اجتماع قريب لحكومة لبنان.. هل من صفقة تنهي الصيام؟

بعد رفض دام لأشهر، أعلن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أنه سيدعو إلى اجتماع قريب للحكومة الصائمة عن الالتئام.

وأشار ميقاتي بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشيل عون في القصر الرئاسي في بعبدا، اليوم الأربعاء، إلى أن الاجتماع كان مثمراً، وتم الاتفاق فيه على فتح دورة استثنائية لمجلس النواب.

ولفت رئيس الحكومة إلى أنه أبلغ الرئيس عون أن الموازنة العامة لعام 2022 باتت جاهزة، وسيتم استلامها خلال اليومين المقبلين، وفور ذلك سيتم دعوة مجلس الوزراء للانعقاد.

وتوقف مجلس الوزراء عن الاجتماع منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسبب رفض وزراء "حزب الله" و حركة "أمل" الحضور قبل أن تتخذ الحكومة إجراء بتغيير المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، وهو الأمر الذي يرفضه رئيسا الجمهورية والحكومة، ويؤكدان أنه خارج عن صلاحيات الحكومة التي لا تستطيع التدخل في الشأن القضائي.

ولا يزال "حزب الله" على موقفه بالنسبة لاجتماع الحكومة، ومن غير الواضح حتى الساعة إذا كان الاجتماع المرتقب الذي تحدث عنه ميقاتي من باب ضرورة إقرار موازنة عامة لتسيير أمور البلاد، وهو ما سيدفع الطرف الأول إلى المشاركة، أم أن التئام الحكومة سيكون منقوصاً باستمرار مقاطعة الحزب، خصوصاً أن أي تغيير لم يحصل في قضية انفجار مرفأ بيروت الذي يضعه الأخير شرطاً لاستئناف عمله الحكومي.

إلى ذلك كان عون أيضاً يرفض فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، الذي انتهت دورته العادية في 15 ديسمبر/كانون الأول 2021، خوفاً من تأمين الحصانة للنواب الذين تم استدعاؤهم إلى التحقيق، وصدرت بحقهم مذكرات توقيف، بالإضافة إلى الخلاف المتسع بينه وبين رئيس البرلمان نبيه بري، منذ مدة.

ويتحدث مراقبون سياسيون عن أن الإعلان المفاجئ والسريع من ميقاتي عن اجتماع مجلس الوزراء وفي موازاته عقد جلسة النواب يمكن أن يكون نتيجة صفقة تحت الطاولة، تمثلت بعودة الحكومة إلى الاجتماع مقابل عودة البرلمان، وبالتالي عودة الحصانات.

 يذكر أن الدورة العادية لمجلس النواب اللبناني تبدأ في مارس/آذار المقبل، أي قبل الانتخابات النيابية المقررة في مايو/ أيار، بفترة قصيرة، ومن الطبيعي عدم انعقاده نتيجة انشغال النواب بالحملات الدعائية.

كما أن انعقاد دورة استثنائية للبرلمان بحاجة إلى مرسوم موقع من عون، ضمن صلاحياته كرئيس للجمهورية، لكن بنود الصفقة -إن وجدت- لن تهمل تذليل كل العقبات، مقابل عودة الحياة السياسية إلى طبيعتها في لبنان.