لماذا لا تقرأ ميشيل أوباما التعليقات على «التواصل الاجتماعي»؟

ففي عصر تهيمن فيه وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا اليومية، يصبح الحفاظ على التوازن النفسي تحديا كبيرا.
ميشيل أوباما، السيدة الأولى السابقة، تدرك جيدا هذه المخاطر، ولذلك تشدد على ضرورة التعامل بحذر مع وسائل التواصل الاجتماعي، حفاظا على الصحة النفسية لها ولعائلتها.
فما هي نصائحها في التعامل مع هذا العالم الافتراضي؟، وكيف يؤثر الإدمان الرقمي على الأجيال الصاعدة؟
تعي ميشيل أوباما جيدا أن التواجد تحت الأضواء ليس أمرا سهلا، ولهذا السبب تقول إنها تحرص على مراقبة استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي.
خلال تسجيل حلقة مباشرة من بودكاستها "IMO" الذي تشارك في تقديمه مع شقيقها كريج روبنسون في مهرجان "SXSW"، تحدثت ميشيل عن نصائحها الأساسية لحماية نفسها وعائلتها في العالم الرقمي.
ووفق لمجلة الناس أو مجلة "بيبول". هي مجلة أسبوعية أمريكية متخصصة في أخبار المشاهير والقصص التي تهم الإنسان، قالت أوباما، "دائما ما يسألني الناس أنا وباراك: كيف حافظنا على تفاؤلنا، ليس فقط خلال السنوات الثماني التي قضيناها في البيت الأبيض، بل بعدها أيضا؟".
وأشارت إلى أنها وزوجها، باراك أوباما، واجها "طاقة سلبية كبيرة" بسبب الشائعات المنتشرة عنهما، مثل القيل والقال حول جنسيته وما إذا كان قد درس في جامعة هارفارد.
لكنها أكدت أن ما ساعدهما في تخطي هذه الضغوط هو تجنب الوقوع في فخ وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة: "ما حافظ على اتزاننا النفسي – وهو ما حاولنا زرعه في بناتنا – هو إدراكنا أنه لا يمكن العيش عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أعتقد أنني لم أطلع يوما على قسم التعليقات، إطلاقا".
كيف تتعامل مع التعليقات؟
واعتبرت أن ما يقوله مستخدمو الإنترنت في قسم التعليقات غالبا ما يكون غير صحيح، لأنهم "أشخاص لا يعرفونك".
مستدركة "هذا لا يعني أنك لا تبقى على اطلاع، ولكن البقاء على اطلاع لا علاقة له بقسم التعليقات، بل يتعلق بمحتوى القصص التي تتلقاها".
وتابعت "أعتقد أنه لا يمكننا أن نصبح محاصرين بوسائل التواصل الاجتماعي لدرجة أن نشعر بأننا محاصرون بالطريقة الوحيدة التي نحصل بها على المعلومات. علينا أن نوسع نطاقنا، وأن نتوقف عن استخدام الهاتف".
مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي
لا يقتصر تأثير وسائل التواصل الاجتماعي السلبي على المشاهير فحسب، بل يشكل خطرا أكبر على الأطفال والمراهقين، حيث يمكن أن يؤدي التنمر الإلكتروني والسعي المستمر وراء القبول المجتمعي عبر الإنترنت إلى تدهور صحتهم النفسية.
وبحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعتي ييل وكولومبيا على أكثر من 5100 طفل تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات أن الأطفال الذين يقضون وقتا أطول على هواتفهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق في المستقبل.
وقد بدأت الحكومات في اتخاذ إجراءات، حيث أقرت أستراليا قانونا يمنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاما، بينما تفكر النرويج في فرض حظر مماثل للأطفال دون 15 عاما.