كيف تُبطئ الكائنات الدقيقة الاحتباس الحراري؟ (حوار)
من بين الملفات المهمة في مؤتمرات المناخ، ملف "التكيف"، والمقصود به، تمكين المجتمعات من أدوات تمكنها من التكيف مع تغيرات المناخ.
غير أن هناك تكيفا من نوع آخر، تشير إليه دراسة أجرتها جامعة "لوند" السويدية، وهو تكيف الكائنات الدقيقة مع تغير المناخ.
وإذا كان تكيف البشر يستدعي تنفيذ مشروعات مكلفة للغاية، فإن تكيف الكائنات الدقيقة على النقيض من ذلك، فهو إحدى الأدوات التي أظهرت الدراسة، أنها تساعد على الإبطاء من الاحترار العالمي.
فكيف تقوم الكائنات الدقيقة بهذا الدور، وما هي الوظيفة التي تؤديها عندما تتكيف مع تغيرات المناخ؟.. وكيف تم إثبات تلك الوظيفة.. هذه الأسئلة وغيرها تجيب عنها كارلا كروز باريديس، الباحثة في علم البيئة الميكروبية بقسم الأحياء بجامعة لوند السويدية، في حوار خاص مع "العين الإخبارية".. فإلى نصه:
بداية، إذا أردنا تلخيص نتائج دراستكم، فماذا يمكن أن نقول؟
دراستنا باختصار أثبتت قدرة الكائنات الحية الدقيقة على التكيف مع الاحترار المناخي، عن طريق تخزين الكربون في التربة.
وكيف أثبتم ذلك؟
جمعنا عينات التربة من جميع أنحاء أوروبا في نطاق واسع من درجات الحرارة، من 3.1 درجة مئوية إلى 18.3، وكشفت العينات عن أن الكائنات الحية الدقيقة في التربة، مثل البكتيريا والفطريات، تتكيف بشدة مع مناخها المحلي عندما يتعلق الأمر بالنمو والتنفس، وكانت المفاجأة ما أثبتناه أيضا أن الكائنات الحية الدقيقة عندما تتكيف مع التغيرات في درجات الحرارة، يمكن للكائنات الحية الاستفادة من هذه التغييرات.
وهل هذه النتائج جديدة؟
نعم، فعلى الرغم من عقود من التأمل العلمي، لم يتمكن الباحثون من تحديد ما إذا كانت الكائنات الحية الدقيقة قادرة على التكيف مع الاحترار، وما إذا كانت تفعل ذلك، ولكن يمكننا الآن تأكيد أن هذا هو الحال، وأن الكائنات الحية يمكنها بالفعل التخفيف من ارتفاع درجة حرارة المناخ.
وهل الكائنات الحية الدقيقة تتكيّف بنفس القدر؟
وجدنا أن مجموعات الكائنات الحية الدقيقة تتفاعل بشكل مختلف مع الاحترار، حيث تختلف البكتيريا والفطريات في حساسيتها للتغيرات في درجات الحرارة، حيث تكون البكتيريا أكثر حساسية من الفطريات، وهذه الاختلافات في حساسية درجة الحرارة لها آثار مهمة على التنبؤات بخسائر الكربون وتخزينه في المستقبل، فضلاً عن كيفية تأثر التربة بالاحترار المناخي.
وكيف تؤثر هذه الاختلافات؟
يؤثر الاختلاف بين البكتيريا والفطريات في النمو والتنفس بدرجات حرارة مختلفة، على توازن الكربون بين التربة والغلاف الجوي، وبالتالي ردود فعل التربة على ارتفاع درجة حرارة المناخ.
وكيف يمكن الاستفادة من نتائج الدراسة؟
الدراسة مفيدة في تسليط الضوء على أهمية التمثيل الدقيق للاستجابات الميكروبية لظاهرة الاحتباس الحراري في نماذج محتوى الكربون في التربة، كما تظهر أيضا أن الاستجابات البيئية من الكائنات الحية الدقيقة على الأرض ستلعب دورا رئيسيا في تنظيم مناخ الكوكب.
وهل هناك إمكانية لتطبيق نتائجها عمليا؟
بالطبع هناك إمكانية، فإذا كان ارتفاع درجة حرارة المناخ أحد أكبر التهديدات التي تهدد بيئتنا، فإنه للتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري، من الضروري تعزيز قدرة التربة على تخزين الكربون أو عزله وتقليل انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي، وتعد هذه الدراسة خطوة إلى الأمام في تقديم تنبؤات أفضل بشأن تقييمات لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjIzNiA=
جزيرة ام اند امز