"الأونروا".. منظمة أممية لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين تنتظر "الإغاثة"
ظن اللاجئون الذين تم تهجيرهم إبان نكبة العام 1948 أن عودتهم ستكون قريبة، وأن مهمة وكالة (الأونروا) كانت مساعدتهم لحين تمكنهم من العودة
في الثامن من ديسمبر 1949، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 302 الذي يقضي بتأسيس وكالة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى أطلقت عليها اختصارا "الأونروا".
وحث قرار تأسيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وغير الأعضاء، على التبرع التطوعي، نقدا أو عينا".
- فلسطين.. تجميد مساعدات أمريكا ينهي عقود 250 موظفا في "أونروا"
- الإمارات تؤكد التزامها تجاه الشعب الفلسطيني والـ"أونروا"
وأنشأ القرار لجنة استشارية من عدد من الدول بينها الولايات المتحدة الأمريكية "لأداء المشورة، ومعاونة مدير الوكالة في تنفيذ البرنامج".
واستند القرار إلى آخر سابق تبنته الأمم المتحدة في نهاية العام 1948 يحمل الرقم 194 نص على "وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب وفقاً لمبادئ القانون أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة".
وعمليا، بدأت "الأونروا" عملياتها في مناطق لجوء الفلسطينيين في الأول من مايو 1950.
وظن اللاجئون الذين تم تهجيرهم من أراضيهم وممتلكاتهم إبان نكبة العام 1948 أن عودتهم ستكون قريبة، وأن مهمة "الأونروا" كانت مساعدتهم لحين تمكنهم من العودة.
ولكن ما كان يعتقد اللاجئون الفلسطينيون أنه سينتهي في غضون أشهر استمر 70 عاما حتى الآن ومعه استمرت "الأونروا" التي تواجه الآن مخططا إسرائيليا-أمريكيا لشطبها.
ومنذ تأسيسها، تولت "الأونروا" رعاية أربعة أجيال من لاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة، مقدمة خدمات التعليم والصحة والإغاثة والبنية التحتية والدعم المجتمعي في المخيمات.
واستنادا إلى معطيات "الأونروا" فإنها تقدم الإغاثة في تسعة مخيمات رسمية وثلاثة غير رسمية في سوريا و12 في لبنان وعشرة بالأردن، و19 في الصفة الغربية وثمانية بقطاع غزة.
وتقدم الأونروا الرعاية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، وهي مسؤولة عن 692 مدرسة و143 مركزا صحيا و102 مركز نسوي ومجتمعي في المخيمات.
نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، قال لـ"العين الإخبارية" إن "وكالة الأونروا هي أكثر منظمة أنجزت في الأمم المتحدة، وهي الأطول عمرا من بين منظماتها وبالتالي هي مؤسسة ناجحة بكل المقاييس".
وأضاف شعث أن "وجود (الأونروا) مرتبط بإنهاء معاناة اللاجئين الفلسطينيين بالتوصل إلى حل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين استنادا إلى القرار 194 كما نصت على ذلك مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية".
وتقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على مدى عقود قائمة الدول المانحة لـ"الأونروا"، وفي العام 2015 بلغت مساهمتها أكثر من 380 مليون دولار من أصل ميزانيتها التي بلغت مليارا و121 مليون دولار.
وتقول "الأونروا" إنه "منذ أكثر من ستة عقود، دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على أن تكون شريكا قويا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، وبوصفها عضوا في اللجنة الاستشارية منذ عام 1949، تعد واشنطن أكبر مانح ثنائي للأونروا ولطالما كانت واحدة من أكثر الداعمين الذين يعتمد عليهم".
ولكن هذا المنحى بدأ بالتلاشي مع بداية العام الجاري إلى أن قررت الإدارة الأمريكية في شهر أغسطس الماضي وقف تمويلها بشكل كامل لهذه المنظمة الأممية.
وتعقيبا على هذه الخطوة، قال شعث إن " قرار الإدارة الأمريكية وقف تمويل وكالة (الأونروا) هدفه واضح وهو إلغاء هذه الوكالة الأممية وصولا إلى شطب قضية اللاجئين من طاولة المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية".
ولكن بيير كرينبول، المفوض العام لوكالة (الأونروا)، قال مباشرة بعد القرار الأمريكي إن "عملياتنا ستستمر ووكالتنا ستبقى".
في القيادة الفلسطينية يربطون ما بين قرار واشنطن وبين ما يتسرب عن مخططات أمريكية باقتصار أعداد اللاجئين الفلسطينيين على نحو 40 ألفا الذين تم تهجيرهم في العام 1948 دون احتساب أبنائهم وأحفادهم وأبناء أحفاهم على مدى 4 أجيال ماضية.
وسيكون موضوع "الأونروا" واحدا من أهم القضايا على جدول أعمال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
فالوكالة الأممية تعاني هذه العام من فجوة تمويلية بقيمة تزيد عن 170 مليون دولار وسط تقديرات بأزمات متواصلة في السنوات المقبلة ما لم يتم إيجاد مصادر تمويلية بديلة للمساعدات الأمريكية.
ولكن أزماتها ستكون أكبر في حال ضغطت الولايات المتحدة الأمريكية على الدول لوقف تمويل "الأونروا".