«حمزة» المتمرد قتل تحت راية بوتين.. قصة ابن نائبة مدير الـ«سي آي إيه»

رغم مقتله دفاعا عن راية الجيش الروسي، لم تجد والدة مايكل غلوس حرجا في تفهم رؤيته، فيما كانت تواصل عملها مسؤولة رفيعة في الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه).
وقتل الشاب الأمريكي غلوس في أبريل/ نيسان العام الماضي على خطوط القتال بمنطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، بعد انضمامه للجيش الروسي أملا في عالم أفضل.
وبحسب صحيفة "تليغراف" البريطانية، فإن مايكل هو ابن جوليان جالينا، نائبة مدير المخابرات المركزية الأمريكية لشؤون الابتكار الرقمي، والضابط السابق في البحرية الأمريكية لاري غلوس، الذي شارك في عملية “عاصفة الصحراء” خلال حرب الخليج في أوائل التسعينيات.
انخرط غلوس الابن خلال دراسته في كلية الأطلنطي بولاية مين في حركات مناهضة للتغير المناخي، واعتقل خلال مشاركته في احتجاج بالعاصمة واشنطن.
وعبَّر غلوس عبر منصات التواصل، عن رفضه للنظام السياسي الأمريكي، معتبرًا أن "العنف جزء من بنيته"، وفقًا لتقرير منصة "إمبورتانت ستوريز" الروسية. وتأثر بخطاب معادٍ للغرب، وتبنى رؤية تدعي تراجع الهيمنة الغربية لصالح تحالف "بريكس"، متأثرًا بالدعاية الروسية.
رحلة التمرد: من تركيا إلى القرم
قبل انضمامه للجيش الروسي، تنقل غلوس بين دول أوروبا وتركيا تحت اسم "حمزة"، حيث شارك في أعمال إغاثة بعد زلزال هاتاي، وحصل على لقب "المسيح" من نشطاء جماعة "عائلة قوس قزح" لمساعدته في رعاية الحيوانات وتوزيع الطعام.
كما زار إسرائيل عام 2023، لكن السلطات صادرت أغراضه وطردته. وبحلول سبتمبر/ أيلول 2023، حصل على تأشيرة روسية عبر إسطنبول، وانتقل إلى شبه جزيرة القرم، حيث انضم رسميًا للجيش.
الالتحاق بالجيش الروسي: جواز سفر لمشاريع بيئية!
أكمل غلوس تدريبه العسكري مع اللواء الجوي 137 في ريازان، مدعيًا أن هدفه الحصول على الجنسية الروسية لتنفيذ مشاريع بيئية، كتطوير تقنيات لتنقية المياه من الملوثات المسببة للسرطان.
وفي رسالة لأصدقائه، كتب: "هدفي القضاء على التلوث عبر بنية تحتية متطورة". رغم ذلك، أُرسل إلى خطوط المواجهة، حيث قُتل في معركة قرب سوليدار بأوكرانيا في أبريل/ نيسان 2024، وفقًا لوثائق عسكرية روسية.
جنازة في أمريكا
نظمت عائلة غلوس جنازة له في فيرجينيا بعد 8 أشهر من مقتله، وصفته فيها بـ"المحب للطبيعة والعدالة"، دون الإشارة لانضمامه للجيش الروسي. جاء في النعي: "كان يسعى لجعل العالم مكانًا أفضل".
تجدر الإشارة إلى أن جوليان جالينا، والدة مايكل، التي خدمت في البحرية الأمريكية، انضمت إلى وكالة الاستخبارات المركزية عام 2019، ويشير ملفها على "لينكد إن" إلى أن مهمتها الحالية تكمن في "تسريع التحول الرقمي داخل وكالتنا للحفاظ على التفوق الاستراتيجي لأمتنا".