نظام "سيبار" التركي.. مكمل لـ"إس 400" الروسي أم منافس؟
قال إسماعيل دمير، رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية، إن أنقرة في طريقها لتطوير منظومة صواريخ الدفاع الجوي بعيد المدى "سيبار".
وأضاف دمير، على هامش ملتقى "تكنوفيست أذربيجان"، أن "جميع تجاربنا كانت ناجحة جدا. الرسائل التي تعطينا إياها تلك الاختبارات هي أننا نرى أن مشروع سيبار على الطريق الصحيح، ويسير على خير ما يرام"، لافتا إلى أنه سيتم إجراء تجربة جديدة قريبا.
وعلى مدار أكثر من عقدين، عمدت سياسة المشتريات العسكرية التركية على ترتيبات الإنتاج المشترك وعمليات نقل التكنولوجيا مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ويبدو أن هذه السياسة بدأت تؤتى ثمارها.
وشرعت صناعة الدفاع التركية في سلسلة من عمليات صناعة الدفاع المحلي بمقاتلات شبحية متطورة، ومسيرات قتالية، ودبابات قتال رئيسية، وجميعها تم تطويرها محليا لتلبية متطلبات القوات المسلحة التركية.
ويقود مشروع "سيبار" عمال شركات صناعة الدفاع التركية "أسيلسان"، و"روكيتسان"، ومجلس البحوث العلمية والتكنولوجيا التركي التابع لمعهد أبحاث وتطوير الصناعات الدفاعية.
وفي حين لا توجد تفاصيل كثيرة بشأن التجارب التي تحدث دمير عنها، تم إجراء آخر تجربة لمنظومة "سيبار" في نوفمبر/تشرين الثاني 2021. وطبقًا لوسائل إعلام تركية، استهدفت التجربة إظهار قدرة الصاروخ على المناورة ومعرفة ما إذا كان يمكن توجيهه ضد هدف بنجاح أم لا.
وترجح تقارير أن "سيبار" سيستخدم في الدفاع الجوي عن المنشآت الاستراتيجية ضد هجمات العدو، ومن المقرر استخدام أكثر من نوع من الصاروخ بمدى مختلف.
ويقال إن الصاروخ "سيبار بلوك 1" يتمتع بمدى أكثر من 70 كيلومترا وارتفاع أكثر من 20 كيلومترا، ومن المتوقع أن يزداد مداه لأكثر من 100 كيلومتر (سيبار بلوك 2) بحلول 2023. وبعد ذلك سيتم تطوير "سيبار بلوك 3)، ليصل أقصى مدى لنظام الدفاع الصاروخي إلى 150 كيلومترا.
سيبار.. منافس لـ"إس-400"؟
وفي البداية، توقعت تقارير أن يكون "سيبار" منظومة دفاع صاروخي منافسة للمنظومة الروسية "إس-400"، لكن مع استحواذ تركيا على المنظومة في 2019، ستلعب "سيبار" على الأرجح دور مكمل للمنظومة الروسية، بحسب "أوراسيا تايمز".
وكما ذكرنا سالفا، ففي حين يبلغ أقصى مدى لسيبار 150 كيلومترا، يمكن لـ"إس-400" الاشتباك مع أهداف محمولة جوا على مسافات تصل إلى 400 كيلومتر.
كما أنه تم تجربة "إس-400" بساحة المعركة؛ خلال الحرب الدائرة في أوكرانيا، حيث أسقطت طائرة هليكوبتر أوكرانية من طراز "Mi-8" وطائرة "Su-27".
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أفادت وسائل إعلام تركية بأن أنقرة ستواصل تطوير منظومات دفاع جوي جديدة في إطار مشروعات الدفاع الصاروخي المحلية في 2022، والتي قد تحل محل المنظومة الروسية "إس-400" وباتريوت الأمريكية.
وبحسب صحيفة "صباح" التركية، ستواصل تركيا في 2022 العمل على مشروعي الصواريخ الأرض جو المحلية (SAM): "حصار" و"سيبار".
وتم بنجاح تجربة "حصار إيه" و"حصار أوه"، حيث دمرتا أهدافا عالية السرعة. وبهذا، تصبح تركيا على بعد خطوة واحدة من منظومة الدفاع الجوي "سيبار"، التي ستبرز كبديل للروسية "إس-400" و"باتريوت" الأمريكية.
وأفادت تقارير بأن النظام، الذي من المخطط أن يدخل الخدمة في 2032، يقضي على جميع التهديدات التي تظهر جوا بأكثر طريقة فعالة.
وتطور تركيا نوعين من أنظمة "حصار" الأرض-جو، من بينها "حصار إيه"، وهي منظومة دفاع جوي قصيرة المدى قادرة على اعتراض أهداف على مسافة تصل إلى 15 كيلومترا، و"حصار أوه"، منظومة متوسطة المدى قادرة على الوصول إلى مسافة 25 كيلومترا، بحسب صحيفة "أوراسيا تايمز".
وتعتبر أنظمة "حصار" فعالة ضد الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والدوارة، والصواريخ الكروز، والمركبات الجوية دون طيار، والصواريخ الأرض جو.
وأفاد تحليل نشره المجلس الأطلسي نشره في فبراير/شباط، بأن التجربة الناجحة التي أجرتها تركيا لمنظومة الصاروخ الدفاعي الجو "سيبار" بإمكانه إخراج الدولة العضو بحلف شمال الأطلسي (الناتو) من المأزق السياسي مع الولايات المتحدة، حيث سيوفر لها مخرجا يحفظ ماء الوجه من معضلة المنظومة الروسية "إس-400".
وأشار التحليل إلى أن تركيا تحتاج إلى موازنة علاقاتها بين الولايات المتحدة وروسيا، واستيعاب بوتين وتجنب أن ينتهي بها المطاف في حرب مفتوحة مع روسيا في أي من مناطق الصراع التي تدعم فيها أنقرة وموسكو أطرافا متضادة.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA= جزيرة ام اند امز