الغموض على مستقبل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة الإسباني مع الفريق الكتالوني بعد انتهاء عقده رسميا مع النادي.
وكان عقد ميسي انتهى بشكل رسمي مع برشلونة في 30 يونيو/ حزيران الماضي، دون اتخاذ أي خطوة رسمية تالية، سواء فيما يتعلق بتوقيع عقد جديد، أو إعلان قائد منتخب الأرجنتين انتهاء مسيرته مع النادي الكتالوني والانتقال إلى ناد جديد.
ذلك الغموض إدى إلى طرح سؤال جوهري مفاده: هل يحتاج برشلونة للتفكير في خطوة ما الذي يجب القيام به بعد رحيل ليونيل ميسي؟
كما باتت هناك أسئلة أخر مطروحة بشدة أيضا هذه الأيام، بينها: هل البارسا في احتياج فني فقط لليونيل ميسي، أم أن الأخير هو أداة تسويقية لا بديل عنها في كامب نو، في ظل الديون المتراكمة على النادي التي تجاوزت مليارا و200 مليون يورو؟
وإذا كان الأمر هكذا، فهل هذا هو ما قد يجعل برشلونة يقبل دفع راتب أقل ما وصف به بأنه فرعوني لميسي، يبلغ أكثر من 125 مليون يورو في السنة الواحدة، حتى وإن اختلفت الطريقة التي يحصل بها اللاعب عليه، وعدد السنوات؟
حلول ليونيل ميسي
الحقيقة التي لا ينكرها أحد هي أن برشلونة عانى فنياً في كثير من الأوقات التي غاب فيها ميسي عن الفريق، سواء كان غيابا فعليا للإصابة، أو غيابا بالابتعاد عن المستوى، حيث يقدم البرغوث الكثير من الحلول الفنية في الكثير من الأوقات الصعبة.
ومن الناحية الفنية أيضا فإن ميسي غير مجبر في مباريات برشلونة على العودة لأداء واجباته الدفاعية، والدليل الأكبر ما كان عليه في الخسارة 2-8 ضد بايرن ميونخ الألماني في دوري أبطال أوروبا العام الماضي، حيث قدم أداء جيدا رغم الخسارة الكارثية التي جاءت بأخطاء دفاعية.
ليونيل ميسي الفرعون
أما من الناحية غير الفنية، فإن سلطات ميسي في برشلونة تمنحه مزايا فرعونية، تجعله قادرا على التحكم في قرار رئيس النادي فيما يخص المدربين واللاعبين وقد يتسبب في رحيلهم، بحسب مدربه السابق في برشلونة والأرجنتين تاتا مارتينو، وهو ما أكده كذلك كيكي سيتين مدرب خسارة 2-8 الشهيرة.
وأي إدارة في العالم ستكون مطالبة بخلق نظام عادل لجميع اللاعبين، ولن تسمح بمنح لاعب ما معاملة استثنائية، لكن هذا يحدث بالفعل من برشلونة مع ميسي، رغم أن الاحتفاء بالنجوم عند تحقيق أرقام قياسية وإنجازات يأتي بالتكريم وليس بمنحهم حقوقا وامتيازات لا يجب أن تكون لهم ولا لأي لاعب.
الحديث عن تأثير سطوة ميسي على برشلونة وعدم ظهور النجوم في أفضل حالاتهم معه، سواء من ناحية الاهتمام الإعلامي أو التأثير على المدرب، أمور ظهرت في عصر البرغوث، سواء مع مدرب قوي الشخصية مثل الإسباني بيب جوارديولا أو بعد ذلك.
كيف يستفيد برشلونة من ميسي؟
خوان لابورتا رئيس برشلونة أكد في مقولة بدت غير مجاملة ولا تقليدية أن البارسا يجني من وراء ليونيل ميسي أكثر من اللاعب الذي يحصل على أكثر من 100 مليون يورو من النادي.
على الصعيد الفني، يعد هذا الأمر مفروغا منه، فميسي هو مهندس 10 تتويجات بالدوري الإسباني، و4 من أصل 5 بطولات لدوري أبطال أوروبا حققها النادي في تاريخه، وقائمة طويلة أخرى من الكؤوس المحلية والأوروبية.
لكن على الصعيد المالي، كشفت صحيفة "ماركا" الإسبانية في تقرير لها أن ميسي يجلب للبارسا على الأقل 130 مليون يورو سنوياً، ويزيد المبلغ إلى 200 مليون في أفضل الأوقات، ولعل هذا ما يبرر الراتب الكبير الذي يحصده.
الحب الجماهيري والنجاح والتاريخ الذي حققه البارسا في عصر ليونيل ميسي يمنحه أيضاً عذراً للحصول على الامتيازات المشار إليها.
وأي لاعب في برشلونة مهما قدم من إنجازات يمكن الاستغناء عنه بسهولة إلا ميسي، والجميع يعمل على إقناعه بالتجديد والبقاء، حتى مواطنه سيرجيو أجويرو أحدث الصفقات الكتالونية، وذلك باعتراف واضح وصريح من لابورتا، بأن زميله في منتخب الأرجنتين يتحدث معه يومياً بشأن التجديد.
برشلونة دوماً يؤكد أنه يريد أن يوقع ميسي عقداً جديداً، وبالطبع له كالعادة كل الامتيازات، لكن يبقى السؤال: كيف سيتعامل برشلونة بعد رحيل ميسي في ظل هذه الهيمنة النفسية له على القرار في النادي، وشعور الجميع بأن غيابه سيؤدي إلى الفشل؟