أدوات لمراقبة الفلسطينيين.. «مايكروسوفت» توقف خدمات عسكرية لإسرائيل

بعد أشهر من كشف وثائق مسربة عن استعانة إسرائيل بـ«مايكروسوفت» بها في الهجمات على غزة، وفي أعقاب مراجعة أفضت للنتائج نفسها،
عطلت الشركة الأمريكية بعض الخدمات التي تقدمها للجيش الإسرائيلي
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أظهرت وثائق أن اعتماد الجيش الإسرائيلي على تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي من «مايكروسوفت» ارتفع بشكل كبير خلال المرحلة الأكثر كثافة من القتال والقصف في غزة، على الأرجح في ضوء الحاجة المتزايدة لتحليل الهدف واتخاذ القرار.
تلك النتائج والتي جاءت متوافقة مع مراجعة داخلية خلصت إلى وجود أدلة أولية تدعم تقارير إعلامية عن نظام مراقبة في غزة والضفة الغربية، دفعت «مايكروسوفت» إلى تعطيل مجموعة من خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي التي تستخدمها وحدة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
وقال رئيس مايكروسوفت براد سميث إن الشركة بدأت المراجعة بعد أن نشرت صحيفة الغارديان مقالا عن اتهامات لوحدة تابعة للجيش الإسرائيلي.
تحقيقات مشتركة
وكان تحقيق مشترك نشرته صحيفة الغارديان ومجلة 927+ الإسرائيلية الفلسطينية وموقع لوكال كول الناطق بالعبرية في أوائل أغسطس/آب الماضي، قد أفاد بأن وكالة مراقبة عسكرية إسرائيلية استخدمت نظام أزور التابع لمايكروسوفت لتخزين كميات كبيرة من تسجيلات المكالمات الهاتفية من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وقال تحقيق «الغارديان»، إن إسرائيل اعتمدت على خدمات الحوسبة السحابية التابعة لمايكروسوفت في المراقبة الموسعة للفلسطينيين.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه المراجعة، قالت مايكروسوفت إنها توصلت إلى دليل يدعم عناصر من تقرير الغارديان، بما يشمل تفاصيل بشأن استهلاك وزارة الدفاع الإسرائيلية لسعة تخزين آزور السحابية في هولندا واستخدامها لخدمات الذكاء الاصطناعي.
وقال سميث في إحدى مدونات مايكروسوفت: "إننا لا نقدم التكنولوجيا للسماح بالمراقبة الجماعية للمدنيين".
وأبلغت مايكروسوفت وزارة الدفاع الإسرائيلية "قرارها وقف وتعطيل اشتراكات محددة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، بما في ذلك استخدامها لخدمات وتقنيات تخزين سحابية محددة وخدمات وتقنيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي".
وقال سميث إن هذا الإجراء لا يؤثر على خدمات الأمن السيبراني التي تقدمها مايكروسوفت لإسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط.
في أواخر أغسطس/آب الماضي، فصلت مايكروسوفت أربعة موظفين شاركوا في احتجاجات في مقر الشركة بسبب علاقاتها مع إسرائيل وسط استمرار الحرب في غزة، من بينهم اثنان شاركا في اعتصام في مكتب رئيس الشركة.
وقالت «مايكروسوفت»، إن إنهاء خدمة الموظفين جاء في أعقاب انتهاكات خطيرة لسياسات الشركة، وأن المظاهرات في الموقع "تسببت في مخاوف كبيرة تتعلق بالسلامة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzUg جزيرة ام اند امز