من العصور الوسطى إلى العصر الحديث.. حقائق ومعتقدات مدهشة حول الكسوف

في مجتمعات العصور الوسطى وعصر النهضة لم تتم ملاحظة الأحداث السماوية فحسب، بل تم تفسيرها على أنها نذير وتنبؤات بالمستقبل.

وتستكشف لورا أكرمان سمولر وآنا سيباك-لارسن من جامعة روتشستر الأمريكية، كيف كان الناس في هذه الفترات ينظرون ويختبرون الكسوف، والاقتران الكوكبي، والظواهر الفلكية الأخرى، وهو الأمر الذي استمر حتى العصر الحديث.

• 5 أسباب للاهتمام العلمي غير المسبوق بكسوف الشمس 8 أبريل

وفيما يلي أبرز النقاط الرئيسية التي ركزت عليها الباحثتان، وفق بيان صحفي أصدرته جامعة روتشستر:

أولا: فهم الكسوف

 على عكس المفاهيم الخاطئة الشائعة، كان لدى الأوروبيين في العصور الوسطى معرفة رياضية عن الكسوف، فقد فهموا الظروف اللازمة لحدوث الكسوف، مثل محاذاة مسار القمر مع مسار الشمس، ما يدل على فهم متطور لعلم الفلك.

ثانيا: الدور في التنبؤ

يُعتقد أن الأحداث السماوية تنبئ بنتائج مختلفة، بما في ذلك الكوارث الطبيعية، والأحداث التاريخية المهمة، وحتى انهيار الإمبراطوريات، وكان يُنظر إلى الكسوف، خاصة كسوف الشمس، على أنه مكبر لهذه التنبؤات، ما يشير إلى أحداث مستقبلية محتملة.

ثالثا: النصوص والمخطوطات التاريخية

تقدم الكتب والمخطوطات النادرة من العصور الوسطى نظرة ثاقبة للمعتقدات والممارسات المحيطة بالأحداث السماوية، مثل تأثير الكواكب على التنبؤ بالطقس والتنبؤات المستقبلية.

رابعا: التفسير اللاهوتي

لم تتم دراسة الظواهر السماوية من قبل علماء الفلك فحسب، بل شكلت أيضا جزءًا من المناقشات اللاهوتية، وناقش ويليام أوف أوفيرني، وهو عالم لاهوت بارز، "الكسوف المعجزي" وسلط الضوء على تقاطع العلم والدين في دراسات العصور الوسطى.

خامسا: الأهمية الطبية

كانت معرفة الأحداث السماوية مهمة أيضا للأطباء في العصور الوسطى، كما يظهر في التقاويم مثل "تقويم كتاب الخفافيش"، وقدمت هذه المخطوطات إرشادات حول الأوقات المفضلة للتدخلات والعلاجات الطبية.

سادسا: محاذاة الكواكب

في حين أن الكسوف كان جديرا بالملاحظة، فإن محاذاة الكواكب، خاصة اقتران زحل والمشتري، كانت لها أهمية أكبر لعلماء الفلك في العصور الوسطى، ويعتقد أن هذه الاصطفافات لها آثار عميقة على الأحداث الأرضية، وتشكل مسار التاريخ.

سابعا: الانبهار المستمر

 يستمر الانبهار الدائم بالأحداث السماوية عبر القرون، ومن المرجح أن تظل الأجيال القادمة مفتونة بالظواهر الكونية، وحديثا سرت معتقدات غريبة في بعض الثقافات تحث على تجنب تناول الطعام أو الخروج في الهواء الطلق في أثناء الكسوف لتجنب الضرر المحتمل، كما تفسر بعض القصص الأسطورية من ثقافات مختلفة الكسوف على أنه تصرفات كائنات سماوية أو كأحداث رمزية تمثل معارك أو تحولات كونية.