في مهب الحرب.. روسيا تخسر ربع صادرات الغاز وتبحث عن حل
فقدت روسيا أكثر من ربع صادرات الغاز التي كانت تبيعها عالميا في ظل التبعات القاسية للحرب مع أوكرانيا وعقوبات الأوروبيين.
والتراجع في صادرات الغاز يعود أيضا إلى إصرار موسكو على عدم البيع لمن يدفع بغير الروبل من "الدول غير الصديقة".
- رسميا.. وقف ضخ الغاز الروسي إلى شركتين في ألمانيا والدنمارك
- تركيا تقرر زيادة ضخمة في أسعار الطاقة.. الغاز يقفز 40% والكهرباء 25%
وفي ظل هذه الأوضاع، تبحث موسكو عن حلول بديلة لتعظيم صادراتها وتعويض العملاء الذين خسرتهم عبر فتح أسواق جديدة.
تراجع صادرات الغاز
وتراجعت صادرات الغاز الروسي بنسبة 27,6 % في الفترة من يناير/كانون الثاني ومايو/أيار 2022، مقارنة بالفترة نفسها من 2021، على ما أعلنت مجموعة جازبروم الروسية العملاقة.
وقالت المجموعة عبر تليجرام "بلغت الصادرات نحو الدول الأجنبية البعيدة (لا تشمل رابطة الدول المستقلة) 61 مليار متر مكعب، أي أقل بنسبة 27,6% (23 مليار متر مكعب) من الفترة نفسها في العام 2021".
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط، طالبت موسكو العملاء من "الدول غير الصديقة" -وبينها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي- بدفع ثمن الغاز بالروبل.
ويُعد المطلب الجديد إجراء لتجنب العقوبات المالية الغربية على المصرف المركزي الروسي التي فُرضت على خلفية الحرب.
وحتى الآن، أوقفت بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا وارداتها من الغاز الطبيعي بسبب رفضها الدفع بالروبل.
وسارعت دول الاتحاد الأوروبي لتقليل اعتمادها على مصادر الطاقة الروسية، لكنها منقسمة بشأن فرض حظر على الغاز الطبيعي، في حين تعتمد العديد من الدول الأعضاء بشكل كبير على الإمدادات الروسية في مجال الطاقة.
البحث عن حل
وأعلن الكرملين، الأربعاء، أن روسيا تتخذ إجراءات من شأنها أن "تقلل" من تأثير الحظر على النفط الروسي الذي قرره الاتحاد الأوروبي لمعاقبة موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين "سيكون لهذه العقوبات تأثير سلبي على أوروبا، علينا، وعلى أسواق الطاقة العالمية بأسرها. لكن هناك إعادة توجيه (للاقتصاد الروسي) ستسمح لنا بتقليل العواقب السلبية".
وقالت جازبروم إن شحنات الغاز إلى الصين عبر خط أنابيب "باور أوف سيبيريا" تتزايد، لكنها لم تذكر أي أرقام.
وقف التصدير
وأعلنت جازبروم الروسية اليوم أنها قطعت الإمدادات عن شركة أورستد الدنماركية وشركة شل إنرجي بموجب عقدها لتزويد ألمانيا بالغاز بعد عدم سداد الشركتين المدفوعات بالروبل.
وأوقفت جازبروم بالفعل الإمدادات إلى شركة تجارة الغاز الهولندية جاستيرا، وكذلك إلى بلغاريا وبولندا وفنلندا بعد رفضها دفع ثمن الغاز بالروبل الروسي.
وقالت شركات ألمانية وإيطالية وفرنسية إنها ستشارك في خطة السداد الروسية لضمان الحفاظ على الإمدادات.
من جانبها قالت الوكالة الاتحادية للشبكات، وهي الجهة المنظمة للشبكات بألمانيا، اليوم الأربعاء إن إمدادات شل يوروب تشكل كميات صغيرة فقط من إمدادات الغازوالتي يمكن استبدالها من مصادر أخرى.
وأظهرت بيانات من (إنيرجينيت)، مشغل المنظومة الدنماركية، استمرار تدفق الغاز الطبيعي إلى الدنمارك عبر ألمانيا بثبات اليوم الأربعاء.
ولا يوجد خط أنابيب مباشر للغاز من روسيا إلى الدنمارك، وقالت وكالة الطاقة الدنماركية إن أمام المشترين في البلاد خيار الشراء من مصادر أخرى غير جازبروم.
واستمرت إمدادات الغاز عبر أوكرانيا، وهو طريق رئيسي لجازبروم للتصدير إلى أوروبا، مسجلة 41.2 مليون متر مكعب اليوم الأربعاء، بانخفاض طفيف عن الأمس.