بايدن بعد انتخابات الكونغرس.. عامان على بطاقة اقتراع
لم يكن اسمه موجودا على بطاقات التصويت، لكن المؤكد أن سجله كان مدونا على كل واحدة فيها، وسينعكس على ما تبقى من ولايته.
الرئيس الأمريكي جو بايدن يتأهب لعامين مختلفين من ولايته، ومهما تكن النتائج النهائية لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس، المقامة الثلاثاء، فالواضح أنها ستكون منعطفا بمساره الرئاسي.
راقب بايدن مجريات الاقتراع من البيت الأبيض حتى الساعات الأولى من يوم الأربعاء، حيث أجرى اتصالات هاتفية لتهنئة أكثر من 30 مرشحا ديمقراطيا.
كما اجتمع مع المستشارين لمتابعة النتائج الواردة. وأعلن البيت الأبيض أنه سيلقي كلمة وسيعتقد اجتماعا صحفيا نادرا لمناقشة النتائج.
وعلانية، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أعرب بايدن عن تفاؤله حتى النهاية، لكن سرا، كان المساعدون في البيت الأبيض يصيغون خطط طوارئ حال سيطر الجمهوريون على أحد مجلسي الكونغرس أو كليهما، وهو سيناريو أقر بايدن بأنه سيجعل حياته "أكثر صعوبة".
وكانت السيطرة على الكونغرس لا تزال على المحك، صباح الأربعاء، لكن أشارت النتائج إلى قوة ديمقراطية مفاجئة حيث حقق الحزب انتصارات في سباقات رئيسية، بينها السباق على مجلس الشيوخ في ولاية بنسلفانيا حيث اقتنص جون فيترمان مقعدا كان يسيطر عليه الجمهوريون، ويعتبر أساسيا في آمال الحزب الديمقراطي للاحتفاظ بالسيطرة على المجلس.
إعادة تشكيل
وبغض النظر عن النتيجة، بحسب الوكالة الأمريكية، سيساعد التصويت في إعادة تشكيل المتبقي من فترة ولاية بايدن بعد أول عامين طموحين، وستعيد تنظيم أولوياته بالبيت الأبيض.
وخلال أول عامين من رئاسة ترامب، دفع بايدن من خلال مشاريع قوانين شاملة للتصدي لجائحة فيروس كورونا، وإعادة بناء البنية التحتية للأمة، ومكافحة تغير المناخ، وتعزيز تنافس الولايات المتحدة مع الصين – كل ذلك بأغلبية ضئيلة في الكونغرس.
والآن، بحسب مساعديه وحلفائه، سيتحول تركيزه إلى الحفاظ على هذه المكاسب، وتنفيذ التشريعات الهائلة -وربما تحت الإشراف القوي للحزب الجمهوري- والحفاظ على الحوكمة الفعالة حتى في بيئة مشحونة أكثر، ودعم موقف حزبه قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وبالرغم من انتعاش معدلات تأييد بايدن من أدنى مستويات لها في الصيف، يظل أقل شعبية مع تصويت الناخبين بالانتخابات النصفية.
وحال سيطر الجمهوريون على الكونغرس، يستعد حلفاء بايدن لخوض معارك للحفاظ على تمويل الحكومة والوفاء بالتزاماتها المالية، ومواصلة الدعم لأوكرانيا، وحماية إنجازاته التشريعية من مساعي الإلغاء.
وقد يعني فوز الجمهوريين أيضًا وصول مجموعة من مرشحي هذا الحزب ممن يعتبرهم بايدن تهديدا للديمقراطيين لرفضهم الاعتراف بنتائج سباق الرئاسة لعام 2020، مما يحد النوافذ المحتملة للتعاون ويكشف عن تحديات جديدة قبل 2024.
تحقيقات متوقعة
وكانت إدارة بايدن تستعد منذ شهور لفيض من التحقيقات الجمهورية المتوقعة حال سيطر الحزب على أحد المجلسين أو كليهما، بإعداد استراتيجيات قانونية وإعلامية لتناول التحقيقات في كل شيء من الانسحاب العسكري الفوضوي من أفغانستان إلى المعاملات التجارية لنجله هانتر بايدن.
وشدد مستشارو الرئيس على الرياح المعاكسة التي تواجه الديمقراطيين هذا العام، حيث يمتزج التضخم مع الاتجاهات التاريخية غير المواتية للحزب الذي يسيطر على البيت الأبيض.
ويؤكدون أن أجندة بايدن ما زالت تتمتع بشعبية بين الناخبين وتبناها مرشحو حزبه، على عكس عام 2010 عندما فر الديمقراطيون من عدم شعبية قانون الرعاية الصحية الميسورة التكلفة، الذي وقع عليه الرئيس حينها باراك أوباما، وخسروا 63 مقعدا في مجلس النواب وستة مقاعد في مجلس الشيوخ.
وخسر الجمهوريون في عهد إدارة دونالد ترامب 40 مقعدا بمجلس النواب لكن فازوا بمقعدين في مجلس الشيوخ عام 2018، وخسر الديمقراطيون في عهد بيل كلينتون 52 مقعدا بمجلس النواب و8 مقاعد بمجلس الشيوخ عام 1994.