«ميشيغان» الولاية المتأرجحة.. ورقة الحسم في سباق البيت الأبيض
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تتجه الأنظار إلى الولايات المتأرجحة التي لا تنتمي تقليديا إلى أي من الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري.
ومع اختلاف اتجاهات التصويت في الولاية من انتخابات لأخرى، تلعب الولايات المتأرجحة دائما دورا حاسما في تحديد هوية ساكن البيت الأبيض خاصة في ظل مؤشرات متقاربة للمرشحين.
وتعد ولاية ميشيغان الواقعة في الغرب الأوسط واحدة من أبرز الولايات المتأرجحة، وشكل فوز الرئيس جو بايدن بأصوات الولاية في انتخابات 2020 عاملا رئيسيا في وصوله إلى البيت الأبيض، لكن الأمر قد ينقلب ضد الرئيس الديمقراطي في 2024.
تاريخيا، انضمت ولاية ميشيغان إلى الاتحاد الفيدرالي في يناير/كانون الثاني 1837 وظل تصويت الولاية في الانتخابات الرئاسية لصالح الجمهوريين في المقام الأول حتى الكساد الكبير حسبما، ذكر موقع (270to win) الأمريكي المتخصص في شؤون الانتخابات.
وأوضح الموقع أنه خلال الفترة من ثلاثينيات وحتى الستينيات من القرن العشرين تناوبت الولاية بشكل دوري بين الحزبين، لكنها صوتت بشكل حصري للجمهوريين خلال الفترة من عام 1972 حتى عام 1988.
وأصبحت ميشيغان جزءا مما يعرف بـ"الجدار الأزرق" الذي صوت للديمقراطيين على مدار 6 انتخابات رئاسية متتالية في الفترة من عام 1992 حتى عام 2012.
وفي انتخابات 2016، قلب الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب موازين الولاية ونجح في الفوز بها بفارق ضئيل عن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون قبل أن تعود الولاية إلى الحزب الديمقراطي في انتخابات 2020 حيث فاز بها جو بايدن بنسبة 2.8%.
وبينما يستعد بايدن لمباراة العودة مع خصمه الجمهوري السابق ترامب، ستعتمد إعادة انتخاب الرئيس الديمقراطي في 2024 إلى حد كبير على كيفية أدائه في 6 ولايات رئيسية متأرجحة هي أريزونا ونيفادا وبنسلفانيا وجورجيا وويسكونسون وميشيغان، وفقا لما ذكره موقع "ذا هيل" الأمريكي.
وكانت ميشيغان عنصراً أساسياً في نجاح بايدن في الغرب الأوسط في 2020، بعدما تغلب على ترامب بفارق أصوات يزيد قليلاً على 150 ألف صوت وفقا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية التي أشارت إلى أن الولاية ضمت في هذا العام أكثر من 200 ألف ناخب أمريكي مسلم مسجل أدلى أكثر من 145 ألفا منهم بأصواتهم.
لكن المعركة القادمة ستكون أكثر صعوبة، حيث يشكل غضب الناخبين من تعامل إدارة الرئيس الأمريكي مع حرب غزة العقبة الأكبر في طريقه للفوز مجددا بالولاية التي تضم عددا كبيرا من الأمريكيين العرب والمسلمين.
ونشر "ذا هيل" في ديسمبر/كانون الأول الماضي نتائج استطلاع للرأي كشف خسارة بايدن لشعبيته بين الأمريكيين العرب والمسلمين والذين يصوتون تقليديا للديمقراطيين؛ وبحسب الاستطلاع فإن 16% فقط من الديمقراطيين المحتملين يؤيدون الرئيس بايدن.
وأشارت شبكة "سي إن إن" إلى استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعاون مع "كلية سيينا" في الخريف الماضي، وأظهر تراجع بايدن بمقدار 5 نقاط أمام ترامب بين الناخبين المسجلين.
وأطلق الأمريكيون المسلمون في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان ومينيسوتا وفلوريدا وجورجيا حملة وطنية من أجل "التخلي عن بايدن" في سباق البيت الأبيض، لكن الحملة لا تعني أن هذه الأصوات ستتجه إلى دونالد ترامب الذي اتخذ خلال ولايته الأولى قرارات مجحفة بحق المسلمين والمهاجرين بوجه عام.
وقبل أسبوع توجه بايدن للولاية في إطار حملته الانتخابية، لكنه تجنب لقاء ممثلي الأمريكيين العرب والمسلمين الذين تجاهلوا في وقت سابق لقاء مديرة حملته خلال زيارتها إلى مدينة ديربورن التي تضمّ أكبر عدد من الأمريكيين المنحدّرين من أصول عربية.
ونقلت "سي إن إن" تصريحات عبد الله حمود، عمدة مدينة ديربورن التي قال فيها "إذا كنتم في الواقع تحترموننا وتقدروننا على ما نحن عليه من البشر، فلا ترسلوا موظفي الحملة للحديث عن مثل هذه القضية الملحة".
في حين قال ممثل ولاية ميشيغان، العباس فرحات، إن "المحادثة الوحيدة التي نهتم بها هي تلك التي تدور حول وقف إطلاق النار (في غزة)".
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4yMyA= جزيرة ام اند امز