أسعار الذهب في أزمة.. والدولار يجرده من مكاسبه بمصر
بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق يوم أمس، تراجعت أسعار الذهب العالمية في جلسة التداول اليوم الثلاثاء
بفعل تراجع التوترات الجيوسياسية، إلى جانب تصريحات أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي التي تشير إلى الحاجة لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة من الزمن.
انخفضت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.3% خلال تعاملات اليوم، مسجلة مستوى منخفضا عند 2406 دولارات للأوقية، بعد افتتاحها عند 2426 دولارًا للأوقية.
وسبق أن ارتفعت أسعار الذهب يوم أمس وسجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2450 دولارا للأوقية، قبل أن تبدأ بالتراجع عن ذلك المستوى بسبب عمليات بيع لجني الأرباح، لكن في الواقع استقرت أسعار الذهب فوق 2400 دولار للأوقية عادت أسعار دعم الأوقية للارتفاع مرة أخرى.
حاليا هدأت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد إسقاط المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخارجية وآخرين.
لكن تلك التوترات سرعان ما خفت بعد أن أعلنت السلطات الإيرانية أن سقوط الطائر كان حادثا، مما أثر سلبا على أسعار الذهب اليوم.
من ناحية أخرى، قالت تصريحات عدة من نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون يوم الإثنين أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان التضخم سيتباطأ في المستقبل القريب. لتمديد أو عدم تمديد فترة من الزمن.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك إن الأمر "سيستغرق بعض الوقت" حتى يصبح البنك المركزي واثقًا من أن نمو الأسعار يسير في مسار هبوطي مستدام، وقال عضو البنك مايكل بار أيضًا إنه يعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي في وضع جيد لتحقيق الاستقرار في السياسة النقدية ومراقبة الوضع عن كثب.
بينما أشارت جميع البيانات الصادرة عن أعضاء البنك إلى إبقاء السياسة النقدية مستقرة وأسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة طويلة، خاصة وأن البنك بحاجة إلى أن يكون أكثر ثقة في أن التضخم سيستمر في الانخفاض بطريقة مستدامة قبل البدء في تخفيف السياسة. السياسة النقديمستقبل السياسة النقدية الأمريكية تقلص تأثيره على الذهب خلال الفترة الأخيرة في ظل وجود عوامل أخرى تدعم الذهب بشكل كبير مثل التوترات الجيوسياسية والسيولة النقدية الضخمة في الأسواق المالية العالمية بالإضافة إلى ارتفاع الطلب الفعلي من الصين.
تفيد التقارير إن المضاربين في الصين يقبلون على الذهب بوتيرة سريعة وأن هناك تحركات لاستثمارات الذهب من الغرب إلى الصين لتلبية الطلب القوي. من الممكن أن يكون المستثمرون الصينيون يتحوطوا ضد الآفاق الاقتصادية الغير مستقرة للصين والأسواق المالية الصينية، بما في ذلك العملة الصينية اليوان غير المستقرة، ويقومون بشراء الذهب والفضة كملاذ آمن.
فقد انخفض الاستثمار العقاري الصيني بنسبة 9.8% على أساس سنوي في الفترة من يناير إلى أبريل، حيث تكافح الصين لاحتواء تأثير انهيار اثنين من كبار مطوري العقارات مما ترك آلاف العقارات غير المكتملة في طي النسيان.
كما يقبل المضاربون في الغرب أيضًا على أسواق الذهب والفضة وغيرها من أسواق العقود الآجلة للسلع الأساسية وسط توقعات بأن البنوك المركزية الكبرى في العالم ستكون قادرة على تخفيف سياساتها النقدية وخفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى نمو اقتصادي عالمي أفضل من شأنه أن يحفز بعد ذلك المزيد من الطلب على السلع.
أسعار الذهب في مصر
تراجع سعر الذهب بمصر منذ جلسة الأمس ليتبع في ذلك تراجعات السعر العالمي، حيث فشل سعر الذهب المحلي في الحفاظ على مكاسبه التي سجلها يوم أمس خاصة في ظل تراجع جديد في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 3175 جنيها للغرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3170 جنيها للغرام، يأتي هذا بعد أن انخفض يوم أمس بمقدار 35 جنيها حيث أغلق عند المستوى 3175 جنيها للغرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 3210 جنيهات للغرام.
السبب الرئيسي وراء تراجع سعر الذهب المحلي كان تراجع سعر أوقية الذهب العالمي بعد تسجيلها مستوى تاريخي يوم أمس، حيث فشل الذهب المحلي في الحفاظ على تداولاته فوق المستوى 3200 جنيه للغرام ليغلق يوم أمس تحت هذا المستوى.
من جهة أخرى شهد سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية تراجع جديد ليتداول حالياً عند متوسط سعر 46.70 جنيه لكل دولار بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند المستوى 46.95 جنيه لكل دولار.
تراجع سعر صرف الدولار يؤثر سلباً على تسعير الذهب المحلي وساعده على سرعة الهبوط ليفقد المكاسب التي سجلها بشكل سريع. من هنا نجد أن حركة السعر المحلي تميل إلى التراجع وعدم القدرة على الارتفاع لفترة طويلة بسبب ضعف التسعير الناتج عن تراجع سعر صرف الدولار.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA= جزيرة ام اند امز