دراسة صادمة.. الميكروبات تنتقل لآلاف الأميال عبر دخان حرائق الغابات
يحتوي دخان حرائق الغابات على ميكروبات، وهي حقيقة يتم تجاهلها غالبًا، ولكن قد يكون لها تداعيات صحية مهمة.
وفي مقال علمي تم نشره في 18 ديسمبر/كانون الأول في دورية "ساينس"، لفتت ليدا كوبزيار من جامعة أيداهو الأمريكية وجورج طومسون من جامعة كاليفورنيا، انتباه المجتمع العلمي إلى الآثار الصحية للمحتوى الميكروبي لدخان حرائق الغابات.
وأصبحت السماء المليئة بالدخان التي تسببها حرائق الغابات عرفا موسمية، خاصة في بعض أجزاء الولايات المتحدة وأستراليا، وفي عام 2020، سجلت حرائق الغابات المستعرة في غربي الولايات المتحدة أرقامًا قياسية جديدة، أدت إلى انخفاض مستويات جودة الهواء ووصلت لمرحلة خطيرة لعدة أسابيع متتالية.
ومن الموثق جيدًا أن التعرض لدخان حرائق الغابات يمكن أن يضر القلب والرئتين، وتتفاقم أمراض الحساسية والتهابات الجهاز التنفسي، بما في ذلك الربو والتهاب الشعب الهوائية بسبب التعرض للدخان.
وتقول كوبزيار، الأستاذ المساعد في العلوم البيئية بجامعة أيداهو: "يزداد التأثير الصحي لاستنشاق دخان حرائق الغابات بشكل كبير أثناء حرائق الغابات ذات الانبعاثات العالية ومع التعرض الطويل، ومع ذلك، كثيرا ما يتم التغاضي عن خطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي بعد هذا التعرض".
وتعتبر حرائق الغابات مصدرًا للهباء الجوي والجزيئات المحمولة جواً المصنوعة من الخلايا الفطرية والبكتيرية ومنتجاتها الأيضية الثانوية، وبمجرد تعليقها في الهواء، يمكن للجسيمات الأصغر من 5 ميكرومتر أن تسافر مئات أو حتى آلاف الأميال، حيث تعتمد حركتهم على سلوك النار والظروف الجوية، وفي النهاية، يتم ترسيبها أو استنشاقها.
ويمكن نقل البكتيريا والفطريات في انبعاثات دخان حرائق الغابات، بينما يكون التركيز الميكروبي في الدخان أعلى بالقرب من مصدر الحريق، وقد تكون هذه الميكروبات عوامل نشطة تنشر العدوى، على سبيل المثال، فإن (الفطريات الكروانية)، وهي فطر ينتقل عبر الهواء عند اضطراب التربة، هو سبب حمى الوادي، وهي عدوى خطيرة محتملة.
ويقول طومسون، الأستاذ المساعد في الطب السريري في جامعة كاليفورنيا: "لا نعرف إلى أي مدى وأي ميكروبات يحملها الدخان، ويبدو أن بعض الميكروبات في التربة تتحمل درجات الحرارة المرتفعة التي تعقب حرائق الغابات، بل وتزدهر فيها".
ويوضح أنه "على مستوى الميكروب، أظهرت أبحاث سلوك الحريق أن تدفق الحرارة متغير بدرجة كبيرة، لذلك قد لا تتعرض العديد من الميكروبات لدرجات حرارة عالية لفترة طويلة جدًا، وقد تكون أيضًا محمية في مجموعات صغيرة من الجسيمات".
ويقترح طومسون وكوبزيار نهجًا متعدد التخصصات لفهم طبيعة العلاقة بين الميكروبات ودخان حرائق الغابات والصحة، ويستدعي تعقيد هذه الظاهرة خبرة العلماء من مختلف المجالات مثل علم بيئة الحرائق، وعلم الأحياء الدقيقة البيئية، وعلم الأوبئة، وعلوم الغلاف الجوي، والصحة العامة والأمراض المعدية.
ويقول طومسون: "مع مواسم حرائق الغابات الأطول واتجاهات الخطورة الأعلى، هناك حاجة ملحة للعمل معًا في دراسة سلوك الميكروبات التي يحملها الدخان وتأثيرها على صحة الإنسان".