ميقاتي نحو رئاسة حكومة لبنان.. 6 أسئلة تحكم الترشيح
تقدم اسم نجيب ميقاتي بورصة الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة اللبنانية، بعد تحرك الاتصالات السياسية على الساحة اللبنانية.
ورغم أنه لا شيئ محسوماً حتى الساعة من ناحية حجم التكليف وعدد الكتل التي تدعمه، أو من ناحية قبول ميقاتي التكليف الذي لايزال يطالب بضمانات معينة، بعضها لم يؤمن حتى اللحظة.
وعملت "العين الإخبارية" أن رئيس مجلس النواب نبيه بري استطاع عبر اتصالاته مع الرئيس سعد الحريري من أخذ وعد بدعم ميقاتي مما يعطي التكليف غطاء سني، ولا يعيد تجربة الرئيس حسان دياب.
وكشف الكاتب والمحلل السياسي رضوان عقيل أن كل المعطيات والاتصالات السياسية حتى هذه اللحظة تشير الى تقد الرئيس نجيب ميقاتي على غيره من الأسماء التي طرحت في الايام السابقة.
وقال في تصريحات لـ"العين الاخبارية" إن الرئيس سعد الحريري قد وافق على اسم ميقاتي لتولي المهمة، وهو غير راغب بتوسيع نادي رؤساء الحكومات السابقين، ويفضل ان يبقى محصوراً بالأربعة الموجودين (نجيب ميقاتي وتمام سلام وفؤاد السنيورة، وسعد الحريري) ويكون بمثابة القوة الكبرى في الطائفة السنية ويجمعه توجه واحد.
وميقاتي، بحسب عقيل، هو الشخصية الانسب ضمن النادي، بسبب ارفض عدد من الأطراف المطلف للرئيس السنيورة ورفض الرئيس تمام سلام تولي المهمة.
وعدد عقيل عدة عوامل أدت الى تقدم ميقاتي على غيره ومنها: أولا علاقة ممتازة مع الرئيس نبيه بري الداعم له ولا سيّما بعد تجربة طويلة جمعتهما في أكثر من مفصل.
ثانياً: لا يعترض حزب الله على تسمية ميقاتي ، ولا سيّما أنّه آت من صلب مكونه السني ولا اعتراض عليه وثمة رسائل متبادلة بين الطرفين.
ثالثا، حسب عقيل: يرفض ثنائي الحزب وحركة أمل حكومة اللون الواحد التي فشلت بقيادة الرئيس حسان دياب ومن دون التقليل من الامتحانات الخطرة التي تعرضت لها.
رابعاً: علاقات ميقاتي مع الدول الغربية متوفرة ولا سيّما مع الفرنسيين الذين لا يعترضون على رئاسته الحكومة. ويحظى أيضاً بدعم خليجي ومصري وصولا ً إلى الأردن التي حذّر ملكها عبدالله الثاني من أمريكا بعد اجتماعه مع الرئيس جو بايدن من انهيار لبنان. وإذا كانت القاهرة تفضل الحريري لرئاسة الحكومة فلا تعترض على ميقاتي الذي تربطه علاقة لا بأس بها أيضا مع السعودية.
خامساً: لم تنقطع علاقات ميقاتي مع الرئيس ميشال عون ولم تصل إلى حدود القطيعة في لحظة التوتر المفتوحة في الأشهر الاخيرة بين "العونيين" و"تيار المستقبل".
ويرى عقيل أن جبران باسيل هذه المرة غير قادر على استعمال الأسلوب نفسه مع ميقاتي الذي استعمله في وجه الحريري وأدّى به إلى الاعتذار".
ولفت المحلل اللبناني إلى أن "من مصلحة العونيين أن يسهلوا مهمة ميقاتي ولا سيّما في السنة الأخيرة من العهد على أمل التوصل إلى تحقيق جملة من المشاريع الإيجابية في نهاية هذه الولاية".
واستدرك بالقول: "على الرغم من هذا المناخ لن يكون تعاطي عون مع ميقاتي معبدة بالورود".
في المقابل ثمة أسئلة، طرحتها أوساط مقربة من ميقاتي على أساس أن الاجابات عليها ستؤدي إلى القبول أو الاعتذار، لخصت بالتالي:
- هل ستتم العودة إلى روح المبادرة الفرنسية مع بعض التعديلات التي حتّمتها المستجدات، أم أن الانطلاقة الجديدة ستكون من الصفر؟
- هل الظروف التي افشلت مهمة رئيسين مكلّفين تغيرّت، أم ان المطلوب حرق المزيد من الاسماء في معركة الغاء لن تتوقف ضد مكوّن اساسي في البلد لتكريس قاعدة انا احكم ولا احد غيري؟
- هل اقتنع المعنيون بالعودة الى نصوص الدستور وأحكامه وروحه، من خلال تسهيل مهمة أي رئيس مكلّف، أم أن ما فرض من شروط ووضع من عراقيل سيطرح على الطاولة مجددا فور التكليف؟
- هل سيتاح لرئيس الحكومة المكلّف اختيار فريق العمل الذي يناسب المرحلة، بالتفاهم على أصول الشراكة الحقيقية في التأليف، أم أن"جن الكهف"سيظهرون مجددا للتخريب والعرقلة؟
- هل الظروف الإقليمية والدولية المتباعدة بشكل زاد من عرقلة تشكيل الحكومة ستتلاقى هذه المرة لإنجاح عملية التأليف بعد عبور مخاض التكليف؟ أم أن المطروح مجرد عملية تقطيع للوقت في انتظار التفاهمات الكبرى؟
-هل سيكون التأليف متلازما مع مد يد العون عربيا ودوليا لانقاذ ما يمكن إنقاذه قبل إطلاق ورشة الإصلاح والنهوض المطلوبة، أم سيبقى الشعب اللبناني يدفع وحده ثمن عقوبات عن أفعال لا دخل له بها، لمجرد أنه الحلقة الأضعف و"ساحة الكباش" الوحيدة؟
وترى الأوساط المقربة من ميقاتي أنها أسئلة ترسم معالم الطريق الحقيقية قبل الولوج في أي قرار، لتشكل الـ" نعم" بداية للحل المنشود والذي يأمله اللبنانيون، لا مجرّد خطوة اضافية في المجهول، وليكون التكليف عنوانا لدنو التأليف السريع لا مشروع اعتذار جديد.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjgg
جزيرة ام اند امز