أطفال اللاجئين يبحثون عن العدالة داخل محاكم الهجرة الأمريكية
"كم عمرك؟"، سؤال وجهته القاضية للطفلة بعد أن أشارت إلى هذا المسؤول للعودة للبقاء بجانب الطفلة لتتوقف دموعها.
داخل القاعة 14 في المحكمة الفيدرالية للهجرة بالولايات المتحدة، طفلة صغيرة تطلب المساعدة للجلوس على أريكة جلدية، ونظرا لصغر سنها أبدت القاضية تعاطفها مع الصغيرة ذات العامين.
تقدم شخص لمساعدة الطفلة فرناندا جاكلين دافيلا، داخل قاعة المحكمة، وما أن تحرك بدأت الطفلة في التذمر والتعبير عن ذلك بصوت بدا وكأنه صيحة خافتة، وقد بدا ذلك واضحًا على وجهها.
كان هذا المسؤول من الملجأ الذي تعيش فيه الطفلة منذ التحفظ عليها عندما كانت بصحبة جدتها على الحدود في نهاية يوليو/أيلول، وكان هو الشخص الوحيد الذي تعرفه الطفلة داخل الحجرة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
"كم عمرك؟"، سؤال وجهته القاضية للطفلة بعد أن أشارت إلى هذا المسؤول للبقاء بجانب الطفلة لتتوقف دموعها، لتوجه إليها سؤالًا آخر: "هل تتحدثين الإسبانية؟".
وتوجه مترجم نحو الطفلة للفت أنظارها، مكررًا السؤال باللغة الإسبانية، لكنها ظلت صامتة وعيناها متسعتان، وهنا قالت القاضية: "إنها تومئ برأسها".
الطفلة فرناندا لم تكن القضية الوحيدة التي ستنظرها القاضية رندا، لكنها كانت رقم 26 بين 30 قضية أخرى لأطفال مهاجرين تتراوح أعمارهم بين عامين وحتى 17 عامًا.
القاضية رندا زقزوق وصلت إلى منصة القضاء عام 2012، ومنذ هذا الوقت تظهر أمامها قضايا لأطفال بالآلاف وصلوا إلى الحدود بمفردهم، ومعظمهم من أمريكا الوسطى.
بعد تشديد ضوابط الهجرة، أصبحت أعداد الأطفال الموجودة داخل الملاجئ أكثر من أي وقت مضى، وقد تسبب ذلك في زيادة أعداد القضايا التي تنظرها المحاكم في أمريكا، وقال محامون يعملون لصالح المهاجرين إن إعدادًا كبيرة من الأطفال المهاجرين يحتجزون داخل مراكز الاحتجاز، مما تسبب في خلق وضع غير مسبوق، حيث إن المزيد والمزيد من الأطفال يأتون إلى المحكمة.
وقالت آشلي تبادور، رئيس الرابطة الوطنية لقضاة الهجرة، إنهم فيما سبق كان بين الحين والآخر تظهر أمامهم قضية لأطفال تحت سن 6 اعوام، لكن الآن هناك وجود مستمر لمثل تلك القضايا داخل أروقة المحاكم.
وحاليًا، تحتوي ملفات الحكومة أسماء مئات الأطفال الموجودين داخل الملاجئ والمدرجين ضمن برامج الرعاية المؤقتة بعد فصلهم على الحدود عن مرافيقهم، الذين إما أب أو جد أو غيرهم. حوالي 1300 طفل وصلوا إلى الولايات المتحدة بمفردهم هذا الشهر واحتجزوا داخل ملاجئ، وهذا الرقم أكبر خمسة أضعاف عن الرقم المسجل لشهر مايو/آيار 2017.
aXA6IDMuMTQyLjI0OS4xMDUg جزيرة ام اند امز